حينما وصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى كأس العالم لكرة القدم في قطر، كان يمني النفس بتقديم مونديال للذكرى في مسيرته بالفوز باللقب الأغلى في العالم. لكن مسيرة رونالدو في المونديال انتهت وهو في حالة من الذهول وكان يبكي بحرارة بينما كان يتم اقتياده إلى غرفة تغيير الملابس، عقب خسارة الفريق أمام نظيره المغربي صفر / 1 في دور الثمانية بملعب "الثمامة". كانت بطولة للنسيان بالنسبة للنجم البالغ من العمر 37 عاما، حيث تم استبعاده من التشكيل الأساسي للفريق في دور الستة عشر أمام سويسرا، قبل أن يشارك في الشوط الثاني كبديل أمام المغرب. وكانت تلك المشاركة مخيبة للآمال بالنسبة لرونالدو، لكنها لن تقلل أبدا من إنجازاته السابقة على المستوى الدولي، بغض النظر عن مواصلة مسيرته مع المنتخب البرتغالي من عدمها. بالإضافة إلى كونه أفضل هداف في المباريات الدولية في منافسات الرجال، قاد رونالدو البرتغال للفوز بأول لقب لها في بطولة كبيرة في كأس أمم أوروبا عام 2016 في فرنسا، قبل أن يخطف لقب دوري الأمم الأوروبية، ويبدو أنه من غير المرجح أن يتم معادلة أرقامه مع منتخب بلاده في أي وقت قريب. وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاعب الأعظم على المستوى الدولي في التهديف، مستقبلا غامضا بشأن استمرار مسيرته الدولية، تقدم "ستاتس بيرفورم" تقييما للمسيرة الرائعة للنجم البرتغالي والمليئة بالأرقام القياسية. ونال رونالدو الكثير من الثناء طوال مسيرته، حيث كان حاسما في الكثير من المباريات الكبيرة منذ سنوات الشباب وحتى أواخر مسيرته الدولية، ولعب مع المنتخب البرتغالي 196 مباراة وضعته في صدارة الأكثر مشاركة في المنتخب، حيث يبرز اسم جواو موتينيو كأقرب منافس له برصيد 146 مباراة دولية. وإذا كان رصيد مشاركاته قد يتعرض لتهديد على المدى البعيد، فإن أرقامه على المستوى التهديفي تبدو أقل عرضة لذلك الخطر، حيث سجل رونالدو 118 هدفا على المستوى الدولي، هو أكثر من ضعف أهداف بيدرو باوليتا، صاحب المركز الثاني في ترتيب الهدافين التاريخيين للبرتغال برصيد 47 هدفا، كما أنه رقم لانظير له على مستوى العالم. كان علي دائي، هداف المنتخب الإيراني، هو اللاعب الوحيد الأخر الأكثر تسجيلا للأهداف على المستوى الدولي، حيث سجل 109 أهداف دولية. وفشل رونالدو في تسجيل هدف في أول مباراتين له مع المنتخب البرتغالي حينما كان يبلغ من العمر 18 عاما في عام 2003، لكنه نجح في تسجيل هدف دولي واحد على الأقل في السنوات ال19 التالية . وفي عام 2004 سجل رونالدو سبعة أهداف دولية في 16 مباراة، ليساعد منتخب بلاده على بلوغ المباراة النهائية لأمم أوروبا في بلاده عام 2004، كما سجل بمعدل هدف كل 145 دقيقة. وكانت السنة الأفضل لرونالدو على المستوى الدولي في عام 2019، حينما سجل 14 هدفا في عشر مشاركات دولية فقط، بمعدل هدف كل 59 دقيقة. وعلى مستوى الأندية، سجل رونالدو أهدافا عديدة في دوري أبطال أوروبا لمانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، حيث أنه الهداف التاريخي للمسابقة برصيد 140 هدفا. ويبدو أن رونالدو يفضل اللعب داخل القارة بقميص المنتخب البرتغالي، حيث سجل 14 هدفا في أمم أوروبا وهو رقم قياسي، يبتعد فيه النجم البرتغالي بفارق خمسة أهداف عن الفرنسي ميشيل بلاتيني. وسجل رونالدو أيضا سبعة أهداف في 11 مباراة فقط بدوري الأمم الأوروبية، وقد حقق أعظم إنجازاته مع المنتخب بالتتويج بلقب أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية موسم 2018/2019. لكن الأمور مختلفة بالنسبة لكأس العالم، ورغم أنه سجل ثمانية أهداف في مشاركاته بالبطولة ،وهو رقم لا يمكن الاستهانة به ، إلا أن تلك الأهداف جاءت في دور المجموعات، لم يسجل أي لاعب آخر عددا كبيرا من الأهداف بدون هز الشباك في مرحلة خروج المغلوب. وأصبح رونالدو أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل في خمس نسخ مختلفة من كأس العالم، حينما سجل هدفا في شباك غانا من ضربة جزاء في دور المجموعات، لكن هذا الرقم القياسي قد لا يعني الكثير مع فشل فريقه في أهم بطولة بالعالم. ربما لم يتمكن رونالدو من وضع يديه على كأس أفضل وأهم بطولة دولية، لكن عدم حدوث ذلك لم يمنع نجوما مثل الهولندي يوهان كرويف والمجري فيرنك بوشكاش من اعتبارهم من أفضل وأعظم اللاعبين في تاريخ تلك الرياضة. وجاء 24 هدفا من أصل 118 سجلها النجم البرتغالي في بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا وكأس القارات، و20 هدفا فقط في مباريات ودية، مما يدل على مكانته الكبيرة كلاعب يسطع ويتألق في المناسبات الكبرى.