حظيت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج للمملكة ومحادثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والاتفاقيات التي وقعت بحضور الزعيمين بصدى واسع في الصحافة العالمية وبخاصة الصينية، وذلك في ظل الأوضاع المتوترة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. توسيع فرص الاستثمار نشرت صحيفة الواشنطن تايمز الأميركية في تغطيتها أمس: "أن الرئيس الصيني شين جين بينج زار السعودية في وقت تسعى فيه بلاده إلى توسيع فرص زيادة استثماراتها خاصة النفطية واحتمال أن تحل محل الولاياتالمتحدة كأكثر دولة خارجية نفوذا بالشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنه وبينما تعززت العلاقات الصينية السعودية قبل فترة، تأتي الرياض حاليا على رأس قائمة الدول المصدرة للنفط الخام لبكين. وأوردت الصحيفة أرقاما عن العلاقات الاقتصادية، التي وصفتها بأنها المركزية بين الرياضوبكين، مشيرة إلى أن السعودية تصدر للصين سدس ما تنتجه من النفط الخام، وأن بكين هي ثاني أكبر شريك اقتصادي للرياض، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 70 مليار دولار. شراكة شاملة تحت عنوان "الصين والسعودية ترفعان مستوى العلاقات الثنائية"، قالت صحيفة بيبولز ديلي إن الرياضوبكين اتفقتا على رفع العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، وأعربتا عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في القدرات الصناعية. ووقعت الدولتان مذكرة تفاهم بالتعاون في القدرات الصناعية بعد محادثات بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس شي جين بينج، وذكرت الوثيقة أيضا أنهما سيسعيان للتعاون في دفع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية. وقال الرئيس الصيني حول رفع مستوى العلاقات الثنائية "أؤمن بأن ذلك سيعمق الثقة الاستراتيجية المتبادلة وسيؤدي إلى إنجازات أكبر في تعاوننا متبادل النفع وسيساعد في تسهيل وتوسيع مصالحنا المشتركة في الشؤون الدولية والإقليمية". وقالت الصحيفة إن الملك سلمان أوضح أن الشعبين سيستفيدان من رفع مستوى العلاقات وأن المملكة تدعم مبادرة "الحزام والطريق". وأشارت صحيفة بيبولز ديلي إلى أن الدولتين وقعتا مجموعة من اتفاقيات التعاون بعد المحادثات بين الزعيمين تغطي قطاعات مثل الطاقة والاتصالات والبيئة والثقافة والطيران والعلوم والتكنولوجيا. استقرار وتعزيز للسلم قالت وكالة الأناضول إن المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وقعتا 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، بينها الطاقة والمجال النووي والعلوم والتنمية والاقتصاد. جاء ذلك في أعقاب محادثات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شين جين بينج في قصر اليمامة بالرياض. وخلال المحادثات أكد الملك سلمان أن "المملكة والصين تسعيان معا للاستقرار وتعزيز السلم والأمن في العالم"، وبين "أن التحديات التي تواجه العالم وفي مقدمتها الإرهاب تتطلب تكاتف المجتمع الدولي لمحاربته". مشاركة بناءة تقول الشبكة الصينية إن وسائل الإعلام الصينية والعربية أبدت اهتماما كبيرا لزيارة الرئيس الصيني للسعودية، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن الزيارة تحمل أهمية كبيرة وتظهر مساعي الصين لتعزيز المشاركة البناءة مع المنطقة لمساعدتها على استعادة استقرارها. وتضيف أن وسائل الإعلام الصينية سلطت الضوء على الكثير من الأمور التي ستركز عليها هذه الجولة التاريخية، وذلك مع تزايد تأثير المزيد من القضايا الإقليمية والعالمية. ويتوقع مراقبون صينيون أن تسهم هذه الجولة في تحقيق تعاون بين هذه الدول المؤثرة في المنطقة والصين، فضلا عن رفع مستوى التنمية الإقليمية من خلال البناء المشترك للحزام والطريق، وكذلك من خلال آليات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وأكدت الشبكة الصينية أن هذه الجولة حظيت باهتمام وترحاب رسمي وشعبي وإعلامي غير مسبوق في الدول التي زارها، ما يعكس عمق الصداقة التي تربط هذه البلدان مع الصين منذ القدم وعبر كل الحقب في تاريخها الحديث. وشكل هذا الترحاب استفتاء على نجاح الدبلوماسية الصينية وسياسة بكين الخارجية التي تجد قبولا كبيرا في الشرق الأوسط.