شدّدت الرئاسة الروسية الأربعاء على أن علاقاتها مع واشنطن ستبقى سيئة مهما كانت نتائج انتخابات منتصف الولاية في الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، حسبما ذكرت وكالات أنباء روسية، "هذه الانتخابات في الأساس لا يمكنها أن تغيّر شيئًا. علاقاتنا سيئة في الوقت الراهن وستبقى كذلك". وأضاف "إن هذه الانتخابات مهمة، لكن من ناحية أخرى أعتقد أنني لست مخطئًا في القول إنه لا ينبغي المبالغة في تقدير أهميتها بالنسبة لمستقبل علاقاتنا الثنائية على المديين القصير والمتوسط". في السنوات الأخيرة، اتُهم الكرملين بتشجيع عمليات تدخل في الانتخابات الأميركية، لا سيما عبر حملات تأثير على شبكات التواصل الاجتماعي. وعلّق بيسكوف الأربعاء قائلًا "لقد اعتدنا (على هذه الاتهامات) لدرجة أننا لم نعد نهتمّ بها". وتمرّ العلاقات الروسية الأميركية بأسوأ الأزمات الدبلوماسية في تاريخها، بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا التي تدعمها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بكثافة من خلال توفير الأسلحة والمساعدات المالية. من جانبه تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بألا تتخلى قواته ولو عن "شبر واحد" في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية. تقع النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا، مسرح أعنف قتال في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في أواخر فبراير. وقال زيلينسكي في خطابه المصور ليل الثلاثاء "المحتلون لا يزالون نشطين للغاية- عشرات الهجمات كل يوم". وأضاف "إنهم يتكبدون خسائر كبيرة. لكن الأمر لا يزال كما هو - التقدم صوب الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك. لن نتخلى عن شبر واحد من أرضنا". والمنطقة واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا أنها ضمتها في أواخر سبتمبر. والقتال مستمر هناك بين الجيش الأوكراني وقوات تعمل بالوكالة عن روسيا منذ عام 2014، وهو العام نفسه الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم في الجنوب. * قتال ضار في بلدة جنوبية في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية سنيهوريفكا شرقي مدينة ميكولايف الجنوبية قوله الثلاثاء إن السكان شاهدوا الدبابات وإن القتال العنيف مستمر. وقال رئيس البلدية يوري باراباشوف "قالوا (السكان) إن هناك دبابات تتحرك في الأنحاء، ووفقا لمعلوماتهم، فإن قتالا عنيفا يجري على أطراف البلدة". وأضاف لوكالة الإعلام الروسية "الناس رأوا هذا العتاد يتحرك في شوارع وسط المدينة". وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة الروسية في منطقة خيرسون، على تطبيق تيليجرام إن القوات الأوكرانية حاولت التقدم على ثلاث جبهات، منها سنيهوريفكا. وأشار فيتالي كيم، الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف مستشهدا على ما يبدو بمحادثة تم اعتراضها بين الجنود الروس، إلى أن القوات الأوكرانية قد طردت بالفعل القوات الروسية من المنطقة. ولم ترد أنباء رسمية عن الوضع في المدينة من مسؤولين عسكريين في أوكرانيا أو روسيا. وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت منظومة راجمة الصواريخ المتعددة أمريكية الصنع هيمارس وأطلقت صاروخين على مدينة ستاخانوف في لوغانسك. وأضافت أن أربعة مدنيين هناك لقوا حتفهم جراء إطلاق صاروخ مساء الأحد. وفي تقريره حول الوضع في منطقة خيرسون الجنوبية اتهم الجيش الأوكراني مساء الثلاثاء القوات الروسية بارتكاب المزيد من أعمال النهب وتدمير البنية التحتية. وتلوح مواجهة بين الطرفين في مدينة خيرسون منذ أسابيع. وقال الجيش إن القوات الروسية قامت بتفكيك أبراج اتصالات الهواتف المحمولة وأخذت المعدات، مضيفا أنها "فجرت خط تيار كهربائي واستولت على معدات من محطة طاقة شمسية" قرب مدينة بريسلاف. وذكر أن القوات الروسية أخلت متحفا مخصصا للرسام أوليكسي شوفكونيكو في مدينة خيرسون من المعروضات والأثاث والمعدات. * انقطاع الكهرباء قال زيلينسكي في خطابه إن الكهرباء انقطعت عن نحو أربعة ملايين شخص في 14 منطقة بالإضافة إلى العاصمة كييف. وقالت شركة أورينرجو المشغلة للشبكة الكهربائية الأوكرانية إن قطع التيار الكهربائي بالتناوب كل ساعة سيؤثر على البلاد بأكملها الأربعاء. واستهدفت هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية مع اقتراب فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة المتوسطة عادة إلى عدة درجات تحت الصفر وأحيانا إلى سالب 20. ومن المنتظر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل على مشروع قانون ينص على ضرورة تحمل روسيا مسؤولية تعويض أوكرانيا عن الأضرار التي نتجت عن "أفعال غير جائزة متعمدة". وقدمت أوكرانيا وكندا وجواتيمالا وهولندا نص مشروع القرار.