صعدت روسيا هجومها على أوكرانيا، مستخدمة القوات البرية والضربات الجوية والقصف المدفعي، بينما تواصل سعيها بلا هوادة لاستكمال سيطرتها على شرق البلاد، لكن كييف قالت إن قواتها تقاوم بشدة ولا تزال صامدة في مواقعها. ووردت أنباء عن قتال عنيف أمس الثلاثاء في بلدات على الخطوط الأمامية بالقرب من مدينة دونيتسك بشرق البلاد، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تشن هجمات أثناء محاولتها السيطرة على منطقة دونباس الصناعية. وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك، وهي إحدى منطقتين تشكلان دونباس، للتلفزيون الأوكراني "الوضع في المنطقة متوتر، والقصف مستمر على امتداد خط المواجهة... العدو يستخدم أيضا الضربات الجوية بشكل كبير". وأضاف "لم يحرز العدو نجاحا. منطقة دونيتسك صامدة". وقال الجيش الأوكراني إنه صد هجمات برية في اتجاه مدينتي باخموت وأفديفكا وقضى على وحدات استطلاع روسية، منها وحدات بالقرب من باخموت. لكن روسيا قدمت رواية مختلفة. وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف إن قواته سيطرت على مصنع لصالح موسكو على أطراف بلدة سوليدار الشرقية، بينما قالت قوات أخرى مدعومة من روسيا إنها بصدد "تطهير" قرية بيسكي الشديدة التحصين، وذكرت وسائل إعلام روسية أن مجموعة من المرتزقة، تابعة لمجموعة فاجنر، تمترست بالقرب من مدينة باخموت. وبعض الأماكن التي تستهدفها روسيا مثل بيسكي هي تجمعات شديدة التحصين تتقاطع مع أنفاق وخنادق تتمركز فيها القوات الأوكرانية منذ فترة طويلة. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة روايات أي من الجانبين في ساحة المعركة. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، التي تساعد أوكرانيا، إن اندفاع روسيا نحو مدينة باخموت كان أنجح عملياتها في دونباس في الثلاثين يوما الماضية، لكنها أضافت أنها لم تتقدم سوى بنحو عشرة كيلومترات فقط. وقالت إن القوات الروسية في مناطق أخرى لم تتقدم سوى ثلاثة كيلومترات خلال نفس الفترة. وقالت روسيا إنها تخطط، ضمن ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة"، للسيطرة الكاملة على دونباس نيابة عن القوات الانفصالية الموالية للكرملين، بينما قال مسؤولون عيَّنتهم روسيا في أجزاء من جنوبأوكرانيا إنهم يعتزمون المضي قدما في إجراء استفتاءات للانضمام إلى روسيا. وتعتمد أوكرانيا، التي تقول إن روسيا تخوض حربا على نمط الإمبراطوريات السابقة، على أنظمة الصواريخ والمدفعية المتطورة التي أمدها الغرب بها لتقويض خطوط الإمداد واللوجستيات الروسية. هذا وتحصل أيضا كييف، التي أحرزت تقدما متواضعا في الأسابيع الماضية فيما يتعلق باستعادة أراض، على مساعدة الغرب في المعلومات المخابراتية والتدريب والأمور اللوجستية وتأمل في أن تتمكن من شن هجوم مضاد أوسع في جنوبأوكرانيا لطرد قوات موسكو. وفيما بدا أنه خوف من هذا الخطر، تحركت روسيا لتعزيز قواتها في الجنوب وركزت، وفقا لبريطانيا، على تعزيز دفاعاتها في مطلع هذا الأسبوع. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد القتلى أو الجرحى، لكن يُعتقد بأن كلا الجانبين مُني بخسائر فادحة. وقال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للسياسة كولين كال الاثنين إن روسيا تكبدت ما بين 70 و80 ألف قتيل أو جريح منذ أن أرسل الرئيس فلاديمير بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير. وفي تكثيف لمساعداتها المالية والإنفاق العسكري لأوكرانيا، أعلنت واشنطن أنها سترسل 4.5 مليارات دولار لدعم الميزانية ومليار دولار في شكل أسلحة، بما في ذلك ذخائر صاروخية بعيدة المدى وعربات نقل طبية مصفحة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست إنه يريد من الغرب فرض حظر شامل على جميع الروس، بمن فيهم أولئك الذين فروا من روسيا منذ 24 فبراير. ونقل عن زيلينسكي قوله "أيا كان هؤلاء الروس.. دعوهم يذهبون إلى روسيا". وأضاف "سيفهمون ذلك الحين.. وسيقولون هذه (الحرب) ليس لها علاقة بنا. لا يمكن تحميل المسؤولية لجميع السكان، أليس كذلك؟" واستنكر الكرملين اليوم الثلاثاء دعوة زيلينسكي ووصفها بأنها مستفزة، قائلا إن أوروبا عليها في نهاية المطاف اتخاذ قرار بخصوص ما إن كانت ترغب في سداد فواتير "نزوات" زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا مجال لعزل الروس عن بقية العالم. واستمر التوتر حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر من نوعها في أوروبا، بعد أن تبادل الجانبان الاتهامات في مطلع هذا الأسبوع بتعريضها للخطر بعمل عسكري متهور. وتخضع هذه المحطة، التي يعمل بها أوكرانيون، لسيطرة روسيا منذ مارس آذار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول انفصالي تدعمه روسيا قوله أمس، إنه سيتم تعزيز الدفاعات المضادة للطائرات حول المحطة. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاثنين أي هجوم على محطة نووية بأنه "عمل انتحاري" وطالب بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إليها.