يمتلك ألفارو موراتا مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد سيرة ذاتية حافلة، حيث لعب للعديد من الأندية الأوروبية البارزة في مسيرته كريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وتشلسي الإنجليزي، إلا أنه نادرًا ما كان المهاجم الركيزة. صحيح أنّ موراتا حقّق ألقابا بارزة في مسيرته كإحراز الدوري الإسباني مرتين، وكذلك الدوري الإيطالي، إضافة إلى لقبَي دوري أبطال أوروبا، لكن مع ذلك وفي سن الثلاثين، يبدو أنّ موراتا مرّ بالعديد من اللحظات المخيبة لللآمال. خطف موراتا الأضواء الأحد بهدف التقدم لمنتخب بلاده أمام ألمانيا في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 في كأس العالم الأحد، وهي قد تكون إشارة إلى أنّ وقت موراتا للتألق قد حان، «الآن هو كل شيء» هذا ما يسلّط منظمو كأس العالم الضوء عليه في شعارات ملصقة في كل أرجاء العاصمة الدوحة، وهو الأمر الذي قد يكون عنوان موراتا في المونديال القطري بعد طول انتظار. وتمكن موراتا بعد لحظات من دخوله كبديل لفيران توريس أن يسجّل ببراعة ودقّة إثر تمريرة عرضية منخفضة من جوردي ألبا، دون أن يترك أي فرصة للحارس التاريخي ل»دي مانشافت» وقائده مانويل نوير. سجل المهاجم، الذي شارك كبديل أمام كل من ألمانيا وكوستاريكا، في المباراة الافتتاحية أيضا لإسبانيا 7-0، وصنع هدفًا ضد «لوس تيكوس». يقدم موراتا عروضا جيدة مع أتلتيكو مدريد بقيادة الأرجنتيني دييغو سيميوني هذا الموسم على الرغم من إحرازه خمسة أهداف فقط في 14 مباراة بالدوري الإسباني. وسبق أن أحرز موراتا هدفا في اللحظات الأخيرة لإسبانيا ضد البرتغال في سبتمبر الماضي ليقود منتخب «لا روخا» إلى دور الأربعة في دوري الأمم الأوروبية. وعلى الرغم من أن لويس إنريكي قد اختار حتى الآن الجناح ماركو أسينسيو قبله في مركز المهاجم الصريح، إلا أن موراتا يبدو واثقًا من نفسه وقادرًا على استغلال فرصه عندما تأتي. وقال موراتا في مؤتمر صحافي بعد أن اختير أفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا «أشعر بالراحة في المنتخب الوطني، وأنا فخور لوجودي هنا». وتابع «الأمر ليس سهلا، المطالب علينا والضغط مرتفع جدا سواء كنت أساسيا أو بديلا». وأردف «أريد أن أفوز بجميع المباريات، أنا جندي مثل أي شخص آخر، وسنذهب إلى الموت معًا، بالإضافة إلى كوننا فريقًا رائعًا، فنحن مجموعة رائعة ومتحدون للغاية». بدأ موراتا مسيرته في فريق الشباب بأتلتيكو لكنه انتقل إلى ريال مدريد وشارك لأول مرة في عام 2010 مع الفريق الأول بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.كانت السنوات التالية بطيئة بعض الشيء بالنسبة له، على الرغم من دخوله من مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، حين فاز ريال مدريد على أتلتيكو في الوقت الإضافي. في ذلك الصيف، وقع موراتا مع يوفنتوس، بحثًا عن دور اساسي ومنتظم، وتمكن من التسجيل في كلتا مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم اقصاء ريال مدريد، لكن برشلونة انتصر على فريق «السيدة العجوز» في نهائي برلين.فعّل ريال مدريد بند إعادة الشراء في صيف 2016 وأصبح موراتا عنصراً مهماً من ال»ميرينغي» لمدة موسم، على الرغم من أنه كان من الخيارات الرديفة في تشكيلة زين الدين زيدان، وتحديدا كبديل للفرنسي كريم بنزيمة. بعد تتويجه بثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا، قرّر موراتا أن يجرب حظه في الدوري الإنكليزي الممتاز مع تشلسي. لم يرتق موراتا الى حجم تطلعات مشجعي النادي اللندني الذي رأوا أنه يفتقر إلى القدرة على تعبئة الفراغ عند مقارنته بسلفه ومواطنه دييغو كوستا، خصوصا بعد وصوله مقابل مبلغ قياسي للنادي بلغ 60 مليون جنيه إسترليني (73 مليون دولار) في يوليو 2017. خسر موراتا مكانه لمصلحة الفرنسي أوليفييه جيرو، وفي يناير 2019، انتقل، أتلتيكو، ناديه الاول، على سبيل الإعارة لمدة 18 شهرًا - على الرغم من أنهم سرعان ما قرروا جعل الصفقة دائمة. لكن بحلول صيف عام 2020، بعد موسم كامل مخيب للآمال، أعاره أتلتيكو إلى يوفنتوس، ومدد الإيطاليون عقده الممتد لعام واحد الى موسم آخر لكنهم لم يوقعوا معه بعد ذلك وعاد موراتا إلى أتلتيكو في يوليو 2022. بدأ الموسم وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله، لكنه حصل على مكانه في تشكيلة سيميوني. حافظ إنريكي على ثقته به، على الرغم من الصخب الداعي لضمّ لاعبين آخرين مثل ياغو أسباس أو بورخا إيغليسياس. في كأس اوروبا 2020، دافع المدرب عن موراتا في السراء والضراء، رغم أنه أضاع العديد من الفرص الكبيرة. لكن يبدو أنه حان وقت رد الجميل من قبل موراتا، وبعد عقد من الوعود التي لم تتحقق، ربما «الآن هو كل شيء» بالفعل.