سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب: «من مدرسة الصحراء.. خُطُواتٌ ومحطات.. شيء من سيرة إعلامية وثقافية»، الصادر عام 2020م في طبعته الأولى، للدكتور عائض بن بُنيَّه الرَّدَّادي الذي وُفّق كثيراً في اختيار هذا العنوان، وتدوين بعض المواقف بعيداً عن تمجيد الذات، أو ادعاء النجاح، أو التقليل من جهد الآخرين. فكرة الكتاب هذا الكتاب يأتي بعد مرور خمسين عاماً من التحاق المؤلف بالعمل الإعلامي عام 1972م، وكان يمكن أن يكون ذلك عنواناً لهذا الكتاب لكن المؤلف لم يمل إليه لتقليديته وتكراره وما فيه من إبراز الذات، وعن فكرة هذا الكتاب يقول الرَّدَّادي: أُجري معي لقاء عام 1999م في زاوية (لم يَرَ النور) وكان أول سؤال هو: (ما العمل الذي لم يَرَ النور) فأجبت: (سنواتي في الإعلام) فجاء السؤال الثاني (ما مضمون هذا العمل؟) فكان الجواب (مضمون العمل سيرة ذاتية إعلامية عن السنوات التي قضيتها في العمل الإعلامي وهي تقترب من ثلاثين عاماً)، وعندما تركت الإعلام لتعييني عضواً في مجلس الشورى كتبت مقالاً بعنوان: (سنواتي في الإعلام) ختمته بأن سنواتي في الإعلام مليئة بالمواقف والتجارب ولعلي أجد الوقت لأدونها تحت هذا العنوان، وهكذا كنت سأكتب سيرتي الإعلامية دون غيرها، ولكني عدلت عن ذلك فيما بعد حين رأيت أن أضم إليها الكتابة في السيرة الثقافية وما تلا الإعلام، وقد اخترت لها عنوان: (من مدرسة الصَّحراء.. خطوات ومحطات) وكتبت تحت هذا العنوان، شيء من سيرة إعلامية وثقافية.