كتاب «من مدرسة الصحراء.. خطوات ومحطات» للإعلامي السعودي الدكتور عائض بُنيّه الردادي يتناول فيه سيرة ذاتية إعلامية وثقافية فيها شيء من صدى السنين الحاكي، عن السنوات التي قضاها في مجال العمل الإعلامي المليء بالمواقف والتجارب. واشتمل الإصدار على ثلاثة جوانب: عائلي وإعلامي وثقافي وخلا منه الجانب العائلي.. وتحدث الردادي عن هذا الكتاب ببوح جميل: «مدرسة هو اسم حقيقي للمدرسة الابتدائية في قرية المُسَيْجِيد (غرب المدينةالمنورة) التي بدأت منها خطوات التعليم وليس اسماً مجازياً فهي بداية حياتي العلمية، من خلال عملي في حقلي الإعلام والثقافة رأيت أموراً كثيرة، واطلعت على أشياء كثيرة، وخضت تجارب كثيرة، وعرفت أناساً كثيرين في أنحاء العالم، ووصلت إلى حقيقة في الإعلام أنه مثل المصباح الكهربائي بلمسة يبهرك بأضوائه وبأخرى يجعلك تعيش في ظلام دامس، وكنت أقول ذلك لكل زميل جديد بألا ينخدع بأضوائه فإنه إذا بارح هالتها قد يجد من لم يَعُدْ يعرفه أو يعرف حقه. من خلال الإعلام عرفت كثيراً من الرجال من أشباه الرجال، وعرفت صاحب الموقف الثابت والآخر المتقلب، والمبتسم حقيقة والمبتسم خداعاً أو تزييفاً، إن يكشف خبايا النفوس، وبخاصة من يرهقهم نجاح غيرهم». وعن مدرسة الصحراء تحدث الردادي: «التحقت بهذه المدرسة التاريخية، مدرسة الصحراء، وكانت في أوج مجدها، شهدت زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز لها واصطفاف الطلاب مرحبين به أمام بوابتها، وقد مُدَّ الطريق المزفت من الطريق العام إلى المدرسة، وشهدت زيارة أعلام لها منهم محمد سرور الصبان الذي كان يتبرع لها، وكانت العامة تنطق اسمه صرور (بالصاد) وكان مديرها المربي الفاضل سالم بن جعفر داغستاني، وهو مربٍ فاضل يدين له طلابه بالإدارة التربوية الحازمة». وعن الحياة العامة في المُسَيْجِيد يقول المؤلف: «أزدهرت المُسَيْجِيد في ذلك الوقت حيث كانت محطة رئيسة لحافلات الحجاج وكثرت فيها المقاهي ليستريح فيها الحجاج، وأنشئت فيه إدارة بريد وإدارة مبرقات، وكانت المبرقات بجوار المدرسة ونسمع صريرها فيما كان يسمى (إشارات مورس) ويحدث ذلك عند إرسال البرقية أو استقبالها ويترجم الموظفون هذه الإشارات إلى حروف مكتوبة، وجاء موظفون من خارجها للبريد والمبرقات وخدمة الحجاج وغيرها». ويأتي هذا الإصدار بعد مرور «50» عاماً من التحاق الردادي بالعمل الإعلامي والذي كان حافلاً بالعطاء المثمر، والمسيرة المشرّفة، والتجارب الثرية، والحياة التي اتسمت بالجدّية والكفاح والنجاح.