يوقع الكاتب المصري وليد عثمان روايته الجديدة "بث مباشر من جهاز سامسونج"، في معرض الشارقة للكتاب، وهي الثالثة في مسيرة الكاتب بعد "جمر" و"عشت الموات"، تدور في أجواء الإعلام المصري بعد ثورة يناير، وكيف انعكست حالة عدم اليقين العامة وقتها على شخوصه الفاعلة وطريقة عمله. وتتأرجح شخصيات الرواية بين هبوط وصعود، فبعضها يتوارى مع النظام السابق على الثورة، والبعض الآخر يتحين فرص الظهور في واقع جديد لم تتضح معالمه بعد، والإعلام بأنواعه، كما يبدو من أحداث "بث مباشر من جهاز سامسونج"، ليس بعيداً عن حالة البحث عن بوصلة وسط دفق من المعلومات يربك أكثر مما يطمئن. ووسط حالة الارتباك هذه، تتحرك الشخصيات بحثاً عن مجد ذاتي أو تعلقاً بمكانة أصبحت مهددة بفعل التغييرات المتسارعة في المشهد السياسي، وتبدو في كواليس الرواية الصادرة عن "دار صفصافة" المصرية، حكايات وغوايات، كلمات ولكمات، أرواح مسحوقة بمطامح ومطامع تصنع المطابع والكاميرات حضورها ثم تلقيها لمن يوزعها على أرصفة الغياب. تدور الحكايات المختلطة بالغوايات الشخصية في زمن بعينه، لكنها، وفق الناشر، لا تعنى باستحضار وجوه حقيقة تهتف باسم الحقيقة أو تدعي امتلاكها في مرحلة ما، وما يهم أكثر هو الزيف المتجمل بالأضواء ليخفي عورات من يهتفون باسم الحقيقة في كل مشهد، وكل كلمة، وكل صورة.