يبدو أن السعوديين قادمون في صدارة المشهد الرياضي الإقليمي والدولي قريباً، عطفاً على ما يحظى به القطاع من نصيب وافر من الاهتمام النوعي، ضمن برامج رؤية 2030، التي دعت إلى رفع معدل ممارسة الرياضة في المجتمع، لتصل إلى مليون رياضي سعودي ممارس، مع التركيز على أهمية وعي المجتمع بفوائد الرياضة، وربطها بالصحة العامة، من خلال توفير بيئة رياضية مناسبة. وفي وقت سابق للرؤية، أدرك ولاة الأمر أن الفرص المتاحة لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترتقي إلى التطلعات؛ ولذلك وعدت الرؤية بإقامة المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية، كما وعدت بتمكين الجميع من ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية، وتشجيع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي. وبلغ اهتمام الرؤية بالقطاع ذروته في افتتاح النسخة الأولى لدورة الألعاب السعودية، كأكبر حدث رياضي وطني، وجاءت ضخامة الحدث من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - له، وافتتحه نيابة عن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. ضخامة الدورة تجسدت مرة أخرى في إقامة المنافسات في 22 منشأة رياضية بالعاصمة، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي ورياضية، يتنافسون في 45 لعبةً رياضيةً، منها 5 رياضاتٍ مخصصةٍ للألعاب البارالمبية، يندرج تحتها 180 منافسةً رياضيةً، مع تخصيص 200 مليون ريال كجوائز، هي الأعلى في تاريخ المنطقة، ويحصل الفائز بالميدالية الذهبية في أي لعبة على مليون ريال، والفضية 300 ألف ريال، والبرونزية 100 ألف ريال. وتكمن أهمية دورة الألعاب السعودية في كونها تحمل رسالة مهمة لمن يهمه الأمر، مفادها أن رؤية 2030 كما اهتمت بإعادة صياغة مشهد البلاد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فهي أيضاً تبدي الاهتمام ذاته بالشأن الرياضي، ودعمته بخطط طموحة وبرامج فاعلة، تثمر عن إيجاد جيل من اللاعبين الماهرين في جميع الألعاب، إيماناً من المملكة وقادتها بأن النمط الصحّي والمتوازن يعد من أهم مقوّمات جودة الحياة. الدورة بكامل تفاصيلها وبرامجها تعزز فرصةَ المنافسة، وتعمل على إبراز المواهب الفذة، وتدفعهم لتحقيق البطولات واعتلاء منصات التتويج، بوجود أبطال سعوديين يمثلون نحو 200 نادٍ وطني، ويشاركون في مسيرة الشغف والحلم الرياضي.