تحل اليوم الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ليبدأ عهد زاهر عنوانُه التقدم والريادة لوطننا الغالي في المجالات كافة، حيث انطلقت المملكة في رحلة غير مسبوقة لتمكين المجتمع لا سيما المرأة والشباب، بجانب تعزيز حقوق كبار السن والأطفال. وقد كان لذلك التمكين أثر واضح على حركة المجتمع ومواكبته للأهداف التنموية، إذ برزت بصمات المواطن خلال هذه المرحلة وشهد بإنجازاته الخارج قبل الداخل، وهي نجاحات بل قفزات ما كانت لتتحقق لولا الدعم غير المحدود من قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- لجهود تمكين أبناء المجتمع في ضوء رؤية المملكة 2030 التي تمضي ببلادنا بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها ومرتكزاتها. لذلك فإن الاحتفاء بالذكرى الثامنة للبيعة يقودنا للوقوف على أبرز الإنجازات المتحققة في مجال دعم الأسرة وتمكين المرأة، والتي حازت اهتمام خادم الحرمين الشريفين منذ اليوم الأول، كما شكلت حجر الزاوية في رؤية المملكة 2030 التي رسمت بدورها معالم الحراك الإيجابي المجتمعي والعهد الزاهر للمرأة السعودية، فيما ينظر العالم أجمع لما وصلت إليه المرأة السعودية وما حققته من منجزات كبيرة في شتى المجالات، فضلًا عن توليها المناصب القيادية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. نقطة فارقة وتجسّد دعم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمرأة في صدور العديد من الأوامر والقرارات التي شكّلت نقطة فارقة في مسيرة تمكين المرأة بل والأسرة السعودية، بدءًا من قرار مجلس الوزراء الخاص بتنظيم مجلس شؤون الأسرة الذي يحظى بعناية فائقة من القيادة الرشيدة، ويعزز المكانة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، ويعرف بالخدمات التي تبذلها الدولة لدعم أبناء وبنات الوطن، ثم قرار منح المرأة 30 مقعدًا في مجلس الشورى، والسماح لها بالمشاركة في الانتخابات البلدية، وممارسة الفتيات الرياضة بالمدارس، وكذلك السماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، والسماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، وقد باتت المرأة السعودية اليوم سفيرة وقيادية ومسؤولة، ورئيسة للجان العربية في المحافل الدولية. دعم المرأة وكان من ضمن الحقوق غير المسبوقة للمرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- إتاحة الخدمات للمرأة السعودية؛ دون شرط موافقة ولي الأمر، إضافةً إلى السماح بمنح المرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل، فيما يتعلق بالسفر لمن تجاوزوا 21 عامًا، وسن قانون لتقليل معدلات زواج القاصرات؛ بجعل زواج الفتيات الأقل من 17 عامًا لا يتم إلاّ بعد تقديم طلب للمحكمة الخاصة، وكذلك صدور قرار تنظيم صندوق النفقة للمطلقات، والسماح للأم الحاضنة بطلب صك إثبات حضانة من دون إقامة دعوى، ومنح متدربات القانون رخصة مزاولة المهنة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 لدعم حقوق المرأة السعودية، إلى جانب حصول المرأة على دعم الدولة في ممارسة مهنة المحاماة التي كانت حكرًا على الرجال. مجتمع فاعل وكان للأسرة السعودية نصيب كبير من اهتمام ورعاية الملك سلمان -أيده الله- انطلاقًا من كونها النواة الأولى والأساسية للمجتمع، والتي يعول عليها الكثير في بناء مجتمع سليم وفاعل قادر على مواجهة التحديات التي يمكن أن تعيق مسيرتها في البناء والتنمية، ففي هذا الإطار عمل مجلس شؤون الأسرة منذ تأسيسه عام 2016 على الارتقاء بالأسرة السعودية من خلال التعاون مع الشركاء والجهات التنفيذية من الوزارات والهيئات ذات العلاقة ليوفر لها سُبل الحياة الكريمة. وتجلى الاهتمام بالأسرة على المستوى التشريعي، في صدور نظام الأحوال الشخصية، الذي يحقق الاستقرار للأسرة باعتبارها المكون الأساسي للمجتمع، ويؤطر العلاقات بين أفرادها ويحمي حقوقهم، بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأسرة التي تهدف لتمكين الأسرة في بيئة تنعم بالأمن والعدل والرخاء من اكتساب المهارات اللازمة لإدارة حياتها، وتعزيز مكانتها في المجتمع وتوسيع فرص تحقيقها لأفضل نتائج الثروة البشرية. قيم راسخة وقد انبثق عن الاستراتيجية الوطنية للأسرة ثلاث استراتيجيات؛ الأولى تتعلق بالطفل حتى ينعم ببيئة داعمة وقيم راسخة تحفظ حقوقه وتطلق كامل إمكاناته، والثانية تتصل بالمرأة، حيث تسعى إلى امرأة مسؤولة وممكَّنة ورائدة في أسرتها ومجتمعها محليًا ودوليًا، وذلك من خلال تعزيز مكانة المرأة عبر تطوير الأطر التشريعية والمؤسسية وتحسين البنية التحتية، وتفعيل الشراكات بما يضمن استدامة استقرارها الأسري ونموها الاقتصادي والمعرفي للارتقاء بجودة الحياة، أما الاستراتيجية الثالثة فتتعلق بكبار السن لدعمهم وتمكينهم وحمايتهم؛ لتعزيز مشاركتهم النشطة والتكامل بين الأجيال. وسعت رؤية المملكة 2030 إلى الارتقاء بالوطن والمواطن معتمدة على العنصر البشري وفي مقدمته الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة من سكان المملكة العربية السعودية، فهم رأس المال الاجتماعي للرؤية التي استهدفت الوصول إلى مليون متطوع عام 2030، كما أن الشباب هم الفئة الأكثر فاعلية ورغبة في العمل والإنتاج والابتكار. منصة وطنية وفي سعيها لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، اهتمت القيادة الرشيدة -أيدها الله- بتطوير ودعم قدرات أبناء وبنات المملكة من خلال رفع مستوى جودة التعليم، بالإضافة إلى إطلاق الكثير من البرامج والمشاريع لتمكين الشباب ضمن برامج ومشاريع مبادرات التحول الوطني بهدف زيادة مشاركتهم اجتماعيًا وفي سوق العمل، فعلى سبيل المثال تم تدشين منصة وطنية للتدريب الإلكتروني، تسعى إلى تطوير قدرات ورفع مهارات القوى الوطنية من الذكور والإناث، وإكسابهم المهارات الوظيفية التي تدعم حصولهم على الوظيفة المناسبة والاستقرار فيها وفق متطلبات سوق العمل السعودية، كما تم إطلاق منصة دروب للتعليم الرقمي، وبرنامج تمهير للتدريب على رأس العمل، وإنشاء أكاديمية هدف للقيادة -لتدريب قادة المستقبل-. وعلى صعيد خدمات العمل والحماية الاجتماعية، أطلقت الدولة برنامج حافز لدعم الباحثين عن عمل، وبرنامج جدارة، وخدمة ساعد، وخدمة توفير السير الذاتية للكفاءات السعودية -كفاءة-، والتأمين ضد التعطل عن العمل -ساند-، فضلًا عن برامج تمويل ودعم الشباب. خُطى واثقة ختامًا، ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نستلهم منجزات هذا الوطن العظيم، وكيف تقدمت المملكة على كافة المستويات بخطى واثقة، عززت من مكانتها الدولية والإقليمية الرفيعة، ويمكن القول إنه على مدى السنوات الثماني الماضية عملت الدولة وكافة مؤسساتها في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على تمكين كافة أفراد المجتمع من أجل إطلاق العنان لطاقاتهم وقدراتهم وإبداعاتهم وتوظيفها في إطار مسيرة النهضة والتنمية التي تشهدها كافة أنحاء المملكة ومختلف قطاعات وميادين العمل، سعيًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا ولتعزيز مكانة وطننا الغالي في مصاف الدول المتقدمة والرائدة حول العالم. إن هذه المناسبة تبقى ذكرى غالية وعزيزة على نفوسنا جميعًا تجسد أسمى معاني الوفاء وأصدق الولاء لقائد كرس وقته وجهده من أجل الارتقاء بالوطن والمواطن من خلال رؤيته السديدة وقيادته الحكيمة. وأخيرًا، نسأل الله أن يديم على قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية، وأن يجزيه خير الجزاء، وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار، لتواصل طريقها نحو المزيد من الإنجازات التي تليق بقيمة هذا الوطن الغالي وأبنائه الأوفياء. خادم الحرمين عزّز حقوق صغار السن المرأة السعودية أثبتت قدراتها في العمل إقامة الملتقيات لإتاحة فرص التوظيف أمام الشباب