قالت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بقسم العيون بأن القرنية هي غشاء شفاف يغلف مقدمة العين وينفذ الضوء من خلاله وعبر البؤبؤ إلى شبكية العين، والقرنية هي المسؤولة عن الجزء الأكبر من قوة الإبصار وأي خلل فيها يؤدي إلى تأثر النظر. واوضح استشاري ورئيس قسم العيون د. سعيد العمري بأن القرنية المخروطية هي بروز القرنية وتحدبها إلى الأمام بشكل مخروطي عندما تقل سماكتها، وتضعف إلى درجة لا تستطيع معها المحافظة على شكلها الطبيعي، وعادة يتم تشخيصها في سن البلوغ وفي بداية العشرينات وتصيب العينين، ولكنها قد تكون في عين أسوأ وأكثر تطورًا من العين الأخرى، وتختلف شدة وسرعة تطورها من مريض لآخر. وأكد د. العمري بأن الأسباب غير معروفة بشكل عام ولكن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تساهم مع بعضها في زيادة نسبة الإصابة بهذه الحالة وتشمل العامل الوراثي والإصابة ببعض أمراض العيون مثل فقد البصر الوراثي والتهاب الشبكية الصباغي وبعض الأمراض الجينية مثل متلازمة داون ومتلازمة تيرنر ومتلازمة مارفان وغيرها، وأيضًا أمراض العين التحسسية وفرك العين المتكرر والتعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية واستخدام العدسات اللاصقة غير المناسبة للقرنية. وأضاف: يعاني مريض القرنية المخروطية من الأعراض التالية أو بعضها: ومنها ضعف قوة الإبصار مع غشاوة وعدم انتظام الصورة، والتغير في مقاس النظارات أو العدسات الطبية بشكل سريع وازدواجية الإبصار وزيادة التحسس للضوء كذلك صعوبات في الرؤية الليلة وقد تؤدي إلى احمرار وتهيج مع ألم في العين وصداع في الحالات المتقدمة وفي مراحل متقدمة أيضًا قد تتجمع بعض السوائل في القرنية وتؤدي إلى حصول ندبات تؤثر على النظر بصورة كبيرة وفي حالات نادرة قد يحصل ثقب في القرنية. وأكمل: يتم تشخيص القرنية المخروطية عن طريق طبيب العيون بعد عمل الفحوصات الروتينية في العيادة وفحص قوة الإبصار وعمل التصوير العيني الخاص للقرنية ورغم عدم وجود علاج جذري ونهائي للقرنية المخروطية إلا أن طرق علاجها تطورت بشكل كبير، ويعتمد العلاج على درجة تطور الحالة ابتداءًا من تصحيح النظر باستخدام النظارات والعدسات اللاصقة إلى استخدام العدسات الصلبة وفي بعض الحالات قد يستخدم تثبيت القرنية بالضوء أو زراعة حلقات القرنية، وفي الحالات المتقدمة جداً يكون الحل في زراعة القرنية. وذكر د. العمري هناك بعض النصائح التي يجب على مرضى القرنية المخروطية الالتزام بها كالحرص على متابعة الطبيب المختص بانتظام والاهتمام بنظافة العين وعدم فركها وارتداء النظارات الواقية عند الخروج من المنزل أو ممارسة الأنشطة الرياضية والألعاب الجماعية ومراجعة الطبيب مباشرة عند الشعور بتغير مفاجئ في قوة الإبصار أو ألم في العين أو في حالة التعرض لإصابة مباشرة للعين. يذكر أن مدينة الملك سعود الطبية تقع ضمن نطاق الرياض لتجمع الرياض الصحي الأول.