كما في كل عام، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- لأبنائه وأفراد شعبه، في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى لهذا العام، شاملة ووافية لما شهدته المملكة خلال السنوات الماضية من إنجازات اقتصادية واجتماعية، وتنموية وعلمية، أثمرت عن بناء دولة جديدة ومتطورة، تسعى إلى أن تكون في المقدمة إقليمياً ودولياً، من خلال عمل مخلص ودؤوب، يقوده ولاة الأمر، وينفذه على أرض الواقع أبناء الوطن، بسواعدهم وفكرهم. ومن خلال الكلمات التي وردت في خطاب خادم الحرمين الشريفين، أوجز -سلمه الله- ما وصلت إليه المملكة من تقدم ورقي وتنمية حقيقية في جميع المجالات، كما تطرق الخطاب إلى السياسيات التي تعتزم البلاد اتباعها في المرحلة المقبلة، والأهداف العامة التي تنوي تحقيقها، وبذلك كان الخطاب بمثابة دستور تسير عليه المملكة في المرحلة المقبلة، حتى تحقق كل ما تحلم به وتسعى إليه. يستحق خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي نقلت تفاصيله وسائل الإعلام الدولية، وصف خطاب الأمل والتفاؤل والغد المشرق، بعدما وثق -حفظه الله- لجهود أجهزة الدولة مجتمعة، لتنفيذ متطلبات رؤية 2030 برامجها، وكانت البداية من جهود مكافحة الفساد، باعتباره العدو الأول للتنمية والازدهار، وصولاً إلى جهود التطوير التي شملت كل أركان الدولة، لإحداث الفارق المطلوب في التنمية المستدامة والازدهار الشامل، وهو ما أثمر اليوم عن دولة حديثة، واقتصاد قوي وشعب طموح، يرسم مستقبل بلاده كيفما يشاء، بعد أن يحدد أهدافه بكل دقة، ويسعى إلى تحقيقها واحداً تلو الآخر. شمولية خطاب خادم الحرمين الشريفين، جعلته يتطرق إلى مستقبل المملكة إقليمياً ودولياً، بداية من محيطها الخليجي، عبر الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك، وتعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على جميع الأصعدة، وأهمية استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، وبناء منظومتي الدفاع والأمن المشترك، بما يدفع بدور هذه الدول على المستويين الإقليمي والدولي من خلال توحيد المواقف السياسية، وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي. ودولياً، كان خادم الحرمين الشريفين حريصاً على التشديد بأن المملكة، بقدر أنها ترحب بالتعاون مع دول العالم، بما ينعكس إيجاباً على جميع الدول، فهي لا تتنازل عن كون هذا التعاون يندرج في إطار مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، التي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها واحترام قيم المجتمعات وثقافتها. وإجمالاً، الخطاب نجح في بث جرعة من التفاؤل في نفس كل مواطن ومواطنة، والتأكيد لهم بأن مستقبل المملكة سيكون أكثر إشراقاً وازدهاراً، وأن ما حققته البلاد من نجاح في المرحلة الأولى من رؤية 2030، لهو خير حافز لها على مواصلة الجهود نفسها، لتنفيذ متطلبات المرحلة الثانية، في إشارة جلية على أن البلاد في حاجة إلى تعزيز جهود أبناء الوطن كافة، كلٌ في موقعه، واستكمال مشوار البناء والتطوير، الذي ينتهي بتحقيق كافة الطموحات والتطلعات في أن تكون المملكة إحدى دول العالم المتقدم التي يشار لها بالبنان.