قالت وزارة شؤون القدس، إنها تجري اتصالات واسعة مع دبلوماسيين دوليين ومؤسسات أممية وأعضاء كنيست عرب، لوقف جريمة العقاب الجماعي التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المواطنين الفلسطينيين في مخيم شعفاط ومحيطه منذ خمسة أيام. وأوضحت وزارة شؤون القدس في بيان صحفي، أنها حثت في اتصالاتها المكثفة مع الدبلوماسيين الأجانب ووكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وأعضاء الكنيست العرب، ومن بينهم رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، على التحرك والضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف العقاب الجماعي الذي يرقى إلى جريمة حرب. وأكدت أن الوضع خطير جدا على الأرض ويطال أكثر من 140 ألف مواطن في مخيم شعفاط وعناتا ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام، يستدعي التحرك الفوري والسريع لوقف هذه الجريمة الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل عقاب عشرات آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، إلى جزء من الدعاية الانتخابية الإسرائيلية وهو ما تم التعبير عنه من خلال توافد المرشحين الإسرائيليين إلى الحاجز العسكري الاحتلالي المقام على مدخل مخيم شعفاط وإطلاق شعارات عنصرية من هناك. وأكدت وزارة شؤون القدس أن جريمة الحرب التي تقترفها سلطات الاحتلال طالت جميع مناحي الحياة في الأحياء الفلسطينية بما فيها العملية التعليمية والتجارية والصحية ومنع مئات المرضى، بمن فيهم مرضى الكلى والقلب، من الوصول إلى المراكز الطبية لتلقي العلاج. وقالت إن الحصار الإسرائيلي المشدد يترافق مع الاقتحامات الهمجية لمنازل المواطنين وإطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المنازل والاعتقالات الواسعة والاعتداءات على المواطنين بالضرب واستخدام المياه العادمة ضد السكان. وأضافت إن الحصار الإسرائيلي منع مئات المواطنين، منذ مساء السبت، من العودة إلى منازلهم في الأحياء المقدسية المحاصرة. وأشارت إلى أن جريمة العقاب الجماعي في مخيم شعفاط والأحياء القريبة له تترافق مع جريمة الاقتحامات للمسجد الأقصى تحت ذريعة الأعياد اليهودية. وأكدت أن "الوضع في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة خطير للغاية وأن حكومة الاحتلال تتحمل التبعات كاملة عن هذا التصعيد". في السياق قالت وسائل إعلام عبرية، إن الشرطة الإسرائيلية أعلنت، الأربعاء "ذروة حالة التأهب" في مدينة القدس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أن الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال سينتشرون في جميع أنحاء المدينة، خوفا من هجمات فلسطينية تستهدف المستوطنين الذين يحتفلون بما يسمى "عيد العُرش". وأضاف أن قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة، سيتمركزون في منطقة الأماكن المقدسة، من أجل إظهار التواجد وزيادة الشعور بالأمن لدى المستوطنين القادمين إلى المنطقة. ولفت إلى أن الشرطة الإسرائيلية قررت عدم السماح للمركبات بدخول البلدة القديمة، كما سيتم إغلاق حركة المرور على الطرق المحيطة بها. وناشدت شرطة الاحتلال المستوطنين "الإبلاغ عن أي شخص مشبوه، أو حركة مشبوهة". يشار إلى أن مجندة إسرائيلية قتلت، مساء السبت الفائت، وأصيب ثلاثة آخرون بجراح، حالة أحدهم خطيرة جداً، بعد أن أطلق مقاوم فلسطيني النار على مجموعة من جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز شعفاط، شمال غرب القدس. وأسفرت عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدس من منذ بداية العام الجاري، عن مقتل 23 إسرائيليًا، منهم خمسة عسكريين ما بين ضابط وجندي وحارس أمن، وإصابة العشرات، حسب إحصائيات محلية. وقد شهدت مناطق مختلفة من الضفة الغربية ومخيم شعفاط منذ ساعات صباح الأربعاء، حالة من التوتر، في ظل الاقتحامات المتواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء والتنكيل بالفلسطينيين، فيما عم الإضراب الشامل نابلس ومدارس مدينة القدس التزاما بقرار العصيان المدني الذي أصدره أهالي مخيم شعفاط، رفضا للحصار المفروض على المخيم وعناتا لليوم الخامس على التوالي. * إضراب في شعفاط ونابلس وتواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها على مخيم شعفاط وعناتا، منذ مساء السبت الماضي، بإغلاق المداخل وتنفيذ اقتحامات على مدار الساعة للمنازل والمحلات التجارية، إضافة إلى القمع والتنكيل بالسكان، واستهدافهم بالمياه العادمة والقنابل الغازية. وحذر النشطاء واللجان في المنطقة، من نفاذ المواد التموينية الأساسية في حال استمرار الحصار على المنطقة ومنع الشركات من الدخول إليها لتسليم البضائع. وفي ساعات الصباح الباكر، قام مسلحون فلسطينيون باستهداف "حاجز سالم العسكري" غرب مدينة جنين، بوابل كثيف من الرصاص، وانسحبوا من المكان، دون أن يبلغ الاحتلال عن إصابات أو أضرار بالموقع العسكري. وعم الإضراب الشامل الأربعاء، مدينة نابلس، تلبية لدعوة مجموعات "عرين الأسود". وامتنعت المحال التجارية والمطاعم عن فتح أبوابها صباحا، فيما شهدت شوارع المدينة حركة ضعيفة للمركبات.