تقوم المناسبات الوطنية بدور الدافع لممارسي الاتصال بمختلف الجهات وذلك من أجل المشاركة والخروج بمنتج يتوفر فيه المعايير الاتصالية والأبعاد التي من الممكن أن تتشكل منه، إلا أن بعض المؤسسات قد تفشل في تحقيق ذلك لعوامل عدة ترتبط بعدم القدرة على تقييم دور وجهود المؤسسة وبالتالي عدم القدرة على تمثيلها وبما يعكس هويتها بتضمين رمزيات متعلقة والاكتفاء فقط بلقطات اعتيادية لمعالم وتضاريس جغرافية، أو حتى عدم التوفيق بين عناصر المحتوى من رسائل كتابية وصورية والذي يقود بنهاية المطاف لفراغ ومنطقة خالية من إدراك معلومة كان من المفترض تلقيّها، أو عدم المعرفة الكافية بالأطراف المتصلة بالمؤسسة وأصحاب المنفعة ما يقود لضعف الرسالة والخروج بعمل تقليدي لا يحمل هوية أو حتى روح إبداعي. ومن العوامل كذلك والتي يعتمد عليها مقالي هذا هو عدم الاستيعاب الكافي لفكرة المناسبة والغرض منها ما يؤثر على عملية بناء فكرة المحتوى ومايترتب عليه من مراحل لاحقة. حينما تم اعتماد 22 فبراير ليكون يوم التأسيس، كانت هناك العديد من التساؤلات عن مدى الفرق بينه وبين اليوم الوطني. رغم إيضاح الفكرة من قبل الجهات المعينة، إلا أنه مازال عدد من الممارسين في بعض الجهات يخلطون ما بين فكرة كل مناسبة ما يقود لصناعة محتوى اتصالي متشابه لحد التطابق للمناسبتين! حيث يدفع هذا الخلط عدد من العاملين في أن يكرروا لقطات البداية لأعمال في استلهام الماضي بالنمط الاعتيادي نفسه ثم الانتقال للمرحلة الحالية أيضا بمحتوى روتيني. التقليدية في مثل هذه الأفكار ينبئ عن افتقار العنصر الإبداعي وعن القصور في إدراك التصور لما يمكن تقديمه. ففي ظل النضج الاتصالي الذي نعيشه هذه الفترة وبشكل جلي، فإنه يحتم على الممارسين الشروع باستيعاب طبيعة المناسبة وما يمكن تطبيقه في مناسبة وما لا يمكن. حتى لا أكون متشائما لحد بعيد، هناك عدد من الأعمال النوعية التي تعد كنماذج رائعة لم ترتهن لفكرة الصرخة بالاعتماد فقط على كلمات غنائية أو مشاهد جاهزة أو حتى أرشيف صوري. بنهاية المطاف، تتوفر هناك العديد من الأشكال والقوالب والمساحة الواسعة التي يستطيع الممارسون استغلالها وتوظيف إبداعهم وخلق بصمة في الميدان الاتصالي وتحقيق الأثر الذي يعود بالإيجاب على صورة المؤسسة.