بعيداً عن إطار الألعاب الرياضية وأحداثها المصاحبة لأولمبياد طوكيو والتي أخذت حيزاً بمختلف وسائل الإعلام الدولي، يتركز مقالي هنا حول السلوك الاتصالي للجنة الأولمبية العربية السعودية والجوانب المتعلقة. فمنذ انطلاق اليوم الأول للأولمبياد وما سبقه، يظهر جليّاً بأنّ هناك عملاً يندر رصده بهذا المستوى من الاحترافية والنجاح التكاملي في الأدوار للوفد الحاضر هناك ما أفضى إلى مخرجات اتصالية تستدعي الوقوف عندها والإشادة بها. يغيب عن عدد من المهتمين بالشأن الاتصالي والإعلامي ضرورة توفر الأرضية الخصبة ابتداء من رأس الهرم والقيادة القائمة على إدارة المؤسسة والاستجابة المفروضة لخطط الممارسين في الاتصال المؤسسي. هذا المدخل يقودني لتحليل خطوات وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل والوعي الحاضر بأهمية دوره عبر صفته الاعتبارية في نجاح المشروع. إن اكتمال فرصة نجاح الدور الاتصالي لأي مؤسسة يتوقف بشكل عمودي على مدى الاستجابة المقدرة للقائد وهذا ما يحسب للأمير في كل السلوكيات التي قام بها والجديرة بالثناء. بعد تبيين دور الإدارة في العملية الاتصالية، تأتي جزئية المهارات للفريق الإعلامي والتي بلاشك تتباين مستوياتها بين الأفراد داخل كل مؤسسة، حيث تشكّل عائقاً لاكتمال نسبة صناعة الهدف ما يؤدي إلى تحقيق معدلات متفاوتة في نجاح العمليات. هذه المعوقات تقود إلى استكشاف الفروق في النشاط الاتصالي والتمكّن الحاصل في بعض الأجزاء والذي يقابله ضعف كذلك في أجزاء أخرى. على أي حال، ما تمت ملاحظته عبر حساب اللجنة بتويتر والمخرجات الناتجة عنه يشي بالقدرة العالية لعناصر الفريق باختلاف مهامهم والتي سيتم الإشارة لأهمها حيث لا يمكن الاستطراد بتفاصيل كل الأدوار في ثنايا هذا المقال. ما يميز الفريق الاتصالي للجنة الأولمبية الوعي الكامل بطبيعة منصة تويتر وبالتالي القدرة على توظيف الخصائص بالشكل المطلوب. فبالرغم من غياب الحيوية عن كثير من المؤسسات في رسائلها والافتقار في التعاطي المحترف مع المنصات، إلا أنها كانت حاضرة وبقوة في حساب اللجنة من خلال روح المحتوى الذي تم توفيره خلال المدة الزمنية المقترحة لبداية النشاط. أجاد الفريق في اختيار النصوص بعناية والذي لا يتناغم فقط مع طبيعة المنصة وإنما كذلك مع طبيعة الجو الرياضي، بالإضافة إلى التنوع الصوري في تضمين المحتوى فضلاً عن اختيار الزوايا والأبعاد بشكل ينم عن مهنية فائقة. استكمالاً للنقاط التي تميز بها الحساب يأتي دور توفير المعلومة بقوالب ذات صبغة تنوعية والجوانب الإلحاقية لكل رياضة مع مراعاة الفارق الزمني في النشر والتي تعد نقطة جوهرية في تفعيل العملية الاتصالية من خلال إبقائها على مستوى مستقر. يأتي كذلك تعزيز ربط الوفد الرياضي من خلال مشاركتهم في المنتجات الإعلامية بأكثر من أداة ما يضفي لإحياء التواجد لكل الشخصيات ذات العلاقة بالأولمبياد وعدم الاكتفاء بمجرد تغريدات جامدة من طرف أحادي. أخيراً، يأتي تحقيق الغاية الاتصالية بضرورة تكاتف كل اللاعبين المحيطين والعناصر ذات العلاقة بالمبادرة أو الحملة أو أي مشروع آخر. وبانعدام تواجد أي من الأطراف يمكن من شأنه أن يقلل من نجاح العملية، كما أن اعتماد فلسفة التوقيت في إيصال الرسائل باستطاعته أن يشكل فارقاً جوهريّاً مع الإضافة لدور مستويات مهارات الممارسين لخلق تلك الرسائل والمحتوى الفعال. وكل ذلك سيؤثر حتماً على لغة التفاعل وحدّة خطاب الجمهور حول ما تقوم به المؤسسة من نجاحات أو إخفاقات. وبالرغم من ارتفاع الوعي عن سابقه حول الجوانب الاتصالية بشكل معرفي إلا أنّ الفيصل يكمن دائماً وأبداً في تحديد الرؤية للانطلاق منها وفي كيفية تنفيذ العمل وهذا ما يكشف قصور بعض المؤسسات عبر أنشطتها ومبادراتها الاتصالية!!