المعهد الألماني للآثار أول جهة أجنبية تقوم بتنفيذ أعمال تنقيب أثري في المملكة تحتفل جمهورية ألمانيا الاتحادية في ال3 من أكتوبر في كل عام باعتباره «يوم الوحدة الألمانية»، ويحتفل الشعب الألماني اليوم الموافق للثالث من شهر أكتوبر بالذكرى الثانية والثلاثين للوحدة الألمانية، بعد سقوط الجدار الفاصل الذي قسم المانيا وذلك في 3 أكتوبر من عام 1990م. (الرياض) في حوار موسع مع سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة العربية السعودية السيد ديتر لامليه، حيث أكد على مستقبل العلاقات السعودية الالمانية، وقال: «إن الزيارة التي أجراها المستشار الاتحادي، السيد أولاف شولتس، إلى المملكة في 24 سبتمبر 2022م قد فتحت فصلاً جديدًا من التعاون الممتاز القائم بين المملكة وألمانيا. فقد شهدت الزيارة مناقشة بين ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والمستشار الاتحادي السيد أولاف شولتس، لأبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك. فمن خلال أجندة الإصلاح الطموحة «رؤية 2030» يُمكن للمملكة وألمانيا أن تعززا دائرة الشراكة بينهما. * في البداية.. حدثنا يا سعادة السفير عن تاريخ هذا اليوم وما الذي يمثله بالنسبة للشعب الألماني؟ * أسفرت الحرب العالمية الثانية عن تقسيم ألمانيا إلى جزئين، شرقي وغربي. ففي عام 1961م أمر الاتحاد السوفيتي وحكومة ألمانياالشرقية ببناء حاجز خرساني خاضع للحراسة الأمنية، وذلك للحيلولة دون هروب مواطني ألمانياالشرقية إلى ألمانيا الغربية. علمًا بأن هذا الحاجز والمُسمَّى ب"الجدار" قد فصل شرق ألمانيا عن غربها حتى شهر نوفمبر من عام 1989م. وفي يوم 3 أكتوبر من عام 1990م أُعيد توحيد ألمانيا رسميًّا. وهذا هو سبب احتفالنا بيوم 3 أكتوبر باعتباره "يوم الوحدة الألمانية" لجمهورية ألمانيا الاتحادية، والذي يُعد من أبهج الأيام التي شهدها التاريخ الألماني. وبمناسبة الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية لهذا العام، فإنني أود أن انتهز الفرصة لأُذكِّر بالرجل الذي لولاه لم يكن أحد يتصور حدوث تلك الوحدة، والتي تحققت في أجواء من السلمية وكانت نابعة من إرادة المواطنين الألمان الشرقيين والغربيين. إن هذا الرجل هو ميخائيل غورباتشوف، الذي وافته المنية قبل أسابيع قليلة عن عمر يناهز 91 عامًا. فبسبب ميخائيل غورباتشوف كانت الوحدة الألمانية ممكنة، حيث أنه مهد الطريق أمام سقوط جدار برلين. كما كُتِب النجاح لهذه الوحدة بفضل حلفائنا الغربيين، وكذلك بفضل المواطنين الألمان الذين عقدوا العزم وقتها على اغتنام الفرصة للعيش في حرية واستخدموا الأساليب السلمية من أجل تحقيق أهدافهم. ذلك وأن اللحظات المماثلة للحظة سقوط جدار برلين تترك علامة بارزة في التاريخ وتمدنا بالأمل والقوة اللذين نحتاجهما اليوم وفي المستقبل. هذا وبصفتي السفير الألماني لدى المملكة العربية السعودية، فإنني أنظر على وجه الخصوص إلى مستقبل العلاقات السعودية-الألمانية. * وبالحديث عن العلاقات الثنائية السعودية -الألمانية.. كيف تقيم الزيارة الأخيرة التي قام بها المستشار الاتحادي السيد أولاف شولتز إلى المملكة في تاريخ 24 سبتمبر الماضي؟ * الزيارة التي أجراها المستشار الاتحادي، السيد أولاف شولتس، إلى المملكة في 24 سبتمبر 2022م قد فتحت فصلاً جديدًا من التعاون الممتاز القائم بين المملكة وألمانيا. فقد شهدت الزيارة مناقشة بين سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والمستشار الاتحادي السيد أولاف شولتس، لأبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك. فمن خلال أجندة الإصلاح الطموحة "رؤية 2030" يُمكن للمملكة وألمانيا أن تعززا دائرة الشراكة بينهما. حيث يسر ألمانيا أن تدعم المملكة في تنفيذ رؤيتها بروح مفعمة بالثقة وبروح الشراكة. فضلا عن ذلك، ثمةُ قاسم مشترك بين البلدين يتمثل في الرغبة في تحقيق الاستقرار على المستوى الإقليمي. وتعتبر المملكة – بصفتها عضواً في مجموعة العشرين وبحكم اضطلاعها بدور قيادي تقليدي في منطقة الشرق الأوسط – شريكًا هاما لدعم الاستقرار والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تجمعنا مع المملكة الرغبةُ في التغلب معًا على التحديات الصعبة التي تواجهنا في الوقت الراهن. * هل يمكن أن تحدثنا عن طبيعة العلاقات التجارية ما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية؟ وما هو الدور الذي تلعبه الشركات الألمانية في المساهمة في الاقتصاد السعودي وفي تحقيق رؤية 2030؟ * الشركات الألمانية كانت ولا تزال حاضرة بصورة شبه دائمة في كل مرحلة من مراحل التطور التي يمر بها الاقتصاد الحديث للمملكة. وقد شهد القرن العشرين قيام شركات ألمانية بإنشاء خط سكك حديد الحجاز، والذي يمثل اليوم جزءًا من المعالم السياحية الخلابة في مدينة العلا، واليوم تقوم شركات ألمانية بإنشاء خط مترو الأنفاق في مدينة الرياض. علمًا بأن مكتب الاتصال الألماني السعودي للشؤون الاقتصادية (GESALO)، والذي يمارس نشاطه في المملكة منذ ما يربو عن 40 عامًا، يُجسِّد التعاون القائم بين البلدين على مدار سنوات طويلة. واليوم نقوم - بهذا العدد من الشركات الألمانية العاملة في المملكة والذي يزيد عن 800 شركة – بعملية نقل كثيفة للتكنولوجيا، حيث نساهم بخبراتنا الفنية ومهاراتنا التكنولوجية الهائلة وبما نقدمه من تدريبات مهنية. والجدير بالذكر أن ألمانيا ظلت في السنوات الأخيرة واحدًا من أكبر خمسة شركاء تجاريين للمملكة، علما بأن هذه الشراكة ليست قاصرة على تجارة السيارات الفاخرة فحسب، والتي ربما تجسد أحد الأوجه الوضاءة لعلاقاتنا التجارية، بل إننا نتمتع بتبادل تجاري غزير مع المملكة في مجال مكينات التشغيل والمعدات الصناعية، وكذلك في مجال المنتجات والتقنيات الطبية. هذا ويجسد مركز الجينوم السعودي الألماني، والذي تم افتتاحه قبل أسابيع قليلة، أحد أحدث التطورات التي تمت في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب الجزيئي. * هل هناك تعاون بين المملكة وألمانيا في مجال الهيدروجين والطاقة النظيفة؟ * إن الهيدروجين النظيف بات أيضًا موضوعًا لحوار حيوي يجري بين البلدين في مجال الطاقة، والذي يجمع بين أصحاب المصالح ذوي الصلة في المملكة وألمانيا، وذلك من أجل العمل سويا على إيجاد حلول لتطوير اقتصاد الهيدروجين على امتداد كافة مستويات سلسلة القيمة. كما يعد مكتب دبلوماسية الهيدروجين في الرياض، والذي افتُتِح قبل فترة قصيرة، استكمالاً لحوار الطاقة بين البلدين. علمًا بأن هذا المكتب يهدف إلى تعزيز الحوار الجيوسياسي الثنائي بشأن الهيدروجين الأخضر وكذلك إلى الجمع بين المختصين في هذا المجال من البلدين. * ما مجالات التعاون الأخرى بين المملكة وألمانيا؟ * تنعم المملكة بإرث ثقافي حي، كما أن التعاون الثقافي بين البلدين حقق على الدوام نجاحات باهرة. فالمعهد الألماني للآثار - والذي يعد أحد أوائل معاهد الآثار الأجنبية وقام بتنفيذ أعمال تنقيب أثري في المملكة - يواصل سويا مع شركائه السعوديين دراسة الكنوز الأثرية للمملكة والتي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام. وفي المقابل، تدعم مؤسسة الوليد للإنسانية بسخاء أعمال تجديد متحف الفن الإسلامي في مدينة برلين. فضلاً عن ذلك، قامت السفارة الألمانية بجلب أول معرض ألماني للفن التجريدي منذ فترة السبعينات إلى المملكة. والجدير بالذكر أن باول كالكبرينر، أشهر فنان دي جي ألماني، كان جزءًا من فعليات مهرجان ساوند ستورم بالرياض. وعلى جانب آخر فاز السعودي المقيم في مدينة برلين، مجتبى سعيد، بجائزة الأفلام القصيرة في مهرجان أفلام السعودية. وبفضل المدرستين الألمانيتين العالميتين في مدينتي الرياضوجدة، إضافة إلى معهد جوته، أصبحت الفرصة سانحة أمام عدد أكبر من التلاميذ لتعلم اللغة الألمانية كلغة أجنبية في مدارس المملكة. وأخيرا وليس آخرا: لدينا شعور بالفخر الشديد لتولي المواطنة الألمانية، مونيكا شتاب، تدريب المنتخب الوطني السعودي لكرة القدم للسيدات. السيد ديتر لامليه سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة السيد ديتر لامليه يتسلم تكريم «الرياض» العاصمة برلين التي شهدت سقوط الجدار الفاصل مدينة فرانكفورت.. المدينة الاقتصادية الكبرى في أوروبا منطقة بادن التي تشتهر بمنتجعاتها السياحية مدينة هامبورج الألمانية