تمثل رعاية المسنين تحدياً كبيراً على نطاق واسع من العالم، وتجتهد الدول في إعداد التدابير واتخاذ الإجراءات اللازمة في سبيل الانتباه إلى كبار السن، إذ إنهم من أكثر الفئات التي هي بحاجة إلى الوصول للرعاية الصحية مدى الحياة. وأصبح الأمر أكثر لزاماً من ذي قبل في إتاحة الفعاليات والبرامج وتكثيف الرفاهية العامة وتقديمها في إطار تكون خلاله مصممة لدعمهم وتقليل الحواجز التي يواجهونها انطلاقاً نحو تلبية احتياجاتهم. من أجل الوفاء بالأدوار والخدمات الإنسانية فإن الاهتمام بهذه الفئة من كبار السن هو اهتمام عام ومجتمعي في الوقت ذاته، حيث شكلت معظم الدراسات الاستقصائية عن نتائج إيجابية محفزة للأشخاص الذين يتلقون الرعاية ويتم الاعتناء بهم جيداً، وربما تتحسن على المدى القريب هذه النتائج المتقدمة إذا عززت بمسار ترفيهي. في عالم اليوم المتغير ربما هذا الانخراط الفعال يساند كبار السن من حيث الاستثمار في رعايتهم وتلبية احتياجاتهم وإعطائهم الأولوية، وعلى اعتبار ذلك تشير آخر إحصائية لمصلحة الإحصاءات العامة أن عدد المسنين يقارب مليوناً وثلاثة آلاف مسن، أي ما نسبته 5 % من إجمالي عدد سكان المملكة، وقد حفظت المادة السابعة والعشرون من النظام الأساسي للحكم حقوق المسن، حيث نصت على أن "تكفل الدولة حق المواطن وأسرته، في حالة الطوارئ، والمرض، والعجز، والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية". وكما أن رعاية المسنين والاهتمام بهم أمر غاية في الأهمية، فهذه الفئة التي أفنت حياتها بالعطاء والتضحية تستحق الاحترام والامتنان والرعاية من خلال خدمتهم على أكمل وجه وتقديم التسهيلات وتوفير الإمكانات اللازمة لهم. وضمن جهود المملكة لتحسين خدمات رعاية كبار السن أعلنت الجمعية الخيرية لإكرام المسنين "إكرام" اكتمال مشروع منتجع إكرام الوطني في الباحة، الذي يعد أول منتجع للمسنين على مستوى المملكة. يقدم هذا المنتجع خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية الشاملة للمسنين، انطلاقاً من إيمان الجمعية بأهمية رعاية كبار السن والاهتمام بهم وتوفير الخدمات لهم على أكمل وجه، وقد اكتسب المنتجع مساحة 23 ألف متر مربع، ويضم في مرحلته الأولى مبنى دار ضيافة، ومسجداً ومسرحاً للفعاليات والمناسبات، ونادياً صحياً ورياضياً وممشى خارجياً ومطعماً مركزياً ومكتبة وصيدلية وعيادات.