لا يمكن لمن يريد الحديث عن مناسبة وطنية عظيمة مثل اليوم الوطني الثاني والتسعين للمملكة العربية السعودية، أن يغفل الحديث عن نواة هذا الكيان العظيم الذي انطلقت منها الدولة وهي بلدة الدرعية، تلك البلدة التي احتضنت الجد الأعلى للأسرة المالكة مانع المريدي أول قدومه إليها في منتصف القرن التاسع الهجري. ولعل الحديث عن تأسيس الدرعية ونشوء الدولة السعودية الأولى قد سبق التطرق إليه من قبل عدة مؤرخين وكتاب، كان آخرها مناسبة يوم التأسيس؛ وعليه فإن الحاجة ماسة للحديث عن الدرعية في عهد الدولة السعودية الثالثة التي أنشأها الملك عبدالعزيز -رحمه الله-. وقد حظيت الدرعية كغيرها من سائر مدن وقرى المملكة العربية السعودية، باهتمام كبير من الملك عبدالعزيز؛ كونها بلدة أجداده، إضافة إلى ما تمثله من رمزية كبيرة للصمود في وجه الطغاة والمعتدين، وصرحا تاريخيا مجيدا يفتخر به كل منتمٍ لهذا الكيان الشامخ. ويحدثنا كبار السن أن الملك عبدالعزيز كان يزور الدرعية من حين لآخر، يرافقه مستشاروه ورجال بلاطه، فيتناول طعام الغداء في مزرعته المسماة (الوسيطى)، في حي الطوالع جنوب الدرعية، التي اشترتها لاحقا ابنته العنود، ثم يتجول في قصور حي الطريف وقلاعه، مسترجعا ذكرى أجداده ومترحما عليهم. وكان -رحمه الله- يسرد على مرافقيه ما حدثّه به والده الإمام عبدالرحمن مما نقله عن جده الإمام فيصل بن تركي، الذي ولد في الدرعية، وشارك مع والده الإمام تركي بن عبدالله وبقية آل سعود وأهل الدرعية في مقاومة قوات إبراهيم باشا. ولم يكن الملك عبدالعزيز يتأخر عن تلبية دعوة رجاله من أهالي الدرعية حينما يوجهون له الدعوة لزيارتهم في بيوتهم أو مزارعهم، ومن ذلك تلبيته لدعوة سعيد بن بيشان، الذي أطلق عليه الموحد لقب (طارش الغضب)؛ لزيارته في مزرعته العذيبات، التي كانت سببا في تمهيد ابن بيشان لطلعة طريق النصرية جنوب الدرعية؛ كي تسلكها سيارة الملك عبدالعزيز، وأصبحت منذ ذلك التاريخ طريقا آخرا تسلكه سيارات أهالي الدرعية في طريقها نحو الرياض. كما لبى دعوة الأمير صالح بن عبدالواحد في مزرعته (السميري)، ودعوة سليمان بن إبراهيم العواد في مزرعته (البديعة)، وغير ذلك من دعوات الأهالي التي يسارع الملك عبدالعزيز لإجابتها، وما ذلك إلا لحبه لرعيته وعاصمة أجداده. وقد سار أبناء الملك عبدالعزيز -رحمهم الله- على خطى والدهم، في حب الدرعية والاهتمام بها؛ فاتخذ بعضهم مزارع خاصة في الدرعية، ومنهم الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلطان ومشعل ومتعب ومشهور ومشاري ونواف وعبدالإله، وبعض بنات الملك عبدالعزيز كالعنود وصيته. وفي السنوات الأخيرة بنى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– قصره العامر (العوجا) في مزرعته المجاورة لحي الطريف، وهو الحي السياسي الذي كانت تدار منه الدولة السعودية الأولى، وبه قصور الحكام والأمراء، ليكون قريبا من تاريخ أجداده، وليأنس بذكراهم، ويستنشق عبير تاريخهم المجيد، كيف لا وهو رجل التاريخ الأول، ومؤرخ الملوك وملك المؤرخين. كما حظيت الدرعية أيضا باختيار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله - لها؛ ليقيم في شمالها مزرعته الخاصة، وهو الذي قد ورث عن والده حب التاريخ عامة وحب تاريخ أجداده على وجه الخصوص. دور الدرعية في معارك التوحيد لعبت الدرعية دورا مهما في استرداد الملك عبدالعزيز لعاصمة أجداده الرياض عام 1319ه، فكان خمسة من أفراد القوة التي خرجت مع الملك عبدالعزيز من الكويت لاسترداد الرياض، من الدرعية، وهم سعيد بن بيشان وخليفة بن بديّع ومحمد بن هزاع وناصر بن شامان المليحي ومحمد بن شعيل. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد كانت الدرعية من الأماكن التي تخفى فيها الملك عبدالعزيز عن عيون جنود عامل ابن رشيد، قبيل استرداده الرياض، كما روى ذلك الشيخ حمد بن فارس، وذلك حينما زار عمته نورة بنت الإمام فيصل بن تركي، التي كانت تقيم في سبالة والدها بمزرعة (السمرا) في الدرعية، بعد أن أبعدها عن الرياض سالم بن سبهان حاكم الرياض من قبل ابن رشيد، ومكث الملك عبدالعزيز عندها فترة إلى أن بلغته هزيمة ابن صباح أمام جيش ابن رشيد، فزودته عمته بمئة ريال فرنسي، وغادر الدرعية عائدا إلى الكويت. وكانت الدرعية أولى البلدات التي وصلها البشير باسترداد الملك عبدالعزيز للرياض، حينما استقبل البشير أمير الدرعية آنذاك محمد بن عبدالرحمن بن مسيند، ومنذ ذلك الحين والدرعية تشارك بأبنائها في معارك توحيد المملكة، ومات كثير من أبنائها في ساحات الوغى، وسقط معظمهم تحت سنابك الخيل، ولم تتوقف الدرعية عن إمداد جيوش التوحيد بفرسانها الأشاوس إلى أن وضعت الحرب أوزارها. وممن شارك مع الملك عبدالعزيز من أبناء الدرعية في معارك توحيد المملكة العربية السعودية، صالح بن عبدالله بن عبدالواحد، فهد بن محمد بن زعير، عبدالله بن حلوان، سعد بن صالح بن عثيم، عبدالرحمن بن محمد بن عثمان، إبراهيم بن عبدالله العريني، عبدالرحمن بن إبراهيم بن محبوب، إبراهيم بن ناصر بن عبدربه بن مشيقح، محمد بن موسى بن داود، عبدالله بن عبدالعزيز بن يوسف، عبدالرحمن بن بريك المكنى أبو هندي، ناصر بن عبدالعزيز بن سالم، محمد بن ناصر بن سالم، محمد بن ناصر بن مشحن الملقب دهيم، محمد بن عيد بن رشيد، عبدالعزيز بن إبراهيم بن يحيى، عبدالله بن إبراهيم بن راشد، عبدالمحسن بن إبراهيم المحسن، عبدالرحمن بن علي بن يوسف، عبدالرحمن بن عثمان بن مغيصيب، عبدالله بن عبدالرحمن بن داود، راشد بن محمد بن خميس، عبدالله بن دريس، عبدالرحمن بن شبيب، محمد بن حمد بن ناصر، عبدالله بن إبراهيم العواد، عبدالله بن حمد العواد، وغيرهم ممن غاب عن الذاكرة، ولم يغب عن سجلات وميادين الفخر، رحمهم الله جميعا. كما شارك العديد من أبناء الدرعية في تولي إمارات المدن والقرى والهجر في سائر أنحاء الوطن، بتكليف من الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – لما لمسه فيهم وغيرهم من كفاءة وإخلاص، وممن تولى الإمارة من أبناء الدرعية، الأمير صالح بن بن عبدالله بن عبدالواحد، وتولى إمارات العلا والقريات وحفر الباطن، وكذلك أرسله الملك عبدالعزيز مندوبا عنه ليتولى الإشراف على إمضاء شروط معاهدة مكة بين الملك عبدالعزيز والحكومة الإدريسية، وكي يعين الإدريسي على حفظ الأمن العام في بلاده، ويكون مستشارا أمنيا له، وكذلك كلفه الملك عبدالعزيز بحفظ الأمن في مكة، بعد دخوله إياها، ثم مغادرته لحصار جدة. وممن كلفهم الملك عبدالعزيز بتولي بعض إمارات المملكة من أهل الدرعية الأمير فهد بن محمد بن زعير، الذي خلف الأمير صالح بن عبدالواحد في حفظ الأمن لدى الحكومة الإدريسية، وشارك في مفاوضات معاهدة الصداقة بين الملك عبدالعزيز والإمام يحيى حميد الدين، إمام اليمن، وتولى إمارات القنفذة وجازان ورنية والأفلاج. ومن أهالي الدرعية أيضا الأمير راشد بن خميس، الذي تولى إمارة حريملاء، وكذلك الأمير محمد بن ناصر بن سالم، الذي تولى إمارة قبه، والأمير عبدالرحمن بن شبيب، الذي تولى إمارتي قبة والجديدة، وابنه الأمير حمود بن شبيب، الذي كان وكيلا لإمارة عرعر وأميرا لحفر الباطن ومحافظا للخرج، والأمير عبدالله بن حلوان الذي تولى إمارة العقير وإدارة مينائها، والأمير سعد بن سالم، الذي تولى إمارة المويه، والأمير صالح السالم، الذي تولى إمارة الطائف، والأمير عبدالله السالم، الذي تولى إمارة ظلم، رحمهم الله جميعا، والأمير عبدالله بن سعيد بن بيشان الذي تولى إمارة الزلفي. اهتمام الملك عبدالعزيز بالتنظيمات الإدارية في الدرعية ما إن استقرت الأوضاع للملك عبدالعزيز، حتى التفت إلى بناء دولته إداريا وعمرانيا، وكانت الدرعية على رأس اهتماماته – رحمه الله – فعمل على تطويرها عمرانيا وإداريا، فأجرى لها النفقات من خزانة الدولة، وأمضى الأمير محمد بن مسيند على إمارة الدرعية، فمكث أميرا لها إلى عام 1360ه، ثم خلفه الأمير محمد بن ناصر بن سالم إلى عام 1363ه في فترته الأولى حينما عينه الملك عبدالعزيز أميرا في بلدة قبه، وخلَفه الأمير عبدالرحمن بن محمد بن مبارك إلى عام 1371ه، ثم أعاد الملك عبدالعزيز الأمير محمد بن سالم إلى إمارة الدرعية، واستمر أميرا لها إلى عام 1379ه، حينما أصابه المرض وطلب إعفاءه، فأعفاه الملك سعود وعين الأمير عبدالعزيز بن سعد بن مدعوج أميرا في الدرعية إلى عام 1385ه، ثم عيّن الملك فيصل الأمير محمد بن عبدالرحمن الباهلي أميرا على الدرعية، إلى وفاته عام 1420ه، ثم خلفه الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز إلى عام 1422ه عندما عيّن محافظا للخرج، رحمهم الله جميعا، وصدر الأمر الكريم في العام نفسه بتعيين الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظا للدرعية، ولا يزال سموه محافظا لها -حفظه الله-. إنشاء سلك القضاء أولى الملك عبدالعزيز جانب القضاء في الدرعية اهتماما خاصا؛ فعيّن فيها الشيخ علي بن إبراهيم بن داود عام 1353ه إماما وخطيبا لجامعها، وقاضيا شرعيا خاصا بها، بعد أن كان الأهالي يتقاضون عند قضاة الرياض طوال الفترة التي سبقت ذلك، واستمر القضاة يعينون في الدرعية من الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك من بعده، فتولى قضاءها عقب الشيخ علي بن داود، المشايخ عبدالله الدوسري وعبداللطيف بن شديّد وعبدالرحمن بن عيسى وسعد بن هزاع وعبدالله بن فوزان، رحمهم الله جميعا، وعبدالرحمن بن سلمه، ومن تلاه من المشايخ. بدء التعليم النظامي كان التعليم في بداية عهد الملك عبدالعزيز في الدرعية كغيره من قرى ومدن نجد يقام في الكتاتيب، سواء في المساجد أو في منازل المعلمين، ويجري فيهما تدريس القرآن الكريم تلاوة وحفظا مع شيء من مبادئ الكتابة والحساب، ويقوم به بعض أئمة المساجد المتعلمين وطلاب العلم. وممن كان يعلّم في كتاتيب الدرعية الشيخ إبراهيم الطويل في مسجد البجيري والشيخ عبدالله بن محمد العواد في مسجد الظويهرة، والشيخ إبراهيم المرداس في منزله، والشيخ عبدالرحمن الحصان في مسجد ظهرة الشعرا، والشيخ حمود بن عبدالرحمن الحمود في مسجد الطريف، والشيخ إبراهيم بن علْيَان في مسجد العلب والشيخ عبدالعزيز بن حقّان في العودة، رحمهم الله جميعا. وحين بدأ التعليم النظامي حرص الملك عبدالعزيز على أن تنال الدرعية نصيبها منه؛ فأمر بافتتاح أول مدرسة ابتدائية في حي ملوي في محلة السهل جنوب الدرعية عام 1368ه، وكان مقرها في قصر أمير الدرعية السابق محمد بن مسيند، وتعاقب على إدارتها الأساتذة عبدالله بن مديميغ ثم عبدالرحمن المنصور ثم محمد الشهيب ثم فهد بن مجلاد ثم فهد بن جدعان ثم عبدالرحمن بن سلطان، رحمهم الله جميعا. واستعانت المدرسة في بادئ الأمر بمعلمي الكتاتيب من أبناء الدرعية في تدريس العلوم الدينية والقرآن، وأسند تدريس القراءة والكتابة والعلوم وباقي المعارف إلى معلمين من الأردن والشام وفلسطين، ومنهم الأستاذان عبد ربه أبو دقنه والأستاذ فالح نزّال، وحين تعلم أبناء الدرعية أسندت لبعضهم مهمة التدريس في المدرسة ومنهم الأساتذة فهد بن جدعان وفهد بن مجلاد وعبدالعزيز بن زعير وفهد بن محمد السماري وعبدالرحمن بن سريّع وعبدالله بن ناصر بن نصار، رحمهم الله جميعا. وفي عهد الملك سعود بدأ التعليم المتوسط في الدرعية فافتتحت أول متوسطة عام 1381ه في المنزل الثاني لأمير الدرعية السابق محمد بن مسيند في حي ملوي بجوار المدرسة الابتدائية، ثم انتقلت المتوسطة لاحقا إلى مجمع الابتدائية والمتوسط في مبنى حديث بمقر مركز التنمية الاجتماعية عام 1389ه، وافتتحت ابتدائية أخرى في قرية العودة شمال الدرعية في منتصف السبعينات وتولى إدارتها الأستاذ فهد بن دريس. وفي عهد الملك خالد بدأ التعليم الثانوي في الدرعية بافتتاح الثانوية الأولى عام 1396ه في المجمع التعليمي في مركز التنمية، ولم تكن تدرس سوى التخصص العلمي في بادئ الأمر، وتولى إدارتها الأستاذ عبدالله بن ركبان. أما تعليم الفتيات، فكان في عهد الملك عبدالعزيز غير نظامي على مستوى البلاد كافة، ولم يبدأ التعليم النظامي إلا في عهد الملك سعود؛ فكان تعليم الفتيات والنساء في الدرعية قبل ذلك يتم في بيوت المطوعات؛ وهن نسوة تعلمن قراءة القرآن وحفظه على أيدي أزواجهن أو أقربائهن، ثم تولين بدورهن تعليم غيرهن من النساء، وأشهر المطوعات في الدرعية اللاتي أقمن مقارئ يقرأ فيهن النساء والفتيات القرآن – كما حدثتني به والدتي شفاها الله – هن لطيفة بنت هجرس بن سحيم، ومقرأتها في منزل زوجها حمد بن علي العواد في قصر مزرعة الصفري، وغنيمة بنت زيد بن محسن ومقرأتها في منزل زوجها حمد بن سالم في ظهرة الشعرا، وموضي بنت زيد (الزيدية) ومقرأتها في منزل زوجها ابن سلطان قبلة مسجد ظهرة الشعرا، وبنت ابن موسى (الموسية) ومقرأتها في بيتها بحي سمحان، ومنيرة الطحانة ومقرأتها في بيتها في قرية العلب، وقوت بنت مسعود، وهي والدة محمد بن هزاع الذي شارك الملك عبدالعزيز في استرداد الرياض، ومقرأتها في بيتها في حي البجيري، والكفيفة الجوهرة السالم، زوجة ابن مانع، ومقرأتها في بيت زوجها في حي سمحان، رحمهن الله جميعا. وحين بدأ التعليم النظامي في المملكة، افتتحت في الدرعية الابتدائية الأولى للبنات، في أواخر عهد الملك سعود عام 1384ه، وكان مقرها في محلة السهل، جنوب الدرعية، في بيت طيني، وتولت إدارتها الأستاذة عنايات رشدي من مصر، ثم انتقلت المدرسة إلى مبنى مسلّح، في مركز التنمية الاجتماعية، ثم إلى مبنى مسلّح على الشارع العام في حي سمحان، وتولت إدارتها الأستاذة هيا الدهيم، ثم الأستاذة لطيفة العبدالواحد، وذلك بعد أن بدأت بنات الدرعية يتخرجن من المرحلة الابتدائية. وفي عام 1392ه افتتحت أول متوسطة للبنات في حي سمحان بالدرعية، وتولت إدارتها فاطمة عبدالتواب من مصر، ثم افتتحت الثانوية الأولى في حي سمحان عام 1397ه وتولت إدارتها الأستاذة عنايات رشدي، مديرة الابتدائية السابقة، ثم الأستاذة الجوهرة الناصر. الشؤون البلدية لم يكن في الدرعية في عهد الملك عبدالعزيز بلدية تنظم الأمور البلدية والعمرانية والصحية، فتركت هذه المهام لأمير البلد والمحكمة، فكانت التعديات على الأراضي أو الغش في البيع أو بيع السلع غير الصالحة للاستهلاك، ترصد ابتداءً من المواطنين، الذين يرفعون شكوى إلى الإمارة، ثم تحيلها الإمارة إلى القاضي؛ ليتخذ تجاهها الإجراء المناسب. وحين أنشأت الدولة إدارة للبلديات في عهد الملك عبدالعزيز جعل الإشراف عليها من قبل الحكام الإداريين في كل منطقة، إلى أن أنشأ الملك عبدالعزيز وزارة الداخلية عام 1370ه ومن ثم جرى رفع مستوى إدارة البلديات؛ لتصبح عام 1382ه وكالة لشؤون البلديات ترتبط بوزارة الداخلية؛ باعتبار البلدية سلطة رقابية وتنظيمية وتحتاج لسلطة غير مدنية لتطبيق الأنظمة. وفي عام 1392ه افتتحت بلدية الدرعية، وكان مقرها في حي الظويهرة بمحلة السهل، وتولى إدارتها عبدالعزيز النشمي، الذي كان قبل ذلك رئيسا لبلدية الأفلاج، ثم انتقلت في عام 1395ه إلى مبناها الحديث في ظهرة الشعرا. الشؤون الصحية كان المعالجون الشعبيون هم الذين يتولون علاج الناس في الدرعية؛ إذ لم توجد مستشفيات أو مراكز صحية (مستوصفات) في الدرعية في عهد الملك عبدالعزيز؛ فكان المرضى الذين يشكون من الباطنية يقصدون صالح بن نصار في حي الطوالع جنوب الدرعية فيعالجهم، ومن ذلك أنه كان يعالجهم عن داء الصفار أو الشغار الذي يسمى الآن اليرقان، الذي يعطل عمل الكبد، فينقلب لون الجسم أصفرا، وذلك بأن يكوي المريض في يده عند الرسغ وفي كعب رجله، فيشفى بحول الله. أما المرضى الذين يشتكون الرمد أو الماء الأبيض فيتجهون للمعالجة لطيفة بنت هجرس بن سحيم في مزرعة زوجها في سوق ضيّق، فتعالجهم، بطريقة تسمى «طق الميل» والميل عبارة عن أنبوب رفيع مصنوع من الذهب على هيئة الإبرة، وتدخله أفقيا في طرف حدقة العين، فيتسرب الماء الأبيض منه، وربما شفي المريض، وأحيانا يزداد الأمر سوءا فيصاب المريض بالعمى! ومن يسقط من أعلى نخلة أو من فوق شاهق ويصاب بكدمات قوية، فإنهم يعالجونه في المنزل؛ بإيقاد نار فوق الرمل حتى تشتد حرارته، ثم يضجعون المريض فوقه، إلى أن تلين أعصابه وعضلاته؛ فيشفى بحول الله، وإن كان المريض مصابا بكسور أخذوه إلى محمد بن هزاع (الهزيعي) الذي جعل من منزله في حي البجيري ما يشبه العيادة، فيجبر المكسور، ويخلع الأسنان، ويعالج الصداع بالأعشاب، ويعتمده قاضي الدرعية في تقدير وتشخيص الإصابات والجروح التي تحدث للمصاب في الشجار، تماما كما يفعله الطبيب الشرعي. كما كانت المعالجة رقية بنت ابن سعيد (أم فهد النصار) إحدى المعالجات بالأعشاب والكي في الدرعية، وبرعت فيما يسمى ترفيع العظم، وهو عظم صغير ينزل فيضغط على سقف فم الطفل حين يبدأ التسنين؛ فترتفع حرارته، ولا يستقر طعام بمعدته! فتصنع عجينة من العنزروت، وتفردها فوق يافوخه، فيرتفع العظم، ويُشفى، بإذن الله، أما في حالات نزول العظم الشديدة، فتستخدم العنزروت، مع تدليك سقف فم الطفل بسبابتها عدة مرات. كما استخدمت أم فهد كبريت الغور؛ لمعالجة انتفاخ البطن، وإذابة ما يترسب في المعدة من الطين، الذي دأب بعض الأطفال آنذاك على أكله؛ فتطحن الكبريت، وتخلطه مع الحليب ويتناوله الطفل؛ فيخف انتفاخ بطنه، وقد تكوي بطن الطفل كيات خفيفة برأس المسمار. وهذا الوضع الخاص بالأمراض العضوية، أما الأمراض النفسية وعوارض الإصابة بالعين، فكان لها مختصوها أيضا؛ فكان الشيخ عبدالله بن محمد العواد المكنى بأبي نجم، يمارس الرقية للمرضى النفسيين في مسجد الظويهرة في السهل، ويكتب لهم ما يسمى (العزيمة) وهي ماء مذاب فيه زعفران، يغمس الراقي قلمه فيه، ويكتب أذكارا وأدعية على فرخ ورقة، أو في سطح صينية أو صحن، فينقعها المريض في ماء ويشربه، واشتهر أيضا من الرقاة محمد بن عبدالرحمن بن دخيل، وكان يرقي الناس في مزرعته المسماة الجريبا، ويقصده الناس من داخل الدرعية وخارجها. واستمر الوضع في الدرعية يعتمد على الأطباء الشعبيين، وحين افتتح مستشفى الملك سعود (مستشفى الشميسي) في الرياض عام 1376ه، بدأ الأهالي يعالجون فيه الحالات المستعصية على الطب الشعبي، إلى أن افتُتح في الدرعية أول مركز صحي (مستوصف) في منتصف الثمانينات الهجرية، وكان موقعه في حي البجيري في منزل عبدالرحمن بن محمد العواد، واعتاد الأهالي على تسميته (الصحية). وكان طاقم التشغيل من الأطباء المصريين والباكستانيين والسودانيين، والممرضات من الجنسية الباكستانية والمصرية، واشتهر من الأطباء عبد السيد ومحمد شريف ومن الممرضات أم علي وتهاني المصريتان، وفضيلة وامتياز من الجنسية الباكستانية، وكانت العلاقة ممتازة جدا بين الأهالي وطاقم تشغيل المستوصف (الصحية)؛ فكان الأهالي يدعونهم للمناسبات الاجتماعية والأعياد. أما التجهيزات الطبية في المستوصف فكانت متواضعة في بادئ الأمر؛ فكانت تستخدم إبرتان فقط؛ لتطعيم جميع المرضى في الدرعية وحقنهم بالدواء، ويجري تعقيم كل إبرة بعد الاستخدام، من خلال غمسها في قدر يغلي فوق موقد يشعله طبيب الضماد، ثم يستخدم الإبرة الأخرى، ويعيد الأولى للقدر كي تتعقم، وهكذا بالتتابع. وحين بُني مركز التنمية الاجتماعية في الدرعية عام 1380ه، انتقل المستوصف أو ما اصطلح الأهالي على تسميته (الصحية) إلى مبنى حديث في المركز، واستمر إلى أن بُني مقره الأخير في حي الخالدية قبل نحو أربعين سنة. مركز التنمية الاجتماعية يحدث نقلة كبيرة في الخدمات والتطوير أخذت المملكة العربية السعودية بأسلوب تنمية المجتمع المحلي منذ عام (1380ه) وقبل إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وكان ذلك عن طريق وزارة المعارف (التعليم حاليا)؛ حيث أنشئ مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية، ليكون مركزا تجريبيا، هو الأول على مستوى الوطن، وبعد إنشائه شكلت به لجنة من الأهالي تعمل تحت إشراف المركز، وتكون مهمتها دراسة احتياج الأهالي لمشروعات التنمية ونقلها للمسؤولين، ورأسها في بادئ الأمر أمير الدرعية محمد الباهلي، ثم الأديب عبدالله بن خميس، وضمت عددا من وجوه المجتمع في الدرعية. الجمعية التعاونية وتمخض عن المركز إنشاء جمعية تعاونية متعددة الأغراض والأنشطة، عام 1380ه وسجلت تحت رقم (1)، برأس مال بلغ (27620) ريالا، وتقوم فكرتها على طرح أسهم اكتتاب لأهالي الدرعية، وانتخاب مجلس إدارة ليتولى إدارة الجمعية، واستثمار أموالها فيما يعود على الدرعية وأهاليها بالفائدة. نادي الدرعية من منطلق اهتمام مركز التنمية الاجتماعية بشباب الدرعية، فقد كوِّن في المركز تجمع شبابي، كان نواةً لنادٍ رياضي أسس عام 1381ه حمل اسم نادي الدرعية الرياضي، جُعل مقره داخل المركز، في بناء طيني، ورأسه الأستاذ فهد بن ناصر الجدعان، وتولى تدريبه المدرب أحمد عبدالله، والد اللاعب الدولي ماجد عبدالله، واختير له اللونان الأبيض والأسود شعارا، وبعد انضمام النادي إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد تأسيسها، تولى رئاسة النادي الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله بن سريّع، وتغير الشعار إلى الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والبني، واستمر الشعار إلى أن تولى رئاسة النادي لاحقا الأستاذ عبدالله بن سعد البريدي، وجرى تغيير الشعار إلى اللونين الأبيض والعنابي. دار الفتاة وسعيا من مركز التنمية الاجتماعية إلى تثقيف المرأة في الدرعية، وتوعيتها بأصول التدبير المنزلي الحديثة، وتدريبها على وسائل التعلم والتعليم؛ فقد أنشأ المركز في العام نفسه دارا للفتاة، أسهمت بدور كبير في إكساب المرأة في الدرعية مهارات متنوعة تحتاجها كل امرأة عصرية، وما لبثت الدار بعد مضي ثلاث سنوات أن أصبحت المدرسة الابتدائية الأولى للبنات في الدرعية. التنمية الزراعية لما كانت الدرعية مجتمعا زراعيا، تكتظ مزارعها بأشجار النخيل والفواكه، فإن الحاجة وقتها كانت كبيرة جدا لتوعية الفلاحين بأساليب الزراعة الحديثة، ومساعدتهم في مكافحة الآفات الزراعية، وجلب الشتلات الزراعية المفيدة التي تستطيع مقاومة الآفات من جانب، والإنتاج الوفير من جانب آخر، فقام المركز بهذه المهمة خير قيام، وكون فرقا تزور الفلاحين في مزارعهم وترش محاصيلهم الزراعية بالمبيدات الحشرية، وتزودهم بشتلات وبذور وتقاوي الخضرة والفاكهة. ولم يغفل المركز التنمية الحيوانية لدى المزارعين، فزودهم بلوازم المشروعات الصغيرة؛ لتربية الأغنام والدواجن والأبقار، ومنحهم المواشي والدواجن البياضة، واستمر المركز يقدم الخدمات الزراعية للأهالي، إلى أن أنشأت وزارة الزراعة فرعا لها في الدرعية في أواخر تسعينات القرن الهجري الماضي، وأصبح المعني بخدمات المزارعين. وفي سعيه لدعم الأسر غير الزراعية، أقام المركز دورات تدريبية في النجارة والحدادة والتدبير المنزلي وتعليم الطباعة، ودعم الأسر بأنواع متنوعة من الأثاث وأفران الغاز بنصف السعر. وبعدما لوحظ من نجاحات لهذه التجارب في تنمية وتطوير المجتمع القروي وإلحاقه بركب التطور، أمر الملك سعود بإنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1381ه التي أخذت على عاتقها التوسع في مشروعات مراكز التنمية الاجتماعية في سائر مناطق المملكة؛ وذلك بإقامة عدد من المراكز في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، وجرى إنشاء نحو واحد وأربعين مركزا موزعة على مختلف مدن وقرى المملكة، وأصبح مركز التنمية الاجتماعية بالدرعية مركزاً للتنمية والتدريب؛ لإعداد الكوادر التي تعمل في سائر المراكز. العرضة السعودية العرضة أو رقصة الحرب، تراث فلكلوري تشتهر به الدرعية، ويميزها عن باقي مدن وقرى المملكة، وأقدم مصدر تاريخي ذكر العرضة في الدرعية المؤرخ حسين ابن غنام، وهو يتحدث عن أحداث سنة 1178ه عندما غزا عريعر بن دجين الدرعية، وضرب سور سمحان بالمدافع، ولم يسقط منه لبنة واحده، فخرج أهل الدرعية للعرضة خارج سور سمحان، ومنذ ذلك الوقت وأهل الدرعية يتوارثون هذا الرقصة الحربية، التي تؤدى غالبا قبيل بدء الحرب؛ لاستعراض القوة أمام العدو وإدخال الوجل في قلبه. واستمر الحكام في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، يرعون هذا اللون الحربي، الذي يمتزج فيه صوت قرع الطبول مع الرقص والتبختر بأسلحة الحرب في ساحة العرضة؛ لما يرون من تأثيره النفسي في قلوب الأعداء، فغدت العرضة سلاحا من أسلحة الحرب النفسية المهمة، التي لا تقل شأنا عن العتاد العسكري، يسير أفرادها جنبا إلى جنب مع أفراد الجيش، يحملون طبولهم أينما حل الجيش أو ارتحل. وبعد أن وحد الملك عبدالعزيز أرجاء الوطن في كيان واحد، حمل اسم المملكة العربية السعودية، استمرت العرضة تؤدَّى أيضا، ولكن دورها اختلف! فبعد أن كانت إشعارا بالحرب ودعوة للالتفاف حول الراية استعدادا للمسير إلى ساحات الوغى، صارت رمزا لإظهار الفرحة والتفاف الشعب حول قائده، وإظهار التأييد له؛ وباتت تؤدى في المناسبات الوطنية؛ كالأعياد والمناسبات الوطنية المتنوعة، واستقبال ضيوف الوطن من رؤساء الدول والشخصيات المهمة. ولكون الدرعية منطلق هذا اللون الفلكلوري الحربي، بصورته التي هو عليها الآن، يتوارث من جيل إلى آخر، منذ الدولة السعودية الأولى - كما ورد عند ابن غنام- وبات لونا حربيا ملازما لمناسبات أجداد الأسرة الحاكمة؛ فقد شرفت الدرعية باختيار ولاة الأمر لفرقتها؛ لتكون فرقة العرضة السعودية الرسمية، التي يسند لها أداء العرضة في المناسبات الرسمية، رغم أن هذا الفلكلور الحربي لا تختص به الدرعية وحدها، وإنما يؤدى في كثير من بلدات وقرى الوطن، بطرق وأشكال متنوعة. وكان لازما لبروز فن العرضة في الدرعية، أن يبرز فيها عدة شعراء، أجادوا نظم القصائد الحربية بمختلف بحورها الطويلة والمتوسطة والقصيرة، التي يصاحب كلا منها طريقة خاصة في قرع الطبول، لا تشابه الأخرى، تصدر لحنا (طرقا) يناسب كل بحر، ولا يناسب غيره، ومن هؤلاء الشعراء في الدرعية زمن الدولة السعودية الأولى، الشاعر عبدالكريم بن حبشان والشاعر عبدالله بن خالد، وفي الدولة السعودية الثانية وأوائل الثالثة الشاعر ناصر العريني، ثم من المتأخرين الشعراء عبدالله العماري وعبدالله بن دريس وسعد بن حبشان وعبدالرحمن بن صفيان وعبدالله بن خميس وحسن بن جبهان، رحمهم الله جميعا. مشروع هيئة تطوير بوابة الدرعية تأسست هيئة تطوير بوابة الدرعية في 26 شوال من سنة 1438 ه، الموافق ل 20 يوليو 2017م، ومما ذكرته البوابة في صفحة التعريف عنها، أنها «تهدف إلى تطوير الدرعية عمرانيا، وثقافيا، واقتصاديا، وتطوير الأبعاد المعمارية وتنمية الاقتصاد، وإظهار وتعزيز الجانب الاجتماعي، والثقافة والتاريخ لمنطقة الدرعية، وتسعى إلى التركيز على إبرازها وإبراز تاريخها من عدة جوانب، كالعمران، والثقافة، والفنون والمعرفة، وبناء مستقبل منطقة الدرعية؛ امتدادا من حاضرها الغني، وإتاحة التجربة لزوارها باكتشافات شيقة وثريّة لجوهرة المملكة العربية السعودية. كما تسعى الهيئة إلى جعل الدرعية وجهة سياحية ثرية ومليئة بالاكتشافات والإرث التاريخي للزوار والسياح المحليين والعالميين، من خلال تطويرها بالمقاييس العالمية؛ لتكون وجهة سياحية مثلى في المملكة العربية السعودية، والمحافظة على إرثها التاريخي والثقافي الممتد، من خلال تهيئة مجتمع حيوي من رواد الأعمال؛ يساعد في إيجاد فرص عمل للشباب والشابات المهتمين والشغوفين بالتاريخ وحفظه؛ تماشيا مع رؤية المملكة 2030». ويعد مشروع بوابة الدرعية أكبر مشروع تراثي وثقافي بالعالم؛ لجعل الدرعية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم أجمع، ويشمل المشروع مجمّعات سكنية تستوعب نحو 100 ألف شخص، ويهدف المشروع إلى جذب 25 مليون زائر سنويا، ويضم الكثير من المتاحف والفنادق والمتاجر والمطاعم، ليكون وجهة عالمية للثقافة والاسترخاء والتسوّق والضيافة. ومشروع بوابة الدرعية من أهم المشروعات في المملكة، ويأتي ضمن طموحات وتطلعات رؤية السعودية 2030، تم تدشينه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وجرى التخطيط له من قبل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لتحقيق نقلة نوعية في مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالقطاعات السياحية والترفيهية وتطوير المواقع التراثية، وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية ومجتمعية منها. ويلتزم المشروع بالحفاظ على التراث، واحتضان الحداثة والعصرية؛ لتأهيل وتطوير الدرعية التاريخية، لتكون مركزا تاريخيا حيّا، ومدينة عصرية مع الحفاظ على طابعها الخاص، وهذا يتضمن حفظ وترميم حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة اليونسكو للمواقع التراثية العالمية، والمواقع التراثية الأخرى؛ كحي غصيبة وأبراج وأسوار الدرعية المنتشرة في شتى نواحي الدرعية التاريخية. وسيعيش زوار مشروع بوابة الدرعية تجربة فريدة من نوعها، بفضل مزيجه الاستثنائي من التاريخ والحداثة، وسيضم العديد من المشروعات الترفيهية والمنشآت الفنية والثقافية، إلى جانب المئات من المتاجر والمطاعم والمقاهي وأكثر من 20 فندقا، كما سيستضيف مختلف الفعاليات الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم. ويجمع مشروع بوابة الدرعية بين الحياة النجدية التقليدية، وأساليب ووسائل الترفيه والراحة الحديثة، وسيضم العديد من المراكز الفنية التي تسلّط الضوء على الفن السعودي والفنانين المعاصرين، إلى جانب عددٍ من المتاحف، منها أكبر متحف إسلامي في العالم، بالإضافة إلى المراكز الثقافية والمساحات الترفيهية والجامعات. ويشمل المشروع أيضا افتتاح ممشى خارجي بطول 3 كيلومترات بجانب وادي حنيفة، وسيكون باستطاعة الزوار التنزّه بين أرجاء حي الطريف التاريخي، الذي يقع في قلب الدرعية وجرى تسجيله في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2010. *باحث في تاريخ الدرعية والدولة السعودية الأولى د. عبدالحكيم بن عبدالرحمن العواد*