لا شيء هذه الأيام يشغل تفكير أنصار النصر والاتحاد كمواجهة الثاني من أكتوبر القادمة في الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي، وهي مواجهة لن تختلف كثيرًا عن سابقاتها في المواسم الأربعة الماضية من حيث الإثارة الإعلامية والقوة الفنية وإن شئتم النتائج الكبيرة. فهذه المواجهة الصعبة على كافة الأصعدة فنيًا ونفسيًا وجماهيريًا تسيطر وبشكل كبير على حيز شريحة واسعة من تفكير أنصار ومحبي الفريقين قبل مسيري الناديين من فنيين وإداريين بل إنها المواجهة الأكثر انتظارًا وترقبًا من قبل الرياضيين كافة لأهميتها وحساسيتها. النصر هذا الموسم اختلف كثيرًا عن الموسم الماضي من حيث العناصر الفنية وإمكانات وقدرات جهازه الفني بقيادة الفرنسي رودي جارسيا الذي بدأت بصماته منذُ الجولة الماضية تتضح كثيرًا على خارطة فريقه بعد اكتمال عناصره المتميزة والتي يحضر بالتأكيد في مقدمتها النجم البرازيلي تاليسكا صاحب الصناعة والتسجيل في قائمة رودي جارسيا والظهير المتميز الدولي سلطان الغنام الذي أعطى للجهة اليمنى في النصر دفاعًا وهجومًا قوة وخطورة هذا غير العناصر الأخرى كالنجعي والصليهم وعسيري وكونان التي أعطت لرودي جارسيا ورواد المدرج العالمي اطمئنانا كبيرا بأن الفريق في المسار الصحيح وأن الانتصار في الجولة القادمة وأن كانت المهمة صعبة لاعتبارات كثيرة ستضعه في خانة الرقم الثالث بالقرب من الشباب والهلال. الاتحاد الطرف الآخر في المواجهة الجماهيرية المنتظرة لديه طموحات وآمال كبيرة في كسب اللقاء وتحقيق انتصار تاريخي على أرض الواقع بعيدًا عن صراع اللجان والمكاتب وآراء رجال القانون مستعينًا بإرثه التاريخي قديمًا وحديثًا في مثل هذه المواجهات من أمام النصر سواء كان ذلك في جدة أو الرياض. الاتحاد هذا الموسم اختلفت منهجيته عن الموسم الماضي كثيرًا وأصبح مدربه البرتغالي نونو سانتو يعتمد وبشكل كبير على التحفظ الدفاعي والاعتماد في الجوانب الهجومية على الكرات المرتدة السريعة وهي منهجية قد تكون سلاح ذو حدين عندما يلتقي بفريق متمكن ولديه كل الحلول الهجومية الفردية والجماعية كالنصر. النصراوي السابق، الاتحادي الحالي الهداف المغربي عبدالرزاق حمدالله والقضية التي تسببت بتوتر علاقة الأصفرين بعد عقود طويلة من الألفة والود سيكون تحت الأنظار من الجميع بعد أن حاز في الجولة الماضية على التقييم الأعلى بين لاعبي دوري روشن السعودي، ما يؤكد على جاهزيته الفنية لمثل هذه النزالات المفعمة بالتحدي بل إنها مؤشر كبير على استعداد اللاعب لمثل هذه المواجهة التي أثبت بأنه يجيد التعامل معها بشكل جيد كما حدث في أول لقاء له الموسم الماضي بشعار فريقه الجديد الذي كان له من خلاله نصيب كبير من التألق والنجومية. فاصلة: اثنان وتسعون عامًا من أعياد الفرح والمنجزات وتذليل الصعاب، اثنان وتسعون عامًا شهد من خلالها الوطن قفزات مهولة في كافة مجالات الحياة، بدأها المؤسس بالتوحيد والبناء وأكمل المسيرة ملوك عظام تحت راية التوحيد والنهج القويم مرورًا بالملك سعود، ووصولاً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الأمير الملهم وأمير المهمات الصعبة وقاهر الفساد ومُلهم هذا العصر.