عمل الكثير على أرض الحرمين طوال العقود الماضية من جميع أنحاء العالم بشكل عام، ومن أقاصي الدول العربية بوجه خاص وكلهم أعلنوا محبتهم وانتمائهم لهذا البلد، بل ويشاركون مواطنيه جميع مناشطه الثقافية واحتفالاته الوطنية، واليوم ونحن في عيد الوطن 92 نستعيد هذه الأمجاد ونستعيد معها هذه الذكريات الكبيرة التي بدأت تنمو من هذا البلد حتى صار اليوم مركزا لوجستيا للثقافة، ومعبرا مهما للمثقفين الدوليين وموطنا لتصدير الثقافة الحديثة عبر التكنولوجيا وعبر المصانع الثقافية، ولعل أهمها وأكبرها وأبرزها وأكثرها تأثيرا بالشرق الأوسط، وأحد أهم مئة مبنى في العالم هو مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي -إثراء-، الذي يستقبل ويستضيف جميع المثقفين من جميع أنحاء العالم. وليس أدل على ذلك غير المهرجانات الثقافية والكرنفالات الأدبية الدولية التي يعدها ويقدمها طوال العام، وليس هذا فحسب بل صار يصدّر برامجه ويستضيف فيها المتسابقين من شتى دول العالم كمسابقة "أقرأ"، التي تعقد في كل عام بحضور نخبة من المثقفين والجوهريين في مجالات عدة، ولعل دورتها الأخيرة التي استضافت خلالها الرائي العالمي الحائز على جائز نوبل التركي أورهان باموق، والناقد والمفكر المغربي عبدالفتاح كيليطو، وأكبر المثقفين والاعلامين والروائيين العرب والمحليين والدوليين، لهو مشهد مهيب يجعلك كما لو أنك أمام نقطة ارتكاز ثقافة الكون، لا أمام مركز إثرائي فحسب.