تقع المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط، وتمتد عبر معظم شبه الجزيرة العربية، وهي موطن لأقدس المدن مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتُشكل المملكة للسعوديين وطنًا لا مثيل له على وجه الأرض، تلك الأرض التي تعمر بالمقدسات، كما أنها كانت مهبط الوحي في حقبة فجر الإسلام، وأرض الحضارات والأمجاد الخالدة، التي لا ينساها كل مسلمٍ على وجه هذه الأرض العظيمة. تعد المملكة العربية السعودية وطنًا ذا تاريخ بارز وحضارة لا يمكن التغافل عنها؛ فهي عشق لكلّ مواطن سعودي؛ إذ يستشعر فيه كل يوم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرّخاء والشموخ والعزّ، كما تكبر المشاعر الوطنية في وجدان كلّ مواطنٍ سعودي يعتبر أن هذا الوطن هو الدار الكبيرة والحضن له، مما جعل شعارها المميز «هي لنا دار»، شعار يحمل في طياته أجمل وأرق كلمات، من خلال هذا الشعار نستشعر مدى تعلق المواطن السعودي بالمملكة العربية السعودية، فهو يعتبرها المسكن والحضن الدافئ الذي يأوي إليه في كل زمان ومكان، مهما طالت به الأيام بعيدًا عنه، وقد كان هذا الشعار منبثقًا من أهمية توحيد المملكة العربية السعودية في كل شيء حتى في طريقة الاحتفال. تحتفل مملكتنا العربية السعودية بأقوى وأجمل ذكرى في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام بمناسبة وطنية مهمة للغاية وهي اليوم الوطني السعودي حيث يعتبر ذلك اليوم ذكرى توحيد البلاد، ففي مثل هذا اليوم صدر مرسوم ملكي من المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بتحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. ما أجمل بلدنا السعودية، هذا الوطن العظيم الذي يعلو شأنه بين الأمم، ويبقى شامخًا مهما مرّت العصور ودارت الأزمان، هو الوطن الذي لا تليق به إلّا القمم الشامخات والمكانة العالية فوق سحب السماء، وهي المنارة التي تضيء بين شعوب الأرض، كما أنه يعدّ بلد التعاضد والتلاحم بين القيادة والشعب، حيث يعبرون عن حبهم وولائهم للقيادة الرشيدة التي تحكم هذه البلاد. المملكة العربية السعودية هي بلد الأصالة والحضارة ومهد الإسلام تجتمعان على راية التوحيد التي اختارتها المملكة لتكون كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على علم بلادها؛ لعظم هذه الكلمات التي تنطق كل يوم وكل ساعة ودقيقة من أفواه المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، فما بالنا لو كانت شعارا لنا نردده ملتمسين صدق الإيمان لعظم تلك الكلمات التي زادت العلم قيمة وتقدير واحترام لهذا الشعار. علم وطني يتزين باللون الأخضر؛ من أجمل الألوان على الأرض التي تشعرنا بالحياة والنمو والازدهار، حفظ الله وأدام لبلدنا عزها ومجدها وأبقى لنا هذا العلم الأخضر مرفرفا دوما عاليا مستقلا وأدام الله بهجته في قلوبنا مليئة بالحب والوفاء والعطاء. إنّ المملكة العربية السعودية وطن يستحق التضحية والفداء؛ فقد شهدت وتشهد رخاء اقتصاديًّا وتقدمًا ملموسًا في مختلف المجالات. اليوم الوطني السعودي هو يوم حافل بالمشاعر ونابض بالحياة، تتزاحم فيه مشاعر الحب والفخر والتلاحم، وهو ذكرى عظيمة ترسخ ترابط ووحدة شعب يقف خلف قيادته العظيمة، وتظهر فيه الهمم، خاصة أنّ المملكة العربية السعودية تملك من الموارد البشرية والموارد الطبيعية التي تفضل بها الرحمن على أهل هذه الدار، ما يؤهلها أن تكون في الطليعة دوما، بالإضافة إلى المكانة الدينية ووجود المقدسات العظيمة على أرضها التي تحظى بها بين جميع المسلمين، وهذا فضل من الله أعطاه أهل هذه البلاد، مما يجعل للاحتفال باليوم الوطني السعودي معنى عميق تتجلى فيه نعم الخالق العظيمة. اثنان وتسعون عامًا على توحيد البلاد وراية الإسلام ترفرف في قلب كلّ سعودي، وفي قلب كل مسلم حول العالم، هنيئًا لكِ يا مملكة المجد والرّخاء، والتخطيط والعمل والبناء، ها هي بلادي العظيمة تحتفل اليوم فكل عام ووطننا وقيادتنا وشعبنا بخير. في هذه المناسبة الوطنية المهمة أردد كلمة كل عام ووطني بخير.. كل عام ووطني في رخاء وتقدم وأمن وأمان.. -حفظك الله-، وحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ندعو اللّهَ العلي القدير أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يجزيهم رب العالمين خير الجزاء لما يبذلونه للوطن العظيم وشعبه الوفي. * أستاذ مشارك - جامعة الملك سعود - كلية التربية تخصص رسم وتصوير تشكيلي