وطني موطن الحب والحنان والشوق الذي لا يتوقف، وذلك العطاء الذي لا ينضب، فالوطن يعد بلسم الروح نعيش في كنفه في أمان وسلام، وطني "داري" المستوطن في قلوبنا، إنه الدار الذي نسكن فيه والحضن الدافئ الذي يحتضن أبناءه منذ الولادة حتى الكبر، فيحمل معه ذكريات الأماكن والأهل والأصدقاء وكل ما هو جميل في عالمه، لذا يعد الوطن بمثابة الأم لكل منا؛ لأنه المكان الذي ننتمي إليه. وطني المترامي الأطراف؛ وطني الحاضن للماضي والحاضر والمستقبل، ذكرياتي منذُ الصغر وبسمة شبابي وعزي في الكبر. للوطن عشق خالد باقٍ على مر السنين؛ إذ يستشعر فيه المواطن السعودي كل يوم نعمة الاستقرار والرخاء والشموخ والعز والأمن والأمان، وتكبر تلك المشاعر الوطنية في وجدان كل مواطن سعودي؛ ليعلو صوته بكل فخر ويقول بعبارات الفخر أنا سعودي من وطن المجد والاعتزاز. تشكل المملكة للسعوديين وطناً لا مثيل له على وجه الأرض، تلك الأرض التي توجد فيها المقدسات، وهي الحرمان الشريفان، كما أنها كانت مهبط الوحي في حقبة فجر الإسلام، وأرض الحضارات والأمجاد الخالدة، التي لا ينساها كل مسلمٍ على وجه هذه الأرض. تعد المملكة العربية السعودية وطناً ذا تاريخ بارز وحضارة مرموقة لا يمكن التغافل عنهما؛ هذا الوطن الذي علا شأنه بين الأمم، وبقي شامخاً مهما مرت العصور، هذا الوطن الذي لا تليق به إلا القمم الشامخات والمكانة العالية، وطني بلد الحرمين الشريفين الذي يعد نموذجاً للتوافق والتعاضد والتعاون والتلاحم بين القيادة والشعب. إن المملكة العربية السعودية وطن يستحق الفداء؛ فقد شهدت رخاء اقتصادياً وتقدماً ملموساً في مجالات كل من التنمية الاجتماعية والاقتصادية كافة، كما أنها أحدثت تطوراً واضحاً في مجالات التنمية كافة، وجودة الحياة، والخدمات الصحية والتعليمية والظروف البيئية كافة بالإضافة إلى الإمكانات الشاملة للتنمية. تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، ويحتفل بهذا اليوم الوطني من أجل إحياء ذكرى توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - رحمه الله وطيب الله ثراه -. هذا اليوم الذي يعده السعوديون يوماً وطنياً، يفرح به كل الشعب السعودي وينتظرونه ويستعدون له قلباً وقالباً صغيرهم قبل كبيرهم، ويوجه المواطنون فيه حبهم وولاءهم لقيادتهم - حفظها الله ورعاها من كل سوء -. اللهم احفظ هذا البلد وملكه وشعبه وكل من عليه، اللهم لا تفرق هذا البلد بعد أن سخّرت من عبادك من يوحدها ويحميها. ما يجعلني أكتب هذه السطور هو شعوري بالانتماء إلى وطن غالٍ قوي، هذا الشعور يجعل الكرامة الإنسانية تتحقق في ذلك الانتماء، ومن خلاله يتمسك الناس بأوطانهم حينما يعيشون بكرامة في تلك الأوطان، يجدون العمل الشريف ويوفرون لقمة عيشهم. هذا يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخاً وعزاً وفخراً بما تحقق على أرضه من إنجازات وتقدم وعلم واقتصاد، وغيرها مما اهتم به ولاة أمرنا لتسهيل كل وسائل الراحة والترفيه والتمكين لكلا الجنسين لينعموا بالعزة والكرامة. بلادي هي بلاد العز والشموخ، هي عرين الإسلام وموطن العروبة، فكل عام وأنت الخير الذي يسكن في قلوبنا ويحيط بنا ويشعرنا بالأمان. واحد وتسعون عاماً من المجد والرخاء، واحد وتسعون عاماً من التخطيط والإنجاز والعمل والبناء. واحد وتسعون عامًا مضى على توحيد المملكة، واحد وتسعون عاماً على راية الإسلام ترفرف في قلب كل سعودي، وفي قلب كل مسلم حول العالم، هنيئاً لك بالمجد يا دولة العزة والصمود. في ذكرى اليوم الوطني نحتفي جميعاً بالعزة والكرامة والماضي العريق والمستقبل المشرق على أرضنا أرض الرخاء والفخر. عام مضى تحققت فيه الأهداف والإنجازات بكل أشكالها وإن شاء الله عام مقبل ومستقبل مشرق تتحقق فيه كل الآمال والطموحات. اليوم الوطني السعودي هو يوم حافل بالمشاعر ونابض بالحياة، تتزاحم فيه مشاعر الحب والفخر والتلاحم، وهو ذكرى عظيمة ترسخ ترابط ووحدة شعب يقف خلف قيادته العظيمة، وفي هذه المناسبة أردد كلمة كل عام ووطني بخير.. كل عام ووطني في تقدم.. حفظك الله وحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. ندعو اللّهَ العلي القدير أن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يجزيهم رب العالمين خير الجزاء لما يبذلونه لراحة أَبناء هذا الشعب الوفي. عام مضى وعام مقبل.. وكل عام يخلد ويتجدد حب الوطن أكثر من الذي مضى، دمت يا وطني متفرداً بالحب والعطاء مميزاً بالأمن والفخر وَالرخاء شامخاً بالمجد والعزة، حماك الله يا دولة التوحيد. * أستاذ مشارك - جامعة الملك سعود - كلية التربية تخصص رسم وتصوير تشكيلي