بزغ فجر الازدهار في الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية منذ بداية التوحيد باهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود، وذلك بوضع القواعد الصلبة لتأسيس وتهيئة وتطوير المنطقة من جميع النواحي، وتعاهد على ذلك من بعده ملوك المملكة حتى تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فأصبحت المنطقة الشرقية قبلة الاقتصاد الدولي، ومهبط السياحة الخليجية والعربية، حيث تشهد نهضة تنموية متسارعة من حيث استقطاب الاستثمارات العالمية النوعية، وإنشاء أضخم المعالم السياحية والخدمية المكتملة، واستحداث مراكز ثقافية. سبارك وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الجانب الاقتصادي جل اهتمامها وذللت جميع الصعاب أمام المشروعات الضخمة مثل مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وهي مدينة صناعية متكاملة، تقع في موقع استراتيجي في المنطقة الشرقية. وتمتد على مساحة 50 كلم2، حيث أقيمت بهدف أن تصبح بوابةً رائدةً في قطاع الطاقة الإقليمي، وتوفر طيفًا متكاملًا من الخدمات التي تدعم نمو الأعمال في المملكة، وذلك ضمن السعي إلى تحقيق طاقة نظيفة ومستدامة وتنويع الإيرادات، وتعد (سبارك) أيضًا المدينة الصناعية الأولى والوحيدة في العالم التي تحصل على شهادة الريادة (LEED) من الفئة الفضية في قطاع الطاقة والتصميم البيئي. وتنعم (سبارك) ببنية تحتية بمعايير عالمية للمستثمرين الدوليين في قطاعات النفط والغاز، والتكرير والصناعات البتروكيميائية، وصناعات إنتاج ومعالجة الطاقة والمياه، ويوفر المشروع 100ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2035، ومن المقدّر أن يصل إجمالي إضافة الناتج المحلي 22.5 مليار ريال سنويًا بحلول عام 2035. رأس الخير وتشهد مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية حراكًا اقتصاديًا وصناعيًا واتفاقيات ضخمة كان آخرها اتفاقية تخصيص موقع لإنشاء وتشغيل مصنع لصهر وسبك النحاس بمساحة تقدّر ب(250000) م2، وبتكلفة 1.180 مليار ريال، وبطاقة إنتاجية تبلغ 155 ألف طن سنويا، ومن المخطط أن يتم توفير 1070 وظيفة مباشرة عند بدء التشغيل التجاري، مع توفير كافة الخدمات اللازمة لتشغيل المشروع في الربع الأول من عام 2025م. ويعد قطاع التعدين بصفته من أهم القطاعات الاقتصادية والأساسية حيث ترتكز رؤية المملكة 2030 على عدم اعتمادها على صادرات النفط كمورد أساسي للبلاد والشروع ببناء منظومة صناعات وطنية تعدينية قوية غير نفطية داعمة بشكل رئيس للصناعات الأساسية للتكرير والكيميائيات ومشتقاتهما وتأسيس شبكة خدمات لوجستية مبتكرة ضمن برنامج «تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية» الذي يستهدف الإسهام في الناتج المحلي ب1.2 تريليون ريال، وتوفير 1.6 مليون وظيفة، إضافة إلى جذب استثمارات تُقدّر بقيمة 1.7 تريليون ريال، بحلول عام 2030. بالإضافة لوجود أضخم حوض بحري في الشرق الأوسط ضمن مشروعات مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية والذي يتكون من أربع مناطق رئيسة، منطقتين لتصنيع السفن، ومنطقة لتصنيع المنصات البحرية والحفارات، ومنطقة لاصلاح وصيانة السفن والمنصات البحرية، ويهدف المشروع الى توطين منظومة التوريد لأرامكو المرتبطة بأنشطة الشحن والحفر البحري. بوليفارد الضاحية وفيما يخص جانب السياحة فقد رسمت رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - خارطة الازدهار الترفيهي والتنموي للمنطقة، وركّزت على تهيئة المواقع الاستراتيجية لخدمة السياحة بمشاريع نوعية ومستدامة، والتي من ضمنها مشروع بوليفارد ضاحية الملك فهد بالدمام، والذي يعتبر أول مشروع استثماري نموذجي لتطوير الطرق والمرافق والمنتزهات البلدية بالشراكة مع هيئة كفاءة الإنفاق وبرنامج جودة الحياة، ويدعم أنشطة السياحة والترفيه بمساحة أكثر من 600 ألف متر مربع، والذي سيساهم في إحداث نقلة نوعية في مدينة الدمام، وكذلك تم توقيع عقد مشروع استثمار حديقة سلسبيل وهو أول مشروع استثماري يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الرياضة في المنطقة الشرقية بالشراكة مع اتحاد الرياضة للجميع بهدف تشجيع الأنشطة الرياضية بالحدائق والمتنزهات العامة للأسر والأفراد وسيمثل انطلاقة لاستثمار الحدائق والمنتزهات لتعزيز مفهوم أنسنة المدن. نبض الخبر بالإضافة الى المشروع الاستثماري النموذجي الأول بالمملكة لتطوير كورنيش الخبر بالواجهة البحرية من خلال إنشاء مرسى وفنادق ومقاهي وأنشطة متعددة، والذي يأتي ضمن اتفاقيات الاستثمار المشترك بالتعاون مع وزارة المالية ومركز التخصيص الوطني وبرنامج جودة الحياة والترفيه، إضافة الى أنه سيدعم ملف ترشيح مدينة الخبر ضمن أفضل 100 مدينة عالميا، وسيقام المشروع على مساحة 70 ألف متر مربع بقيمة متوقعة أكثر من 800 مليون ريال سيقيمها المستثمر، كذلك إطلاق أول مشروع استثماري بالشراكة مع وزارة الثقافة وهو (نبض الخبر) والذي يقام في وسط المدينة ليحتضن المواهب ويدعم أنشطة هيئات فنون الطهي والفنون البصرية والسمعية والموسيقى والأدب، وغيرها من فنون ويدعم جودة الحياة والسياحة والترفيه، مشيرا معاليه إلى أن المشروع سيقام على مساحة أكثر من 50 ألف متر مربع، والذي يهدف إلى إنشاء مركز ثقافي متكامل وسط محافظة الخبر، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ويعد من المشاريع المهمة التي ستسهم بشكل كبير في تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال دعم الأنشطة الثقافية والسياحية والترفيهية والتجارية وإيجاد فرص وظيفية والارتقاء بمستوى الخدمات لتحقيق عناصر جودة الحياة بالمنطقة الشرقية ودعم ملف ترشيح مدينة الخبر لتكون ضمن أفضل 100 مدينة عالمياً بجودة الحياة. كما يعد برج المياه في مدينة الخبر أبرز المعالم المطلة على الخليج العربي، حيث وضعت له خطة لاستغلال وتفعيل وتحديد أوجه الاستخدام المثلى له من الناحية الاستثمارية والسياحية والترفيهية بما فيها الأرض المحيطة بالبرج والمرافق الداخلية، وبما يخدم مرتادي كورنيش الخبر الشمالي، ويضمن الحفاظ على الشكل الجمالي للشاطئ، وسلامته من التلوث البصري والبيئي. وقد تمت هذه الخطوات بمتابعة حثيثة من الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز - أمير المنطقة الشرقية، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، يحفظهما الله. المركز السعودي للموسيقى وسعيًا للارتقاء بالذائقة الفنية واحتواء الشباب والشابات السعوديين فقد أنشأت وزارة الثقافة مؤخراً المركز السعودي للموسيقى، والذي يعتبر الموطن الأول لمبادرات المراكز الموسيقية في المملكة العربية السعودية التي أطلقتها هيئة الموسيقى. ويمنح المركز طلابه، وكوادره، وزواره الفرصة المتميزة للاستمتاع بالابتكارات الثقافية، ويعتبر المركز وجهةً مثالية للمبدعين والهواة والمحترفين، حيث يلتقون لتحفيز عقولهم وتوسيع خبراتهم، ويصبحون جزءاً فاعلاً من المجتمع السعودي الواسع والمحفّز للنمو الثقافي. ويضم المركز الأكاديمية المهنية، وهي عبارة عن برنامج مهني رائد يهدف إلى تدريب الموسيقيين على أعلى المعايير المهنية، وإعدادهم للانخراط في برامج معاهد الموسيقى العليا في المستقبل، حيث ويعمل في الأكاديمية أعضاء هيئة التدريس المتميزون الذين يعملون على توسيع الآفاق الموسيقية للمتعلمين، وتطوير إبداعهم المهني. ويقدم قسم الصوت في المركز السعودي للموسيقى للمتعلمين إمكانية تطوير مهاراتهم في الغناء؛ لتشجيعهم على الإبداع والتعبير عن ذاتهم والاستمتاع، حيث تهدف دورة الصوت إلى توفير الأدوات الضرورية للغناء للمتعلمين؛ ليصبحوا موسيقيين محترفين ذوي معرفة واسعة في التخصص. ويحوي المركز السعودي للموسيقى مجموعة متنوعة من الحجرات وقاعات العرض المزودة بأحدث الأجهزة التقنيات، حيث يحوي على صالات للتدريب، ومحطات إنتاج الموسيقى الرقمية، وغرف التمرين المنفردة، وقاعات التدريب الجماعي، وقاعات للحفلات الموسيقية.