إنتاج 296 طنا من النباتات الطبية بالمملكة    حافلات الهيدروجين توفر 3 أضعاف استهلاك البنزين    الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة من قيادة الكويت    سوريا بعد سقوط بشار    وزير العدل يهنئ القيادة بمناسبة الإعلان عن استضافة المملكة كأس العالم 2034    بلينكن يقوم بزيارة جديدة لمناقشة وقف النار    هيئة عليا لاستضافة المونديال    معرض جدة للكتاب يفتتح غدا    خبير عسكري مصري ل«عكاظ»: العدوان الإسرائيلي يكلف سورية خسائر بالمليارات    الشرع: لم نتلقَّ أي دعم دولي لمواجهة الأسد.. وأسلحتنا محلية الصنع    فيصل بن فرحان يستقبل وزيرة خارجية مملكة إسواتيني    وكيل إمارة الشرقية يدشن فعاليات ملتقى علاج الإدمان العالمي الثاني    صورهم على أبواب المستشفيات.. جثث المعتقلين تُنغص فرحة السوريين    تعطل تطبيقي واتساب وإنستغرام حول العالم    كأس العالم 2034.. روعة كرة القدم وسحر الطبيعة    حراك عراقي - أردني لتنسيق الرؤى حول التغيير في سورية    أمير جازان يرعى حفل افتتاح ملتقى دعم الاستثمار في محافظات القطاع الجبلي    أمير القصيم يطلع على مشروع حفظ وإكثار النباتات المحلية    خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس بوركينا فاسو بذكرى يوم الجمهورية لبلاده    عسير: مصادرة 1320 من الدجاج الحي و680 كغم من الأسماك مجهولة المصدر    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12149.19 نقطة    وزير السياحة يزور البكيرية ويطلع على معالمها التراثية    "التخصصي" بجدة يجري أول عملية زراعة كبد كاملة بالروبوت في المنطقة الغربية    أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة تحت مظلة جمعية آفاق الشبابية بجازان    جبال العُلا تنطق بروعة الطبيعة والتراث في اليوم العالمي للجبال    الإسعاف الجوي ينقل مصابًا من نفود محيوه بمحافظة أبانات إلى مستشفى بريدة المركزي    إثراء الساحة السينمائية السعودية بمهرجان الأفلام الطلابية    مواقف سعودية راسخة لدعم الشعب السوري    6 ركائز عززت نمو السياحة في المدينة المنورة    لإنتاج حلول ذكاء اصطناعي لمواجهة التحديات البيئية.. المملكة تنضم لمجموعة مراقبة الأرض    وزير الصحة: سوق الصناعات الدوائية في المملكة من أسرع الأسواق في G20    نائب أمير مكة يستعرض خطط « العمرة»    أمير تبوك يطلع على الجهود التطويرية والمبادرات التنموية بالمنطقة    تدشين برنامج "خبير في حقوق الإنسان"    لجنة التعاون العسكري الثنائية السعودية البريطانية تعقد اجتماعها الرابع بالرياض    أمير الرياض يطلع على إنجازات «المكفوفين»    برعاية خادم الحرمين.. ملتقى علمي للارتقاء بخدمة الحجاج والمعتمرين    ختام مؤتمر أبحاث جودة حياة ذوي الإعاقة    أمير تبوك يعزي أبناء غزاي العتيبي    نائب أمير مكة يؤدي صلاة الميت على والدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل    نيوم يتغلّب على العربي بثلاثية ويعزّز صدارته في دوري يلو    عودة الدوري الأولمبي    في الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا.. يوفنتوس يواجه مانشستر سيتي.. وبرشلونة ضيفًا على دورتموند    أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل المصري بجدة    المملكة تؤكّد دعمها الراسخ للشعب الفلسطيني    الأستاذ عبدالله بوقس.. التاريخ والتعليم والمهنية    ولي العهد وتحقيق الريادة في التنمية والاستثمار    الأمير حسام بن سعود يطلق جائزة الباحة للإبداع والتميز    أمير الباحة يرعى توقيع عقد إسناد حكومي لخدمات ضيافة كبار السن    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    «واتساب» تطلق ميزة للتذكير بالرسائل غير المقروءة    منى فاروق ضحية حقن التخسيس    5 إرشادات لتخفيف الارتجاع المريئي    كيف تميز بين المعتل نفسيًا والمعتل اجتماعيًا السيكوباتي    مشاكل الاتصال لدى أطفال التوحد    «بِئْر طُوى».. شاهد على حجة الوداع    650,000 م2 تغطية صوتيات الحرم المكي    العيسى: حل الدولتين هو الخيار الوحيد والعادل لسلام المنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجاح وساطة ولي العهد في ملف الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
نشر في الرياض يوم 22 - 09 - 2022

جمع الأمير محمد بن سلمان ما بين حنكة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وكياسة الملوك السابقين -رحمهم الله-، وحنكة وكياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.. وحظي الشاب الملهم محمد بن سلمان بالذكاء الفطري والاستعداد الباكر لخوض غمار السياسة ودهاليزها وأروقتها الشائكة. وعندما قاد سمو ولي العهد جهود الوساطة لإطلاق سراح الأسرى العشرة، من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا من منطلق إنساني بحت، فإن هذا التحرك الإنساني لسمو ولي العهد، عكس ثقة صناع القرار في العالم وأطراف الأزمة، في حراك الأمير الشاب محمد بن سلمان في أحد الصراعات الشائكة العالمية والتي عجز القادة عن التدخل فيها لحلها، كونها معقدة وشائكة.. لقد تتلمذ محمد بن سلمان في مدرسة الحكمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وترعرع فيها حتى أصبح في مقتبل العمر من صناع القرار الإنساني والسياسي في العالم بامتياز.
وأضحت المملكة أكثر قوة بما تمتلكه من عقيدة إسلامية تسامحية وقوة عسكرية وكفاءات عسكرية مؤهلة للدفاع عن المملكة وحدودها وأراضيها، وحماية الحقوق من العبث والعابثين والحاقدين والفاسدين والحاسدين. وظهرت المملكة أمام العالم كدولة حضارية، وسطية، لا مكان فيها لأصحاب الأفكار المتطرفة، كما أكد الأمير محمد بن سلمان حين قال: «سوف ندمر الأفكار المتطرفة، ولن نضيع ثلاثين عاماً أخرى في التعامل معها، وسنعيش حياة طبيعية، وسنعود بإذن الله تعالى إلى ما كنا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح».
ونجح الأمير الشاب محمد بن سلمان بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، في تعظيم الثقل السياسي والمكانة الدولية الرفيعة والعلاقات المتوازنة التي يحظى بها الأمير محمد بن سلمان مع جميع الأطراف والدول، ويظهر ذلك، في نجاح الوساطة والإفراج عن الأسرى، وهو ما قد يمهد لوساطات أوسع نطاقاً في هذا الملف الإنساني.
الأمير محمد بن سلمان حظي بكاريزما مشابهة لجده الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، واقترب بقوة من شخصية والده الملك سلمان القيادية، وظهر محمد بن سلمان كشخصية مؤثرة ونافذة، تعلم إدارة الاستراتيجيات والصراعات وفنونها، حيث ظهرت ثقته بالنفس جلية، والمثابرة والمداومة على التعلم والتميز والمحاكاة فضلاً عن الطموح والإيمان بالوصول للهدف مهما واجه من صعوبات وعراقيل وتحديات، وجعل سموه من التفكير خارج الصندوق مفتاحاً للإبداع إلى جانب الإيمان بالرؤية والتجديد والتغيير المستمر وتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال وعدم الإقصاء، ومواكبة العصر مع الحفاظ على المبادئ والثوابت والقيم الإسلامية النبيلة التي تحدث عنها بشفافية وصراحة ذات يوم أمام أكبر رئيس وأقوى دولة في العالم بايدن. وأكد خبراء غربيون ل»الرياض» أن سمو ولي العهد نجح بما يملكه من ثقة لدى القيادات العالمية المعنية، بقضية إطلاق سراح الأسرى العشرة، في حين لم ينجح قادة دوليون آخرون، مشيرين إلى أن نجاح وساطة سمو ولي العهد في إطلاق سراح الأسرى، يعكس حرص سموه على قيام المملكة بواجبها الإنساني في معالجة العديد من القضايا المماثلة، ومنها -على سبيل المثال- مساهمتها في تحرير العديد من المحتجزين لدى الحوثيين في اليمن.
وتجسدت في الأمير محمد بن سلمان صفات قيادية عالمية، حيث يُعد من القادة القلائل الذين تمرسوا في جميع فنون القيادة التي تستلهم من موروث وتراث هذه الأمة، مع مزايا وصفات خاصة كشفت عن قدراته الفذة في التعامل مع الأزمات والصراعات العالمية خصوصاً الفراسة، والفطنة، والحضور الذهني، وهي من بين الصفات التي ورثها سموه عن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وخادم الحرمين الشريفين، وهي صفات لا تجتمع إلا بالقائد الفذ. وأولى سمو ولي العهد اهتماماً بالغاً ببذل الجهود الإنسانية إلى جانب جهوده السياسية والدبلوماسية مع مختلف الدول في إطار حرصه على تحقيق الأمن والسلم والاستقرار إقليمياً ودولياً. وراهن الأمير الملهم محمد بن سلمان على الوقت كقيمة مكتسبة، كونه تعلم من الملوك الذين عاصرهم العمل المضني، واكتسب محمد بن سلمان عن جده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ووالده الملك سلمان -حفظه الله- والانضباط القيادي المهاري الحازم والجازم الذي تجلى أثره إيجاباً على جميع قطاعات ودوائر الدولة. واتخذ محمد بن سلمان المنصب القيادي تكليفاً لا تشريفاً، لذا فهو من أضاف للمنصب وهجاً ومهارة وحضوراً واسماً ورسماً ومهابة وريادة الفكر المنتظم بترتيب الأفكار والرؤى الطموحة وغير المسبوقة. وكونه قائد شاب فقد استقطب الطاقات السعودية الشابة من ذوي الكفاءة والتأهيل والجدارة، وتحفيزهم وتشجيعهم والاجتماع الدوري معهم.
وتأتي وساطة ولي العهد ترجمةً لتأكيده الدائم لأطراف الصراع على مساندته للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة، وتأكيدًا على جهوده واتصالاته ومواقفه السابقة والمستمرة في كل ما يُسهم في خفض حدّة تصعيد الأزمة عبر تغليب الحل الدبلوماسي ولغة الحوار لإنهائها والاستعداد لبذل جهود الوساطة بين كل الأطراف لحلها سياسيًا. واتخذ سمو ولي العهد مبدأ الشفافية المطلقة، والمصداقية والوضوح كسمة بارزة أظهرت شخصيته، فهو يملك ناصية الكلام المتوازن بأفكار مرتبة وفكر مستنير، وإذا تحدث عن الأرقام والإحصائيات فأنت أمام بنك معلومات و»إنسايكلوبيديا» عالمية بلا مبالغةً.. وإذا تكلم أوجز وأجاد، وإذا تحدث أبدع وأقنع.. وهو يرتجل الحديث بانسيابية مبهرة ولديه إلمام وسرعة بديهة حاضرة.. لقد قامت المملكة منذ تأسيسها بجهود كبيرة لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية سلمياً، والتدخل الإنساني لإطلاق سراح المحتجزين والرهائن وأسرى الحروب، وإغاثة المتضررين العالقين في مناطق الصراع أو النازحين منها، ومن ذلك مساعداتها الإنسانية الكبيرة للاجئين الأوكرانيين في بولندا والدول المجاورة، وتمديد التأشيرات المنتهية للزائرين والسياح والمقيمين الأوكرانيين في المملكة. ويسعى محمد بن سلمان بتوجيهات الملك سلمان إلى تثبيت موقع المملكةً كقوة إقليمية عالمية نافذة كونه تبنى خطة طموحة لتحويل المملكة من الاعتماد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع، كما أنه مهندس الرؤية الطموحة 2030 التي أطلقها وصاغها لوضع المملكة في مقدمة دول العالم في جميع المجالات، فيما حبا الله الأمير محمد بن سلمان برؤية ثاقبة، وقدرة تحليلية، وفراسة فطرية، أهلته لاستشراف المستقبل وتوقع مآلاته ونتائجه، فمعرفته الواسعة بالتطورات العالمية والمستجدات السياسية منحته تلك القدرة الاستشرافية بواقعية قوامها العقل لا العاطفة، لذا كانت القرارات السياسية والتحليلات العلمية التي يقدمها أقرب للواقع وهذا ما جعله «رجل كل المراحل».
لقد اكتسب محمد بن سلمان حنكة الملك عبدالعزيز.. وحصافة الملوك السابقون -رحمهم الله-.. وحنكة وكياسة الملك سلمان، عندما تتحدث مكامن القوة لمحمد بن سلمان.. تصنع السعودية الفارق.
وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت عن أنه استمراراً لجهود سموه في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة لسموه مع الدول ذات العلاقة، تم بتوفيق الله نجاح وساطة سموه -حفظه الله- بالإفراج عن عشرة أسرى من عدة دول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.