ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلا عن خدمات الطوارئ، أن المدعي العام في جمهورية لوجانسك الشعبية التي اعترفت بها روسيا في شرق أوكرانيا لقي حتفه في انفجار قنبلة بمكتبه الجمعة. من جهتها أعلنت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أنها تريد أن ترسل «قريبا جدا» بعثة إلى مدينة إيزيوم الأوكرانية التي حررت من الاحتلال الروسي قبل فترة قصيرة، للتحقق من ادّعاءات السلطات الأوكرانية حول وجود مقبرة جماعية فيها وبحدوث تصفيات. وقالت إليزابيث ثروسيل الناطقة باسم المفوضية خلال إحاطة إعلامية للأمم المتحدة في جنيف «زملاؤنا في أوكرانيا في بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، يتحققون من هذه الادعاءات ويريدون تنظيم زيارة إلى إيزيوم لتحديد ظروف مقتل هؤلاء الأشخاص» الذين عثر على جثثهم في المدينة. وأضافت «سيؤمنون متابعة وسينظمون على ما نأمل زيارة لإيزيوم قريبا». وأكدت أوكرانيا الجمعة أنها عثرت على «حوالى 450 قبرا» في مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية قبل فترة قصيرة من الجيش الروسي في شمال شرق البلاد وقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاكتشاف بأنه «مروع» وحمل الاحتلال الروسي المسؤولية عنه. مقبرة جماعية تضم 440 جثة، معظمها لمدنيين، في بلدة بشمال شرق البلاد تمت استعادتها من القوات الروسية، ووصفوا ذلك بأنه دليل على جرائم حرب ارتكبها الغزاة في المناطق التي احتلوها لشهور. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور الليلة الماضية «روسيا تترك الموت وراءها في كل مكان ولا بد من تحميلها المسؤولية». وستكون المقبرة الجماعية الواقعة في إيزيوم، وهي معقل روسي سابق على خط المواجهة، الأكبر التي يتم العثور عليها في أوروبا منذ المقابر الجماعية التي خلفتها حروب البلقان في تسعينات القرن العشرين. واستعادت القوات الأوكرانية إيزيوم بعد فرار آلاف الجنود الروس من المنطقة، تاركين الأسلحة والذخيرة. وقال قائد الشرطة إيجور كليمينكو في مؤتمر صحفي إن جميع الجثث التي استخرجت حتى الآن من الموقع بدا أنها لمدنيين، إلا أن هناك معلومات بأن بعض الجنود يحتمل أنهم دفنوا في الموقع أيضا. وكتب ميخايلو بودولاك، مستشار زيلينسكي، على تويتر باللغة الإنجليزية في تعليق أعلى صور غابة حيث تناثرت الصلبان الخشبية في أرض موحلة «تفشى الترهيب والعنف والتعذيب والقتل الجماعي لشهور في الأراضي المحتلة». ولم تعلق روسيا على الفور على تقارير المقبرة الجماعية. ونفت قبل ذلك ارتكاب جنودها لفظائع خلال الصراع. وتصف موسكو ما تقوم به في أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع السلاح. وفي كوبيانسك، وهي مدينة تتجمع فيها خطوط السكك الحديدية في شمال شرق أوكرانيا، أدت استعادة قوات كييف لها جزئيا يوم السبت إلى قطع خطوط الإمدادات الروسية وانهيار سريع للجانب الروسي على الجبهة، وتؤمن وحدات صغيرة من القوات الأوكرانية المدينة شبه المهجورة. دماء على الأرض وجرى إخلاء مركز شرطة كانت تحتله روسيا على عجل في كوبيانسك، التي تبعد بنحو 60 كيلومترا إلى الشمال من إيزيوم. وبعد أسبوع من المكاسب السريعة في الشمال الشرقي، سعى المسؤولون الأوكرانيون إلى تخفيف سقف التوقعات بأنهم قد يواصلون التقدم بهذه الوتيرة. وأوضحوا أن القوات الروسية التي فرت من منطقة خاركيف تتموضع حاليا وتخطط للدفاع عن الأراضي في منطقتي لوجانسك ودونيتسك المجاورتين. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «من المشجع جدا بالطبع أن نرى أن القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على استعادة الأراضي وكذلك شن ضربات خلف الخطوط الروسية». وأضاف «وفي الوقت نفسه، إننا بحاجة لفهم أن هذه ليست البداية لنهاية الحرب. علينا أن نكون مستعدين لفترة طويلة». ولم يعلق بوتين علانية بعد على الانتكاسة التي مُنيت بها قواته في ميدان المعركة هذا الشهر. ويقول مسؤولون أوكرانيون إنه جرت استعادة 9000 كيلومتر مربع، أي ما يعادل تقريبا مساحة جزيرة قبرص. وتشن أوكرانيا أيضا هجوما واسعا لاستعادة الأراضي في الجنوب، حيث تسعى لمحاصرة الآلاف من القوات الروسية الذي انقطعت عنهم الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة خيرسون، المدينة الكبيرة الوحيدة التي تحافظ روسيا على سيطرتها عليها منذ بداية الحرب. ونشرت وكالة الإعلام الروسية الحكومية مقطع فيديو يظهر تصاعد الدخان من مبنى الإدارة الذي تحتله روسيا في خيرسون، بعد ما يبدو أنها هجمات صاروخية أوكرانية. وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس المنطقة المعين من جانب روسيا، للتلفزيون الروسي الحكومي إن أحد أجنحة المبنى قد دُمر عمليا وإن هناك قتلى وجرحى، إلا أنه من المبكر تحديد عددهم. ولم يعلق المسؤولون الأوكرانيون على الفور. وفي الشرق، ذكرت وكالات أنباء روسية أن المدعي العام للإدارة الانفصالية الموالية لروسيا في لوجانسك ونائبه لقيا حتفهما جراء انفجار في مكتبيهما. كما أبلغت روسيا عن ضربات عبر الحدود في منطقة بيلجورود. وتسببت الحرب وما أعقبها من فرض عقوبات على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة خاصة في أوروبا التي تعتمد على النفط والغاز الروسيين. وأعلنت ألمانيا اليوم الجمعة أن الجهات التنظيمية وضعت يدها على الفرع الألماني لشركة النفط الروسية روسنفت، بما في ذلك مصفاة عملاقة تزود العاصمة برلين بمعظم احتياجاتها من الوقود. وتعتمد مصفاة شفيت على النفط الذي يتم ضخه من روسيا عبر خط أنابيب «الصداقة» إلى دول شرق أوروبا الشيوعية سابقا. ويقول مسؤولون ألمان إنهم يتوقعون ألا تستقبل البلاد نفطا روسيا بعد الآن. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 600 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل أنظمة الصواريخ عالية الحركة هيمارس وذخيرة مدفعية. وأرسلت الولاياتالمتحدة حوالي 15.1 مليار دولار في صورة مساعدات أمنية إلى كييف منذ انطلاق الغزو الروسي في 24 فبراير.