قريباً يبدأ الموسم المسرحي الثالث ضمن موسم الرياض والذي تنظمه هيئة الترفيه، وفي ذلك عودة جديدة للمسرح الاجتماعي الجماهيري للمرة الثالثة على التوالي، كذلك عودة هذا اللون من المسرح من خلال هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، فخلال الموسمين الماضيين ظهر جيل جديد من الشباب الفنانين ومن الجمهور المسرحي أيضاً، وكلا الفنانين والجمهور رغبا بالمسرح الاجتماعي الذي يلامس مواضيعهم وقضاياهم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة، والحقيقة أن ما يحدث للمسرح حالياً يدعو للدهشة والفرجة والبهجة والفرح بهذه العودة، حيث شاهدنا كثافة العروض المسرحية قابلتها كثافة الإقبال الجماهيري، فمثلاً في موسم الرياض قدم المسرح السعودي والخليجي والعربي مسرحيات لاقت إقبالاً جماهيرياً نفدت التذاكر قبل بدء كل عرض لمسرحية، وهذا يدل على أن الجمهور يتجه للمسرح متى ما رأى الإعلان عنه خاصة المسرح الكوميدي الموجود فيه مشاهير التمثيل وما يسمى بنجوم الفن الدرامي. الذين يكتبون للمسرح خاصة الجدد بعضهم يصعب عليهم الكتابة للمسرح الاجتماعي الجماهيري، وسر الصعوبة أنهم اعتادوا على الكتابة للمسرح الجاد والذي ساد العقود الثلاثة الماضية تحت مسمى التجريبي! وللكاتب أقول لا صعوبة في الكتابة إذا كان لديك حب للفن المسرحي، وتجد في نفسك الرغبة للكتابة المسرحية الاجتماعية التي تخص مواضيع مجتمعك بشكل مباشر في إطار كوميدي هادف، فالمسرحية الاجتماعية تعتمد أولاً: على القصة أو الحبكة، بحيث تكون القصة قابلة للتحول إلى نص مسرحي، فليس كل قصة يمكن أن تصبح عملاً مسرحياً كالقصة التي تجري أحداثها في أكثر من مكان ما لم تقرر توحيد المكان أو تقليله إلى ثلاثة أماكن فأقل، ولابد لك أن تجيد تحويل الحبكة أو الفكرة إلى حبكة مسرحية بأن ترسم أبعادها وهيكلها وتعرف ماذا تنوي أن تقوله في كل فصل أو مشهد. ثانياً: الشخصيات وهي التي تتطلب رسم ملامح كل شخصية وطريقة تعاطيها مع الحدث ودورها في العمل ككل حتى تصل بالجميع إلى الذروة ثم النهاية، مع محاولة تقليل الشخصيات إن أمكن، ولا تترك شخصية موجودة بالمسرحية بلا حوار أو هدف. ثالثاً: الحوار الذي لابد أن تكون لديك القدرة على تقمص أنماط شخصيات العمل المختلفة وطريقة تفكيرها، فكل شخصية تتحدث بطريقة مختلفة وبكلمات معينة، فليست كلمات الطبيب ككلمات المزارع أو لاعب كرة القدم. أخيراً، تبّقى عودة المسرح الرائعة من الجهات الرسمية المسؤولة عنه، مثل هيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الترفيه، اللتين أخذتا على عاتقهما مسؤولية مسرح المجتمع كواحدة من أهم وأبرز الفعاليات ووسائل الجذب والترفيه ومتنفس للعديد من الفنانين المسرحيين "مؤلفين، ممثلين، مخرجين وفنيين" ليقدموا إبداعاتهم، كذلك متنفس للجمهور الذي رأى نفسه ضاحكاً متبسماً في ليالٍ مضيئة بالفن المسرحي.