عندما أكتب عن المسرح فأنا لا أكتب إلا عن مسرحنا الاجتماعي الجماهيري الذي يحضره الجمهور عن طريق شباك التذاكر والمسمى بمسرح النجوم، هذا المسرح نشأ من خلال جمعية الثقافة والفنون بكافة أفرعها بمناطق المملكة سنوات طويلة منذ بداياته «1393ه» لكنه مابين «1410 إلى 1440ه» انتابته حالة شبه غياب وانطفاء، حيث كان له دور تنويري بالمجتمع ومؤثر إيجابي في بناء الوعي العام وتعزيز الروح الجماعية في العمل الفني، المهتمون بشؤون هذا النوع من المسرح وفي فترة الغياب كانت لهم متطلبات ترتكز على وجود أرضية ملائمة كالتجهيزات الفنية من مسارح ودعم لوجستي ونفقات مالية مجزية، تحرير المسرح من الروتين الطويل داخل المؤسسات الرسمية، كذلك مطلب إسناده للقطاع الخاص الذي يمثله المنتج المسرحي. مع إشراف ومتابعة الجهة الرسمية المعنية بالأمر، حيث كانت المطالب ترى أن تكون الرؤية للمسرح الاجتماعي ذات وجهين، الوجه الأول فني له علاقة بآليات المسرح من نص وأداء وإخراج وديكور وإضاءة، والوجه الثاني في حقيقته اجتماعي يرتبط بالسياق الاجتماعي الذي من خلاله يتحرك فيه المسرح، هذا المسرح الاجتماعي الجماهيري عاد مجدداً للواجهة وبقوة منذ أربع سنوات تقريباً من خلال هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، كذلك من خلال هيئة الترفيه، عاد ومعه عناصر النجاح المتمثلة في «1- المؤلف المسرحي صاحب الحضور الإبداعي» ، «2 - عنصر الممثل الموهوب القادر على توصيل الإحساس وتقمص العديد من الشخصيات التي تجسد قطاعات المجتمع، «3 - الإخراج المسرحي الذي يقدم المسرحية في إطار شامل تؤدي فيه كافة العناصر دوراً متناغماً يكتسب أهميته من تضافره في بلورة رؤية نافذة على الواقع، «4 - عنصر البنية التحتية للمسرح والتي تتمثل في إيجاد قاعات مسرحية مجهزة فنياً بأحدث ما توصلت إليه التقنية المسرحية الحديثة. هذه المطالب وتلك العناصر حققتها هيئة المسرح والفنون الأدائية وهيئة الترفيه، حققتا تطلعات كل مبدع ومهتم مسرحي، حيث أصبح للمسرح رعاية ذات مرجعية وشخصية اعتبارية وانتماء فعلي، الآن عاد مسرحنا السعودي الاجتماعي مجدداً بنجومه وحضوره المبهر، عاد ليأخذ منا همومنا وقضايانا بجدها وهزلها ليطرحها لنا على خشبته بحوارات ونقاشات مفرحة ومحزنة، عاد المسرح وعادت معه بروفات الطاولة والتي تعني قراءة النص مع المؤلف يقرؤه المخرج والممثلون، عادت مواعيد وجدول التدريبات وعادت الروح والحياة الفنية ل «أبو الفنون» بعد غياب قسري كاد المسرحي المبدع أن ينطفئ عن جمهوره، فشكراً لهيئة الترفيه وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وكلنا أمل أن يكون القادم منهما أجمل وأروع للمسرح السعودي الاجتماعي.