ما شاهدناه سابقاً ونشاهده حالياً وما سنشاهده لاحقاً من عروض مسرحية اجتماعية جماهيرية بمناسبات الأعياد والمواسم بالمدن الرئيسية بالمملكة، ليس إلا إعلاناً بعودة جديدة للمسرح الاجتماعي الجماهيري السعودي، بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، بسبب طغيان المسرح النخبوي أو بما يسمى بالمسرح التجريبي، الذي يعتمد الفقر في الإنتاج والرخص في العرض، الأمر الذي يؤدي إلى عدم حضور الجمهور له!! هذه العودة التي أتت بعد توقف طويل، ظهر منها جيل جديد من الشباب الفنانين المؤلفين والمخرجين والممثلين والفنيين، كذلك ظهر جيل جديد من الجمهور المسرحي، كذلك شهدت عودة الفنانين القدماء والجمهور من الجيل القديم والذين امتزجوا وتناغموا مع الجيل الجديد من الفنانين والجمهور، وكلا الفنانين والجمهور والقديم والحديث رغبوا المسرح الاجتماعي الذي يلامس مواضيعهم وقضاياهم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة، والحقيقة أن ما يحدث للمسرح حالياً يدعو للدهشة والفرجة والبهجة والفرح بهذه العودة، حيث شاهدنا كثافة العروض المسرحية قابلها كثافة الإقبال الجماهيري، فمثلاً بموسم الرياض قدم أهل المسرح السعودي والخليجي والعربي مسرحيات لاقت إقبالاً جماهيرياً ونفدت التذاكر قبل بدء كل عرض لمسرحية، الأمر نفسه عندما تم إعادة بعض المسرحيات التي تم عرضها بموسم الرياض إلى عرضها بعيد الفطر المبارك الماضي في بعض المدن، كما هو حال مسرحية "طار بالعجة" التي تم عرضها في أبها بدءاً من ثالث أيام العيد ولمدة ثلاث ليالٍ، هذه العوده المسرحية وهذا الإقبال الجماهيري إن دل على شيء فإنما يدل على أن الفنان المسرحي وجمهوره يتجه لخشبة المسرح متى ما رأى الإعلان عنه خاصة المسرح الكوميدي المتواجد فيه مشاهير التمثيل وما يسمى بنجوم الفن الدرامي، أخيراً تبقى عودة المسرح تأتي من الجهات الرسمية المسؤولة عنه، ولعل من أبرز وأهم هذه الجهات المنتجة والراعية والحاضنة "هيئة الترفيه" التي أخذت على عاتقها مسؤولية مسرح المجتمع كواحد من أهم وأبرز الفعاليات ووسائل الجذب والترفيه فيها، فبلا شك هيئة الترفيه جعلت من المسرح متنفساً للعديد من الفنانين المسرحيين "مؤلفين، ممثلين، مخرجين وفنيين" ليقدموا إبداعاتهم، كذلك متنفساً للجمهور الذي رأى نفسه ضاحكاً متبسماً في ليالٍ مضيئة بالفن المسرحي.