اشتبكت فصائل ليبية مسلحة في الضواحي الغربية لطرابلس صباح السبت، فيما عززت القوات المتحالفة مع حكومة عبدالحميد الدبيبة سيطرتها على العاصمة. ووقعت الاشتباكات في منطقة ورشفانة غربي طرابلس، والتي كانت مسرحا لاشتباكات متكررة خلال أعمال عنف وفوضى امتدت على مدى 11 عاما منذ أن أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي الذي حكم البلاد لعقود. وتأتي الاشتباكات، إلى جانب سيطرة فصيل كبير موال للدبيبة على مقر عسكري في جنوبطرابلس، بعد أسبوع من أكثر أعمال العنف دموية في عامين، حين خاضت عدة فصائل متناحرة قتالا في العاصمة ومحيطها. وأدى القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي إلى طرد عدة جماعات متحالفة مع منافس الدبيبة في منصب رئيس الوزراء - وهو وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي عينه البرلمان في الشرق لرئاسة حكومة جديدة. واستمرت المواجهة بين الرجلين لأشهر، واصطف الفصيل الشرقي القوي في ليبيا خلف باشاغا، في حين كانت الفصائل العديدة التي تسيطر على طرابلس وبقية الشمال الغربي منقسمة. وبعد قتال الأسبوع الماضي، زار كل من باشاغا والدبيبة تركيا، التي ساعدت الفصائل الغربية المنقسمة الآن على التصدي لهجوم من الشرق في عام 2020. وتحتفظ تركيا بوجود عسكري حول طرابلس، يشمل طائرات مسيرة يمكنها أن تلعب دورا حاسما في تحديد نتيجة أي قتال كبير إذا قررت دعم أحد الجانبين. ووردت تقارير غير مؤكدة الأسبوع الماضي عن استخدام طائرات مسيرة ضد الفصائل التي تدعم باشاغا. وتعثرت الدبلوماسية لحل الأزمة الليبية. وفي وقت متأخر الجمعة، عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مبعوثا خاصا جديدا إلى ليبيا، لكن مع انقسام مجلس الأمن الدولي، من غير الواضح مدى النفوذ الذي سيتمتع به عبدالله باثيلي في هذا المنصب. وفي الاشتباكات التي اندلعت صباح السبت، قال شاهد إن قذائف مورتر أُطلقت في ورشفانة، وهي منطقة زراعية بها قرى وبعض المناطق الحضرية بين طرابلس ومدينة الزاوية غرب البلاد. وخلال القتال الذي دار الأسبوع الماضي، ترددت أنباء حول التصدي لفصيل رئيس متحالف مع باشاغا مقره الزاوية، ضمن جماعات أخرى، عند أطراف العاصمة. وفي حي عين زارة بجنوبطرابلس، استولى فصيل قوي يدعم الدبيبة على مقر أمني خلال قتال الأسبوع الماضي، ووقف مقاتلون وسيارات عليها شارات هناك صباح السبت وأقيمت نقاط تفتيش في الجوار، وسيخلف باتيلي السلوفاكي يان كوبيش الذي شغل سابقا منصب المبعوث الخاص ورئيس بعثة أونسميل واستقال في نوفمبر الماضي. ويمتلك الممثل الخاص الجديد باتيلي خبرة تزيد على 40 عاما شغل خلالها مناصب ضمن حكومته الوطنية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الإقليمية ومنظومة الأممالمتحدة. وذكر البيان أن باتيلي شغل في أحدث مهامه مع الأممالمتحدة في عام 2021 منصب الخبير المستقل للمراجعة الاستراتيجية لبعثة أونسميل.