تشهد العاصمة الليبية في هذه الأثناء هدوءا حذرا بعد توقف الاشتباكات التي اندلعت منذ ليلة البارحة واستمرت أغلب اليوم السبت. ووفقا للصفحة الرسمية لوزارة الصحة في طرابلس، فقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط 23 قتيلا، و140 جريحا، وغادرت 38 حالة المستشفيات بعد تلقيها الرعاية الطبية. وتواترت أنباء متطابقة تشير إلى انسحاب القوات الداعمة لحكومة فتحي باشاغا، في المحاور الأربعة التي اشتعل فيها القتال، ففي وسط طرابلس، تمكنت قوة دعم الاستقرار التابعة للدبيبة من السيطرة على معسكر 777 بعد انسحاب قوة تابعة لباشاغا منه. وفي مدخل العاصمة الغربي، انسحبت قوات باشاغا بعد تقدمها نهارا إلى ما بعد جسر ال 17. وفي المدخل الجنوبي للمدينة، لم تتمكن قوات باشاغا التي يقودها اللواء أسامة جويلي من دخول المدينة، في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء "لم يتم التثبت منها بعد" تفيد باستخدام قوات الدبيبة طائرات مسيرة لصد قوات جويلي. وفي شرق المدينة، تمكنت القوات الداعمة للدبيبة من صد قوات باشاغا القادمة من مدينة مصراتة والمتجهة نحو طرابلس، بعد اشتباك سريع وقع بينهما في مدينة زليتن /175 كيلومترا شرق طرابلس/. وبدأت الاشتباكات ليلة البارحة، واندلعت أولا بين قوتي 777 الداعمة لباشاغا، ودعم الاستقرار المؤيدة للدبيبة بسبب مناوشات بدأت بين أفراد القوتين. وسرعان ما أخذ القتال طابعا سياسيا على خلفية الصراع بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة، فتحي باشاغا، والتي تريد دخول العاصمة، وحكومة الوحدة الوطنية، برئاسة، عبد الحميد الدبيبة، المتمترسة في طرابلس. وأظهرت مقاطع مصورة حجم الخراب الذي حل بالممتلكات العامة والخاصة وسط المدينة، ومن ضمنها مبنى البريد الرئيسي وأحد مقار السجل العقاري، بالإضافة لبعض المرافق الصحية والخدمية والمنازل والسيارات.