الكثير منا لا يدرك أن ثمن النجاح هو الفشل، الكل يخاف من التجربة خوفاً من الانتقادات التي قد توجه له، وقد تصل للتجريح والإساءة، وبسبب ذلك قد ينتهي شيء اسمه الإصرار والعزيمة، نعم هناك من البشر من يكسر مجاديف الأمل عند الآخرين إما عن جهل، وهذا قد ينفع معه تعليمه وتوعيته، وأما الذي بدافع الحقد والحسد فهذا يصعب علاجه، وعلينا أن نحذره، فأمثال هؤلاء كثير، فهم يحيطون بنا من كل جانب فاحذرهم. فإن وقع الفشل وأصابك فما عليك إلا أن تتقبله لحين يأتي الله بأمره، وهذا مما يجعلك تعيد التجربة مرة أخرى وحينها قد يكون النجاح حليفك المنتظر فلا تيئس. وهنا أحذر الآباء والأمهات من محاولة قتل الإرادة والعزيمة في نفوس أبنائهم بسبب الفشل؛ لأن الفشل له أسباب عديدة، فهناك ما هو فوق طاقة الإنسان نفسه ولا يقدر على تغييره أو على أقل تقدير في الوقت الحالي يصعب تغييره، وليس بيده ليقوم بتغييره أو من فعل البشر بسب الحقد والحسد وهذا يحصل دائماً في مجال الاجتماعات البشرية وخاصة في العمل. وفي كل الأحوال وحتى تطمئن نفسك تذكر أن كل شيء بيد الله، النجاح والفشل، العطايا والمصائب، التسهيلات والصعوبات كلها بيد الله جل شأنه، فلا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، علينا التوكل على الله تعالى مع العمل قال الله تعالى (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) الطلاق 1، وقال الله تعالى (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) الحديد 22، وقال الله تعالى (ولا تيئسوا من روح الله) يوسف 87، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم. في الختام نسأل الله السلامة للجميع والتوفيق والنجاح وأن يحمينا من شر حاسد إذا حسد.