الحظ شماعة نلجأ إليها.. عند كل فشل.. مع كل مصيبة.. بعد كل خيبة.. إثر كل سقوط.. نعلق عليها كبواتنا.. نحملها مسؤولية عدم نجاحنا.. عجزنا عن مواكبة تقدم الآخرين.. قفزاتهم.. نهوضهم.. ارتقائهم.. شموخهم.. نغفل عن سر النجاح يوم أن نتغافل عن ضعف إرادتنا.. قلة خبرتنا.. افتقادنا أدنى مقومات العزيمة والإصرار.. عدم اهتمامنا بدراسة المشروع قبل دخول معمعته.. فنحن لا نكترث أو نعبأ بأن فاقد الشيء لا يعطيه.. نتوهم فننطلق.. نحلم فنتقدم.. نأمل فنبادر.. ننطلق دون إعداد جيش النجاح.. نجزم بالنصر.. والنصر فحسب.. عالمنا ليس فيه متسع لاحتمال السقوط والفشل.. الأمر الذي نصبح معه كالمجانين متى حلت بنا نازلة الفشل أو ألمّت بنا كارثة الخسارة.. فتكون ضربة مزدوجة ننسى معها كلّ أسباب الخير الموعود بها المؤمن.. كل أمر المؤمن خير.. (إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له.. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).. وهذا الإنسان تجده متى أصاب نجاحاً في هذا المشروع أو ذاك.. راح ينسب نجاحه إلى الحظ السعيد.. ينسى أن ما أصاب من خير فبإذن الله.. الأمر الذي يغفل معه عن شكر المنعم.. فيحرم ثمرة الشكر {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (الآية 7 - سورة إبراهيم). [email protected]