نحن نعلم أن الحياة ليست سعادة ولا حُزن دائم ، فلكل إنسانٍ على وجه هذه الكرةِ الأرضية حادثة هي مصدر تغْيُّره من حالٍ إلى حال وتعتبر هي إما مصدرُ قوتِهِ أو ضُعفِهِ أيضًا. فعندما يكونُ الإنسانُ حزينًا أو سعيدًا فبالحالتين يُعتبَرُ حظُهُ جيدًا. لماذا ! لأننا مؤمنين بالله .. فقد قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ". عندما قررتُ كتابةَ هذا المقال فكرتُ بشكلٍ جديّ في كُلِ مُشكلةٍ مرت علي , و في كل حُزنٍ مر علي, و لو أتحدثُ بما حصل لي البعض سيرى أنها ليست بمشكلة ,و البعض سيرى أنها مشكلة صغيرة ، البعض سيضحك ويرى أنها تافهة والبعض سَيُواسيني, والبعض سَيُساعدني, و لكنها علمتني درسًا لم يكن بالحسبان ولا يمكن أن يكونَ هُناكَ إنسانٌ ناجح بدونِ عقبات. الإنسانُ الناجح هو الذي يرى بكل عقبةٍ فُرصة وهذا هو تعريفه. و على الرُغمِ من أن هُناك أُناسٌ يعلمون حقًا من هو الإنسان الناجح إلا أنهم يخشونَ التطور يخشون التَقَدُمَ إلى الأمام. و يقولونَ: " نحنُ نتمسك بهذه العقبةِ المؤلمةِ , لا نستطيعُ التفريطَ بها خوفًا من أن قد يحصُل لنا ما قد حَصَلَ سابِقًا أو أن تُصيبنا حادثةٌ أُخرى أَكبر !". نعم , هُم قد اختاروا البقاءَ و العيشَ تحتَ ظِلِ هذه العقبةِ مهما كانت. انا لا أعلمُ لماذا يتمسكُونَ بإمرٍ يؤلِمُ حياتَهُم إلى هذهِ الدرجة.. لماذا تتمسكُ بِذكرَياتٍ سَيئةٍ تكادُ أن تُصبِحَ رمادًا ! لماذا لا تتقدمُ و ترى النُورَ الذي يُشِعُ خَلفَ هذهِ العقبة ؟ لماذا لا تنجذِبُ نحوَ نُورِها ! لهذا السبَبِ عِندما بدأتُ أُفكرُ بالعقباتِ التي مرت عليّ , بدأتُ أرى أنني محظوظةٌ بأنها حصلت لي , لأنني بدأتُ أرى نُور الحظِ بالأشياءِ السيئة ! رأيتُ أن جميعَ الأمور التي نَشعرُ بأنها سيئة هي ليست سيئة في الحقيقة وإنما جيدة! لماذا؟ لأنها هي التي علمتني كيف أستطيعُ الوقوفَ بنفسي , كيفَ أخطو أول خطوَةٍ صحيحةٍ بحياتي . عندما كُنا صِغارًا كانوا أهالينا هُم الذينَ يعلموننا ما هوَ الصحُ و الخطأ .. و يقومون بحمايتنا ويُحرِكُونا كيفما شاءوا .ولكن عِندما كَبِرنا أصبحنا نُواجه أمورًا جديدةً بالحياة , مشاكلَ لم يتكلموا عنها مُسبقًا , مَشاكِلَ حَلُها ليسَ بَينَ أيديهِم بل بين أيدِينا !وهذا لا يعني أن مشاكِلنا حدثت بسببهم وإنما حدثت بسببِ جهلِنا وقلةِ تجارُبِنا. هذا هُوَ أنت إِنسانٌ لا بُدَ أن تُخطئ فأنت لستَ بمعصومٍ من الخطأ فبالنهايةِ أنتَ بشرٌ لستَ بملاك. هذا يعني أنكَ ستُخطِئ مرةً ومرتينِ وثلاث .... إلخ. وعندما تتجاوزُ هذهِ العقبات التي تُواجهك أنا أُؤمِن أنكَ سَتُصبِح أقوى سَتُصبِح حذِرًا أكثر ستُصبِح واعيًا أكثر بالذي يحدثُ حَولك . حتى لو خَسِرتَ وظيفَتكَ مثلًا فهذا ليس فشلاً ولا انتحار ولو خَسِرت أحبابكَ و أصدِقائك هذا أيضًا ليس فشلاً ولا انتحار وحتى لو خَسِرتَ أُمورًا كثيرةً تعنيك فلا تُعتبر فشلًا أوِ انتحارًا. أيُها القارِئُ هل تَعلَمُ أنني أُؤمن بِأنهُ لا يُوجد فَشلٌ في هذهِ الحياة لأنه لا يُوجد فشلٌ ونحنُ بين يديّ الله.. للأسف أن كلمةَ الفشل بحياتِنا رُسمت بطريقةٍ مُعينةٍ تَجعَلُنا نكرهُ الحياة ! ارتبطَ الفشلُ بحياتِنا وكأنهُ الموت ! لماذا لا نُغير أنا و أنتَ مفهومنا عنِ الفشلِ ونقولُ أن الفشلَ لا يوجدُ بِحياةِ المؤمنِ وإنما توجدُ عقباتٌ صغيرةٌ تواجِهه فقط و أنها هِيَ طريق و سلم النجاح . لابد أن تعلمَ أن أي عقبةٍ تمُر بك , تستطيعُ أن تتجاوزها مهما كانت إذا أردتَ ذلك. فلتقُل انا محظوظٌ لفشلي لأنه جعلني اكثر تقدمًا. أنا محظوظٌ لتعبي لأنه أخبرني أن الصحةَ كنزٌ ثمين. أنا محظوظٌ بالأمورِ السيئة لأنها هي التي صنعتني هي التي علمتني هي التي صقلت شخصيتي و لأني بدونِها لم أكن سَأُميز هل أنا فريدٌ من نوعي أم لا. فاللهُ سُبحانهُ ميَّزكَ بِالعقلِ والتفكيرِ فأَعطاكَ عقلًا لتُفكرَ بهِ , فلا بُد أن تجدَ بِكلِ عَقبةٍ تُواجِهكَ فُرصةٌ لِلنجاحِ. انا اذكرُ مقولةً تقُول عِيش الحياة بِاعتدالٍ و المشاعرَ أيضًا. فالله سُبحانهُ وَتعالى قال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ). إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.