تتميز سعادة المؤمن عن غيره بأنها سعادة روحية تنبع من أعماق النفس بينما سعادة غير المؤمن حسية تنتهي بانتهاء المؤثرات الخارجية، إنك تجد في الغرب مثلاً الكثير من الرجال والنساء يشربون الخمور ويتعاطون المخدرات ويمارسون الرذيلة كل هذا نتيجة للهموم والغموم التي تطاردهم صباح مساء فيهربون منها بالمسكرات والمخدرات لينسوا أحزانهم التي لاتلبث أن تعود مرة أخرى بعد صحوهم، إن السعادة ليست في الهروب من الذات كما يفعل هؤلاء بل بمواجهتها وإصلاحها. إن نفسية المؤمن متوازنة إن آتاه الله من خير الدنيا لم يفرح فرحاً طاغياً وإن ابتلاه الله بمصيبة علم أن صبره عليها سيرفع درجاته عند ربه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه علم أن صبره وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا يحزن على ذلك، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». أما الكافر فيفرح فرحاً طاغياً إذا اتاه الله شيئاً من متاع الدنيا ويحزن ويجزع إذا حلت به أدنى مصيبة. فرحة المؤمن بما يؤتيه الله من الملذات الحسية مضاعفة فهو بالإضافة إلى فرحته وسعادته الداخلية الروحية تأتي اللذة الحسية المباحة داعمة ومعززة لها. المؤمن يعيش غالباً بين المؤمنين في مجتمع يحترم الصغير فيه الكبير ويرحم الكبير الصغير ويبر الولد والديه ويصل ذوو الأرحام أرحامهم ويساعد الجار جاره، أما الكافر فإنه يعيش في مجتمع تسوده الجريمة ولا يسأل فيه أحد عن أحد. الكافر إذا كان لوحده يحس بأن الوحدة تكاد تقتله أما المؤمن فإنه لا يشعر بالوحدة إنه يشعر أن الله تعالى معه يكلؤه برعايته ويشمله برحمته في كل حين فهو يقرأ قوله تعالى:« وهو معكم أينما كنتم». المؤمن متفائل يحمل في يده سراج الأمل فهو يضم في قلبه قول الله تعالى:« إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون». أما الكافر فإنه متشائم قلق خائف من المستقبل المجهول إنه يشعر أن كل يوم يمر به هو خطوة إلى الشيخوخة ولا تسل عن معاملة الناس للمسنين في الغرب، إنهم يعاملون كما لو كانوا قطع أثاث قديمة يجب التخلص منها فشتان بين سعادة المؤمن الدائمة في الدنيا والآخرة وسعادة الكافر المتقطعة في الدنيا المعدومة في الآخرة.