هل ينجح مشروع أو تنجح منظمة من دون فريق عمل منسجم يشارك أفراده بعلمهم وفكرهم ومشاعرهم في تحقيق الأهداف المشتركة؟ كيف يتحقق هذا الانسجام، وكيف يعمل الفريق دون مشكلات، وكيف يتم تحقيق التوازن بين الأهداف العامة والأهداف الخاصة؟ أسئلة يجيب عليها عمليا أولئك المديرون الذين يتمتعون بصفات قيادية. المدير القيادي يشعر أفراد الفريق أنه عضو معهم بسبب تواضعه، وهذا التواضع لا يجعله يجامل على حساب الأداء والنتائج والجودة، هو عضو في الفريق يشارك بداية بتشكيل فريق العمل، ثم بوضوح المهام والأهداف المراد تحقيقها، ثم بالمتابعة والنقاش، وتعزيز مبادئ التفكير المهني والحوار الموضوعي والعدالة، وتجنب إبراز شخص واحد من أعضاء الفريق كرمز يحظى بكل الدعم والتحفيز والأضواء والتقدير وكأنه يعمل لوحده. فريق العمل الناجح هو الفريق الذي تتوفر فيه المعرفة والقدرات الإدارية والإخلاص لأهداف الفريق، وإثراء العمل بالآراء المستقلة وتجنب (نعم) لكل آراء المدير دون نقاش، الفريق المنسجم يرحب بتعدد الآراء، ويعترف بالمشكلات والأخطاء ويبحث عن الحلول وليس عن كبش فداء. المدير الذي يستخدم كلمة (نحن) بدلا من (أنا) يعزز العمل الجماعي ويشعر كل عضو في الفريق بأهميته. المدير الذي يسعى للنجاح يدرك أن بناء فريق يتوفر فيه الكفاءة والانسجام والإخلاص هو أساس النجاح، هو الذي ينسب النجاح للفريق وليس لنفسه، يقيم العمل والنجاح بمهنية عالية، لا يبالغ، يبدأ بالإيجابيات ثم يفتح المجال لنقاش حر موضوعي يشعر فيه كل عضو بأجواء مشجعة على إبداء الآراء والملاحظات والمقترحات، المدير الناجح يستقطب الكفاءات وليس الصداقات، وهذا لا يمنع من استقطاب صديق أو قريب بمعيار الكفاءة وليس بالمعيار الشخصي، المدير المميز يستطيع تشكيل فريق عمل يملك الرقابة الذاتية ولا يحتاج إلى متابعة ولا ينتظر التوجيهات. المدير القائد لن يحاسب فريق العمل على عدم انتظار التعليمات والتوجيه لأنه يثق أنهم يتصرفون بمسؤولية وحسب صلاحياتهم وحسب متطلبات الموقف، وحسب قدراتهم التي اختارهم بسببها، ومنها القدرة على اتخاذ القرارات، وفي حالة عدم التوفيق لا يتهرب المدير من المسؤولية لأن المسؤولية مشتركة والمدير جزء من فريق العمل بحضوره ومن دون حضوره.