في وقت تتجه السعودية لتعزيز صناعات الذكاء الاصطناعي كبنية تحتية لمختلف المجالات الحيوية، توقع مختصون بزيادة الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في المملكة مع التوسع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من شأنها تعزيز الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية والشراكات في القطاع الصحي إلى السعودية. وفي هذا الشأن قال الدكتور عبدالرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بجازان ل"الرياض": إن القطاع الصحي والرعاية الصحية والصناعات الدوائية في المملكة ستكون أحد أكثر القطاعات المحظوظة ومستفيدة من التوجه السعودي لتوطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كأحد أهم روافد تطوير خدمة الرعاية الصحية، مما ينعكس على زيادة الاستثمارات في هذا القطاع خلال الفترة المقبلة، الذي يتجاوز حجمه 150 مليار ريال حجم الاستثمار في المجال الصحي بالمملكة. وأوضح أن باعشن أن الجهات المسؤولة عن القطاع وفي مقدمتها وزارة الصحة، استطاعت أن تنجز الكثير من تكنولوجيا الصناعات المتعلقة بالرعاية الصحية، حيث ثبت ذلك خلال أزمة كورونا، متوقع في هذا الصدد تدفق استثمارات كبيرة في المجال ما يعني بزيادة مساهمة القطاع الخاص إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي تطلع أن تبلغ مساهمته الاقتصادية بنسبة 65 في المئة، في ظل رغبة كبيرة لدى المستثمرين العالميين في مجال الصناعات الصحية والدوائية. وتوقع باعشن أن يسهم القطاع الصحي في الاقتصاد الوطني بشكل أكبر في الفترة المقبلة، مما يعزز استراتيجية جهود التنويع الاقتصادي في السعودية في إطار «رؤية 2030»، والإصلاحات التي عملت عليها «استراتيجية الاستثمار» ونظام الشركات الجديد، في ظل إطلاق التحديثات حول التقدم المحرز في المشاريع الضخمة والعملاقة، مع التركيز على قطاع الرعاية الصحية والصناعات الدوائية والذكاء الاصطناعي بشكل عام. من ناحيته، أوضح رجل الأعمال السعودي عبدالله بن زيد المليحي، أن التوجه السعودي حاليا يدفع نحو تطوير نظم الصحة والرعاية الملائمة للمستقبل وفق إستراتيجية واضحة ومحددة المعالم للقدرة على استجابة الأنظمة الصحية لموجة الأمراض وتخفيف تكاليف الرعاية الصحية، ومواجهة الطبيعة المتغيرة للصحة، مشيرا إلى أن هناك زيادة وتوسع في القطاع الصحي والرعاية الصحي على أفضل النظم مع تعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لرفع مستوى الخدمات. وتوقع المليحي أن تشهد الفترة المقبلة أن تتدفق استثمارات كبيرة في القطاع تناغما مع الاتجاه العام لتعزيز القطاع الصحي وتخصيصه بشكل واسع وشامل، وجلب أحدث التجارب العالمية في مجال تحول النظام الصحي، وتهيئة إنشاء بيئة نظم صحية مستدامة، جاذبة للشراكات الإستراتيجية والتشغيلية والأكاديمية بين الأطراف المعنية، وفق رؤية المملكة 2030 وخطتها التحويلية للرعاية الصحية في المملكة. ولفت المليحي إلى أن قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة، يعد من أهم القطاعات في المملكة، ويولد الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة، حيث بلغ حجم سوق قطاع سوق الخدمات الطبية نحو 161.25 مليار ريال فيما سيتم ضخ استمارات بنحو 1.152 مليار ريال في الرعاية طويلة الأمد والأجهزة التعويضية، ضمن التزامات برنامج تحول القطاع الصحي في غضون 5 أعوام بين عامي 2021 و2026، مقدرا معدل النمو السنوي الإجمالي المتوقع من العائد من الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية طويلة الأمد حتى عام 14.8 % الحصة السوقية المتوقعة بحلول 2026.