قطعت المملكة شوطا كبيرا في التحول الرقمي، كنتيجة لتنفيذ برامج رؤية المملكة 2030، والتزام العديد من المؤسسات الحكومية بقيادة يرمي له أهداف التحول الرقمي، وبالتعاون مع الشراكات الذكية مع القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في القطاع، الأمر الذي سيفعل سياسة تنويع وكفاءة الاقتصاد الوطني، ليكون أحد أهم اقتصادات مجموعة العشرين والذي تتجه فيه لتكون الاقتصاد رقم 15. ويتوقع اقتصاديون أن تشهد الفترة المقبلة طفرات تنموية واقتصادية كبيرة، حيث يرى الدكتور عبدالرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، أن التحول للاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي، اتخذته المملكة كخيار استراتيجي، ما يساعدها في تعزيز تنويع هيكل الاقتصاد الوطني ويسرع النمو وخلق فرص العمل للجنسين ويرفع تنافسية المنتج السعودي في الأسواق العالمية، مع توقعات بأن تصبح العمليات البيانية والرقمية التي ستطلقها في مختلف المجالات والصناعة، أكثر إنتاجية وكفاءة من خلال استخدام البيانات الضخمة، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي. ولفت باعشن في حديثه ل"الرياض"، أن هناك دلائل واضحة لأثر التوجه السعودي نحو التحول الرقمي والاستعانة بالذكاء الاصطناعي والبيانات، حيث يلاحظ تنامي الاقتصاد وتنوعه مع مرور الأعوام منذ أن انطلقت رؤية المملكة 2030، مبينا أن إعلان هيئة الإحصاء السعودية عن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لأعلى مستوى من 2011، مع توقعات البنك الدولي في تقريره الأخير، وإقراره بأن الاقتصاد السعودي يحقق نموا كبيرا، بفضل الانتعاش القوي في القطاع غير النفطي بجانب القطاع النفطي، خلال عام 2022 مرجحا بلوغه نسبة 7 في المئة دليل واضح على نجاح الاستراتيجية الاقتصادية السعودية. من جهته، توقع الاقتصادي الدكتور خالد رمضان أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسية بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن تحقق المملكة بحلول عام 2030، استراتيجيتها الأولى للذكاء الاصطناعي، من خلال تدريب 20 ألف متخصص وخبير، وأكثر من 300 شركة ناشئة، مع العمل على جذب 20 مليار دولار في الاستثمار الوطني والأجنبي في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار في القطاع ما يمكنها من المساهمة في تطوير اقتصاد المملكة، فضلا عن تحقيق برامج التنويع الاقتصادي، وسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل. وبين رمضان في حديثه أن المملكة أطلقت المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، تحت منظومة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء لتطبيق إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى المملكة في الابتكار والتطوير في الذكاء الاصطناعي، في ظل تعاون مرسوم بين وزارة الطاقة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" لدعم وتطوير ومراجعة وتنفيذ البيانات واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي في قطاعي الطاقة والغاز، مع العمل على تطوير أطر تنظيمية وخطط تحفيزية مرحبة ومرنة وثابتة لجذب الشركات والمستثمرين والمواهب. من ناحيته، شدد رجل الأعمال السعودي عبدالله المليحي، على أن استراتيجية التحول الرقمي في المملكة تمضي على قدم وساق، الأمر الذي سيساعد المملكة على تنويع الاقتصاد الوطني من خلال ترجمة برامج رؤية المملكة 2030 ذات الصلة، على أرض الواقع قبل التاريخ المضروب، مشيرا إلى أن هناك مؤشرات واضحة أعلنتها العديد من المؤسسات الحكومية من حيث التميز في الاداء ودعم التحول الرقمي، والإسهام في تحقيق التنويع الاقتصادي وكفاءة الاقتصاد وخلق فرص ألفية للشباب من الجنسين لخير دليل على نجاح الاستراتيجية المعنية بذلك. وأوضح المليحي أن إحدى أهم القنوات التي تتبعها السعودية في تحقيق استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي وتنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية، وخلق فرص جديدة ونمو قطاعات واعدة، ترتكز فيها على تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتعزيز الذكاء الاصطناعي، وصناعة البيانات، في سعيها لأن تصبح المملكة نموذجا عالميا في استخدام الذكاء الاصطناعي في التنمية، من خلال اطلاق العديد من التشريعات والمشاريع والمؤسسات لتقود البرنامج متبنية الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، نحو آفاق أرحب.