انتقل الصراع الليبي من العاصمة طرابلس إلى مدينة مصراتة، إذ اندلعت أمس (السبت)، اشتباكات مسلحة بين ميليشيا موالية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وأخرى داعمة لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، حيث بدأت المواجهات بعدما قامت مليشيا "لواء المحجوب" الموالية لباشاغا بالرماية على ميليشيا "قوة العمليات المشتركة" المحسوبة على الدبيبة، أثناء مرورها بالطريق الساحلي في اتجاه العاصمة طرابلس، وكلاهما تنتميان لمدينة مصراتة، وهو ما تسبّب في إغلاق الطرقات. وتحركت تعزيزات عسكرية وأرتال مسلّحة من الطرفين إلى موقع الاشتباكات، وهو ما ينذر بتصعيد عسكري محتمل، وسط مخاوف من اندلاع قتال بالمدينة، على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين، كما أشارت إلى وجود محاولات للوساطة لإنهاء هذه الاشتباكات. وحاصرت ميليشيا "القوة المشتركة" منزل باشاغا، وطالبته بتسليم نفسه أو مغادرة المدينة، قبل أن يتوافد بعض أهالي مصراتة وآليات مسلحة تابعة ل"كتيبة حطين" و"لواء المحجوب" لحماية المنزل، ومطالبة "القوة المشتركة" في المقابل بتسليم أنفسهم وأسلحتهم لرئاسة الأركان ما دفعها إلى الانسحاب. وتعيش ليبيا منذ أشهر على وقع توتر سياسي متصاعد ومحتدم، بين رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة، إلى الحكومة الجديدة التي كلف البرلمان فتحي باشاغا بقيادتها، تلعب فيه المليشيات المسلّحة دورا كبيرا. وبعدما أدت اشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس إلى مقتل 15 شخصاً، دانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، الاعتداء على المدنيين وتعريض حياتهم للخطر، مطالبة بالتحقيق في هذه الأحداث وتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم، مشيرة إلى أن أي فعل يعرض أرواح المدنيين للخطر غير مقبول. ودعت البعثة جميع الليبيين لكي يبذلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس، مؤكدة على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتها عبر الحوار، كما شددت على أن جميع الأطراف الليبية التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الوطني والدولي إزاء حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية. واستنكر رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في وقت سابق، الاشتباكات المسلحة بمدينة طرابلس وتعريض أرواح المدنيين للخطر، فيما أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، أمس، أن الاشتباكات المسلحة "العنيفة" في طرابلس خلفت 16 قتيلا و52 جريحا بإصابات متفاوتة. بدورها، أكدت الناطقة باسم الهلال الأحمر الليبي حنان السعيطي، أن فرق الإسعاف والطوارئ بفرع طرابلس عمل على إخلاء العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات خلال ساعات الليل. وقالت إنه تم "الاتفاق مع أطراف النزاع لفترة زمنية (هدنة) استطاع من خلالها فريق الاستجابة بإخلاء أكثر من 117 عائلة أي ما يقارب 585 فردا"، مؤكدة أن البلاغات تتوالى من العائلات العالقة لإخراجهم من المواقع التي وقعت بها الاشتباكات المسلحة اليومين الماضية، وسط طرابلس. وأثارت هذه الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس بين الحين والآخر غضب الليبيين في العاصمة والذين طالبوا بإخراج المقار الخاصة بالمليشيات المسلحة من المدينة، وفق تسجيل مصور لعدد من أهالي منطقة زاوية الدهماني التي شهدت معارك عنيفة بالأسلحة المتوسط والخفيفة.