تم تقديم برامج إثرائية نوعية لتنمية وصقل قدرات ومهارات أكثر من 205 طلاب وطالبات من الموهوبين العرب حضورياً وعن بعد؛ لإكسابهم معارف علمية متخصّصة، وتقنيات البحث والتعلم للمستقبل، وطرق التفكير الناطق الناقد والإبداعي، من خلال مشاركتهم في البرامج الإثرائية العالمية والأكاديمية والبحثية.. المملكة العربية السعودية تشهد في هذا العهد الميمون نهضةً استثنائيةً شاملةً لبناء الإنسان السعوديّ والاستثمار في قدراته وإمكاناته وتواكب ما يزخر به وطننا الغالي من طاقاتٍ بشريةٍ موهوبةٍ ومبدعةٍ في شتى المجالات، الأمر الذي يؤكد حرص قيادتنا الرشيدة -يحفظها الله- على تجذير ثقافة الموهبة والابتكار تماهياً مع رؤيتها المبينة 2030. وفي لحظة يدرك الجميع فيها أن ازدهار الأمم يعتمد على تمكين العقول الموهوبة والمبدعة التي تقود وتشكّل المستقبل؛ كانت رسالة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ماضيًة في تحقيق ذلك، حاملةً مسؤوليتها العالمية تجاه تأهيل وإعداد أجيالٍ مبدعة خلاّقة واستثنائية، لأنهم الاستثمار الأرقى والأبقى استدامة نحو رؤية المستقبل والبشرية جمعاء. في إبريل العام الماضي أطلقت مؤسسة "موهبة" بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، مبادرة "الموهوبون العرب" وهي أول مبادرة من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين على مستوى العالم العربي. مبادرة "الموهوبون العرب" أتت لتبرز الريادة العالمية لمؤسسة "موهبة"، بوصفها واحدة من المؤسسات المتخصصة في اكتشاف ورعاية الموهوبين، ولامتلاكها البرنامج الأشمل في رعاية الموهوبين على مستوى العالم، ومشاركة خبراتها النوعية العريقة مع الجهات المعنية بالعالم العربي، لتعزيز المسؤولية نحو المتطلبات والتحديات العلمية والتكنولوجية والمعرفية، وإرساء أسس التكامل بين البلدان العربية في مجال اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين. المبادرة ركزت على الاستثمار في الطاقات العربية الشابة من الموهوبين والمبدعين، بما يقود إلى رعايتهم واستيعابهم وتمكينهم، وتوفير البيئة الملائمة لهم والاستفادة من قدراتهم النوعية، ونشر ثقافة الموهبة، وقيادة حراك إبداعي لاكتشاف ورعاية واحتضان الموهوبين، ونشر الوعي الابتكاري والإبداعي؛ للمساهمة في رعاية وبناء قادة التغيير وصناع المستقبل من الطاقات العربية الشابة والواعدة. الأسبوع الماضي اختتمت مبادرة "الموهوبون العرب" دورتها الأولى بتميزٍ واقتدار، قادتها المؤسسة العظيمة "موهبة"، بالشراكة مع المنظمة العربية للعلوم والثقافة "ألكسو"، والمركز الوطني للقياس، واللجنة الوطنية للثقافة والعلوم. وبحجم الحدث ومخرجاته، احتفلت "موهبة" وشركاؤها بانتهاء الدورة الأولى المتضمنة للعديد من المراحل، والعمل الجادّ الذي بدأ بتطوير مقياس علمي، وهو مقياس "الموهوبون العرب"، وتطبيقه على أكثر من 800 طالب وطالبة، رُشّحوا من 12 دولة عربية، وانتهاء باكتشاف 230 موهوبًا وموهوبة من بينهم، وكان الاحتفاء بإنهاء 205 طلاب وطالبات من 11 دولة عربية، ومشاركتهم في برنامج موهبة الإثرائي الصيفي 2022، بحضور سفراء ودبلوماسيين من دول الطلبة المشاركين. وكان برنامج "موهبة الإثرائي الصيفي" الذي قدمته "موهبة" لطلبة الدول، والذي احتضنته جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة في مختلف العلوم والهندسة، على عدة جوانب على مدار نحو شهر كامل، حيث تم تقديم برامج إثرائية نوعية لتنمية وصقل قدرات ومهارات أكثر من 205 طلاب وطالبات من الموهوبين العرب حضورياً وعن بعد؛ لإكسابهم معارف علمية متخصّصة، وتقنيات البحث والتعلم للمستقبل، وطرق التفكير الناطق الناقد والإبداعي، من خلال مشاركتهم في البرامج الإثرائية العالمية والأكاديمية والبحثية، التي تنفذها موهبة حضوريًّا أو عن بعد، وبتدريب عالٍ من مدربين أكاديميين ومتخصصين محترفين بالشراكة مع الجامعات المحلية والعالمية. اللافت في الحفل الختامي كانت كلمات طلبة "الموهوبين العرب" وفي اللقاءات التلفزيونية معهم بحجم المعرفة التي حصلوا عليها، والمهارات التي تعلموها، والتقنيات البحثية التي تمرسوا عليها، عادّين هذه الرحلة كانت من أفضل أيام حياتهم؛ حيث عاشوا وعلى مدار شهر كامل مع زملائهم من 11 دولة تجربة إثرائية علمية ومهارية مميزة، تعد هي خطواتهم الحقيقية الأولى نحو صقل مواهبهم والاستثمار فيها بشكل حقيقي. ختاماً، بقي أن نشكر القائمين على هذا المشروع الريادي برعاية سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة وجهوده المميزة في توظيف المقومات الاستراتيجية للمملكة، وإبراز وتعزيز مكانة السعودية إقليمياً ودولياً من أجل الوصول بها إلى أفضل الممارسات العالمية، وكذلك الدور البارز والمميز لمعالي الأمين العام السابق لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" الدكتور سعود المتحمي، وسعادة الأمين العام الحالي د. آمال بنت عبدالله الهزاع لجهودها القديرة، ولمعالي مدير عام الألكسو الدكتور محمد ولد اعمر، والرئيس التنفيذي للألكسو الأستاذ هاني المقبل، والمدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس بهيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور عبدالله القاطعي، والأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السابق الأستاذ هتان بن سمان والحالي الأستاذ أحمد البليهد، وجميع الإدارات والجنود القائمين على هذه المبادرة، ودورهم الكبير نحو بناء المعرفة ودعم التنمية المستدامة بالوطن العربي، وتشجيع ثقافة الموهبة والابتكار.