تناولت أقلام المفكرين والأدباء والكتاب مفهوم القراءة الواسع بمختلف أدواته ومشتقاته ورموزه وأساليبه وخصائصه وفنونه من قديم الأزل، ولأهميتها القصوى في محو مسببات التخلف ومحاربة تداعيات الجهل أسهبوا في التطرق بكثرة لفوائدها المتنوعة، وقاموا بحض مجتمعاتهم على تبني هذه المقاصد النبيلة السامية من أجل تشجيع الأفراد على التوجه باقتناع وشغف نحو مفاتيح البيان والحكمة. لكن إن نظرنا لمفردة القراءة من ناحية دينية، نجد أن أول أمر رباني وجه لسيد الخليقة صلى الله عليه وسلم هو: "اقرأ"، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على عظم الشأن الذي يصاحب من يرعى حقها، وخير شاهد على ذلك هو تسيد الحضارتين العربية والإسلامية سابقاً لقرون عدة من الزمن قبل أن يهملوا شأنها ويتخلفوا بسبب التفريط بمضامينها عن ركب الأمم. ومع توحيد المؤسس للمملكة العربية السعودية، واهتمام جلالته وأبنائه الملوك البررة من بعده بالمعارف والعلوم انتقلنا بخطوات متسارعة من حلقات الكتاتيب الصغيرة المعدمة التي تعد على الأصابع في بعض المدن إلى المدارس النظامية الحديثة التي تعم البوادي والحواضر والهجر، وأصبحت أرض المملكة مهوى ومقصد لطلبة العلم النافع من مختلف الأقطار. ومع الدعم الهائل المقدم من القيادة الحكيمة لتحقيق أهداف المملكة للنهضة الشاملة وفق رؤية الدولة 2030 أضحت جامعاتنا العديدة تنافس بشدة على صدارة المراكز المتقدمة في التصنيف العالمي، وكذلك يعلن كل يوم في الصروح العلمية أو المسابقات الدولية عن مكاسب حققها شبان وشابات السعودية من شهادات وجوائز وأوسمة وبراءة اختراع.