ثمة نهج واضح ترسخه الجهود الدبلوماسية للمملكة، وتعززه مواقفها الصلبة حيال عديد القضايا، والأزمات الإقليمية والدولية، ومرتكز هذا النهج، الحفاظ على المصالح العليا للمملكة، ورفض التدخل في شؤونها رفضاً قاطعاً، وقد بينت الوقائع نجاعة هذا النهج، وسقوط كل الادعاءات الواهية للنيل من مكانة المملكة وسيادتها، وبرهن الحراك الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة، على أن موقف المملكة محق، وأن مكانتها أبعد من أن تمس، وأن محورية وأهمية دورها في المنطقة، وعلى الصعيد الدولي، ليسا أمراً قابلاً للتجاهل أو الإنكار، فالرياض تمتلك مفاتيح الحل، وثقلها العالمي، يعزز وضعها كرقم صعب في معادلات السياسة الدولية. في ضوء هذا النهج، تظهر مخرجات جولة ولي العهد، التي تعيد التأكيد على استراتيجية المملكة الجديدة في تنويع تحالفاتها، وتوسيع مداها الاستراتيجي، عبر تعظيم أوراق قوتها، ونسج شبكة تحالفات متوازنة، تعلي مصالح المملكة أولاً، وترسخ استقلالها ومكانتها الدولية، ومن شأن ذلك إرساء مقاربة جديدة في إطار العلاقات مع المملكة، عنوانها الأبرز، رفض الإملاءات، واستقلال القرار، في معادلة موزونة، تحقق المصالح العليا السعودية، وترسي الاستقرار والأمن الدوليين. تؤمن المملكة باحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وفي ظل هذه الرؤية، تنسج علاقاتها وتحالفاتها، متسامية على ألاعيب السياسات الداخلية للدول، والخطابات الانتخابية غير المنطقية.