العلاقة بين المملكة واليونان بنيت على أسس راسخة من الاحترام والقيم المشتركة، التي جمعت فيما بين البلدين، وهذه العلاقة المتأصلة هي علاقة لها بعد عميق من حيث الجوانب الاقتصادية والتجارية، مما يجعل اليونان أحد الشركاء التجاريين للمملكة منذ عام 1965. وتأتي جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تعزيز العلاقات وفتح آفاق الشراكة والتعاون بين المملكة واليونان في جميع المجالات، ولا سيما المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والنقل والسياحة والثقافة والتقنية والخدمات المالية والدفاعية والصناعات العسكرية، حيث تسهم هذه الزيارة في فتح الأفاق في كافة المجالات لتعزيز التعاون بين البلدين. واتسمت العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليونان بالتنامي الكبير الذي تشهده في مختلف أوجه التعاون بينهما، وشهدت تطورًا مَلْحُوظًا في الفترة الأخيرة من خلاله. ومن منطلق تعزيز العلاقة بين المملكة واليونان الذي ينطلق من التعاون القائم بينهما عبر اللجنة السعودية اليونانية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال السعودي اليوناني، للارتقاء بحجم التبادلات التجارية، كما اتفق البلدان على ترتيب عقد منتديات استثمار مشتركة بشكل دوري، تجمع عددا من كبار رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من البلدين. التبادل الاقتصادي يبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية واليونان خلال السنوات الست الماضية (2016-2021) 34 مليار ريال (9 مليارات دولار) وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى اليونان خلال العام الماضي (2021) 660 مليون ريال (176 مليون دولار) بنمو قدره 21 %، كما أسهم الصندوق الصناعي في دعم وتمويل 4 مشروعات مشتركة مع اليونان، بقيمة تمويل تتجاوز 80 مليون ريال، كما يسهم بنك التصدير والاستيراد السعودي في تمويل الشركات السعودية المصدرة إلى اليونان، وبلغت قيمة تمويلاته 5 ملايين ريال. حرصت "المملكة" و"اليونان" على تعزيز التعاون بينهما في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وبدأ العمل على تنفيذ مشروع مشترك لبناء كيبل بحري ليكون خط بيانات للربط بين البلدين، وكذلك تفعيل مبادرة مشتركة لتبني التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية والصناعات التقنية، تشمل: الجيل الخامس، والفضاء والأقمار الصناعية، والتلفزيون المدفوع، والترفيه المنزلي، وفتح المجال لتشجيع الفرص الاستثمارية في تطوير قطاع الاتصالات والبنية الرقمية. كما توجد 14 شركة يونانية بالسوق السعودي تستثمر في مجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة والسياحة، كاشفة أن إستراتيجية الاستثمار الوطنية ستطلق الفرص للاستثمار المباشر بقيمة 3 تريليونات يورو. اليونان ومكانتها الحضارية تعد اليونان من الدول الرائدة ثقافياً وحضارياً، ولذا تعمل وزارة الثقافة السعودية على التباحث مع الجانب اليوناني لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي، إضافة إلى العمل على إعداد برنامج تعاون ثقافي، يتضمن برامج فنية وثقافية في البلدين، ومشاركة الجانب اليوناني في المهرجانات الثقافية في المملكة، وإقامة الأسبوع الثقافي اليوناني في المملكة، والأسبوع الثقافي السعودي في اليونان. كما تتطلع المملكة إلى الاستفادة من أوجه التعاون الثنائية الحالية والمستقبلية مع اليونان في قطاعات الطاقة، لا سيما قطاع البترول والغاز والبتروكيماويات، واستدامة الطلب على البترول والاقتصاد الدائري للكربون، والطاقة المتجددة، وقطاع الكهرباء، والذكاء الاصطناعي، والتوطين وتطوير المحتوى المحلي للمنتجات والخدمات ذات الأولوية للتوطين في قطاعات النفط والغاز وإنتاج الكهرباء والطاقة المتجددة، والابتكار والتطوير في مجال طاقة الرياح، وكذلك الاستفادة من الحلول المبتكرة والمطورة في اليونان لمساعدة المملكة في تحقيق أهداف السعودية الخضراء. اللجنة السعودية اليونانية المشتركة وعززت المملكة واليونان التعاون القائم بينهما عبر اللجنة السعودية اليونانية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال السعودي اليوناني، كما اتفق البلدان على ترتيب عقد منتديات استثمار مشتركة بشكل دوري، تجمع عدد من كبار رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من البلدين. وتحرص المملكة واليونان على التنسيق والتشاور في القضايا التي تهم البلدين في المحافل الدولية ويتشاركان احترامهما الراسخ للقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ودعم الأمن والاستقرار الدوليين. ويتفق البلدان على أهمية رفع مستوى وجاهزية قواتهما العسكرية من خلال التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة والقيام بالتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات العسكرية لتحقيق أمن البلدين واستقرار المنطقة والعمل على توطين التقنية والصناعات العسكرية. وتدعم المملكة مبادرة الجمهورية اليونانية بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي من آثار تغير المناخ. -