هل من الممكن أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة واعية؟ هذا السؤال الأكثر إلحاحًا الآن، بعد واقعة طرد شركة "غوغل" مهندس برمجيات عمل في فريق تطوير الذكاء الاصطناعي بالشركة، بسبب ادعائه بأنه أجرى محادثات مع روبوت أصبح "واعيًا ولديه مشاعر مثل البشر". ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها "غوغل" بفصل مهندسيها بسبب التصريحات حول ما يخص مجال الذكاء الاصطناعي. كان نهج الشركة معروفًا في كل مرة: إيقافهم عن العمل لحين فصلهم بشكل نهائي. أحدث هذه الأسماء مهندس البرمجيات "بليك ليموين الذي فجر مفاجأة بإعلانه وجود روبوت تعمل "غوغل" على تطويره، يمتاز بالوعي والشعور بما حوله، وإدراكه والتفكير كالبشر. في البداية، قامت "غوغل" بوقف المهندس "ليموين"، الذي يعمل في فريق تطوير الذكاء الاصطناعي، لنشره محادثات سرية "تشات بوت"، قام بها مع روبوت متطور تعمل عليه الشركة، وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" أكد ليموين" أنه كان يعمل على تطوير روبوت للمحادثة الفورية يُعرف باسم "لامدا LaMDA"، وهو عبارة عن نموذج لغوي لتطبيقات المحادثات، قبل أن يكتشف أن الروبوت بات "واعيًا" ولديه القدرة على الإدراك والتعبير عن الأفكار والمشاعر مثل التي يملكها طفل بشري. بيان "غوغل" قال إن طرد المهندس جاء بعد أن "ظل يفضل باستمرار انتهاك سياسات التوظيف وأمن البيانات الواضحة التي تتضمن الحاجة إلى حماية معلومات المنتج"، وقالت "غوغل" إنها بحثت في الأمر على نطاق واسع، بما في ذلك 11 مراجعة ل LaMDA. غير أن بيان "غوغل" لم يخفض الجدل الذي أثاره "ليموين"، لا سيما مع تزايد المخاوف من الذكاء الاصطناعي وما يمتلكه من قدرات، مع حرص الشركات المطورة لها على السرية والتغطية عليها بحذر شديد. ولهذا، لم يحمِ بيان "غوغل" الشركة من الاتهامات بفصل كل من يزيح الستار عن هذه السرية، مثل ما حدث مع "ليموين". على الرغم من الجدل العالمي حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تدمير البشرية، ليس من السهل التنبؤ بالمستقبل والتوصل إلى استنتاج حول قضايا خطيرة مثل هذه، عندما تتكهن عقول عظيمة مثل "ستيفن هوكينج" بهيمنة التكنولوجيا على البشر، فإن مثل هذه السيناريوهات القاتمة لا بد أن تبدو وكأنها حقائق أكثر من كونها تخمينات واضحة. ووفقًا لما قاله "هوكينج"، عالم الكونيات المشهور عالميًا، فإن "تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يعني نهاية الجنس البشري". يبدو سيناريو مجموعة من الروبوتات ذات الذكاء الاصطناعي التي تسيطر على البشرية في المستقبل القريب، بعيد المنال نوعًا ما، أعطى التطور فرصة رائعة للمخلوقات البيولوجية، ولكن كما يشهد التاريخ، استغرق الأمر وقتًا طويلاً للغاية: عدة مليارات من السنين حتى أصبحت دقيقة، بالإضافة إلى انقراضات عديدة. لذلك، في الوقت الحالي، قد نكون بأمان حتى كتابة هذا المقال، أو على الأقل لحين ظهور المزيد من LaMDA. والسلام..