منذ أكثر من خمسة وتسعين عاماً، حظيت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية بعلاقة قوية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتشهد تطوراً نوعياً وتنامياً للثقة التي تجسدت كتحالف استراتيجي في كل المجالات. استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وروسيا الاتحادية على أسس ومبادئ ثابتة، حيث تشتركان في بؤرة استراتيجية واحدة، من الاهتمام المرتبط بالأمن الإقليمي، إلى جانب صادرات النفط ووارداته والتنمية المستدامة، والمشاورات الوثيقة التي تطورت بينهما حول القضايا الدولية والاقتصادية والتنموية. تستند حيوية العلاقة السعودية - الروسية على المصالح في مجالات تتخذ أوجهاً متعددة منها السياسية والاقتصادية والتجارية، منذ أن نمت خارطة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وروسيا بعد تاريخ طويل من دعم العلاقات وامتداد الزيارات رفيعة المستوى بين كبار القادة في البلدين. المملكة وروسيا باركتا الاتفاق المتمثل في (أوبك +) التاريخي من أجل دعم استقرار أسواق النفط، والحرص على تماسك هذا الاتفاق الذي يتبنى أسلوب إعادة الإنتاج بشكل يتماشى مع تعافي الطلب العالمي على النفط بما يخدم المنتجين والمستهلكين. المملكة رائدة في مواقفها التي تتمثل في جهودها، وتوصف بالحيادية في كل الشؤون التي ترتبط بأزمة أوكرانيا من جانب تخفيف التصعيد وحدة التوتر وإنفاذ الشروع في مساعٍ من أجل التهدئة وإضفاء مزيد من المباحثات السياسية مع كلا الجانبين الروسي والأوكراني، ومن أجل دعم الاستقرار الدولي. إن المدى الاستراتيجي الذي تتبناه المملكة في علاقاتها هو الاعتدال، وموقفها ثابت رغم الاختلافات في المواقف ووجهات النظر، فهي تملك نظرة راسخة ولا تصنف علاقاتها وفق مبدأ الاختلاف أياً كان نوعه، فهي تؤمن تماماً بهذا المبدأ، ومن هنا تقيم ركائز علاقاتها في هذا الاتجاه، وهذا ما ساهم بجعلها قوة شرق أوسطية وعالمية كبرى سواء فيما يتعلق بشأن الأزمات في سورية أو على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. فالمملكة خارج إطار كل ذلك تفتح صفحة جديدة ومختلفة من العلاقات، وتساهم في تطويرها بكل المجالات، وتتجه في مسار مختلف من أجل الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة.