بفضل الله تمكن فريق طبي بطوارئ مجمع د. سليمان الحبيب الطبي بالعليا، من إنقاذ حياة مريض مصاب بجلطة، سببت له انسداداً كاملاً للشريان التاجي الأمامي، ثم تطور الأمر لاحقاً وتوقف قلب المريض لأكثر من دقيقتين نتيجة ارتعاش بطيني أثناء نقله لإجراء القسطرة القلبية، ونجح الفريق في إعادة إنعاش القلب وإجراء القسطرة وزراعة دعامة في الشريان التاجي الأيسر الأمامي، وتم كل ذلك في نطاق الوقت المطلوب حسب المعايير العالمية والمحدد ب«90» دقيقة. وقال د. ياسر فضل المولى رئيس قسم الطوارئ بالمجمع الطبي، إن المريض في العقد الرابع من العمر، راجع المستشفى شاكياً من ألم مستمر في الصدر منذ نحو ساعة، فتم التعامل معه بكل احترافية والعناية به من الطوارئ إلى غرفة الإنعاش، وعلى الفور تم إجراء تخطيط قلبي، ولم تبين النتائج أية علامات عن وجود جلطة قلبية، لكن للحدس السريري العالي للفريق الطبي المعالج تم إجراء أشعة صوتية سريرية للقلب، فأظهرت النتائج علامات احتشاء حاد بعضلة القلب، نتيجة فقدان التروية الدموية، وتبين لاحقاً أنه يعاني من انسداد للشريان التاجي الأمامي بنسبة «100 %». وأوضح د. فضل المولى أن التعامل مع الحالة تغير وفقاً لمعطيات الأشعة الصوتية إلى برتوكول انسداد الشرايين التاجية «STEMI CODE»، حيث تم إعطاء المريض علاجات التخثر، وتحويله بصورة عاجلة إلى القسطرة القلبية برفقة فريق طبي متخصص في مثل هذه الحالات، وخلال عملية النقل بالإسعاف كان الفريق الطبي على اتصال مع مركز العمليات الطبية بتقنية طب الاتصال عن بعد «Tele Medicine»، لضمان تقديم أعلى معايير السلامة، وأثناء النقل توقف قلب المريض نتيجة إصابته بارتعاش بطيني مفاجئ، لكن الفريق الطبي، ولله الحمد أجرى له إنعاشاً قلبياً ناجحاً ليستعيد نبضه، وخضع لعملية قسطرة، تم فيها تحرير الشريان التاجي الأمامي الأيسر من الجلطة الدموية، وزراعة دعامة في الموضع المتضرر من الشريان، واستعادة حركة الدم والتروية الطبيعية للقلب. ووصف د. فضل المولى الحالة بأنها كانت معقدة مشيراً إلى أن المريض لم يكن له تاريخ مرضي، وكانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بألم في الصدر، وأن الارتعاش البطيني زاد من تعقيد الحالة، حيث إنه يعد السبب الأكثر شيوعاً للموت المفاجئ ، لكن الفريق الطبي المعالج تعامل مع الحالة بكفاءة عالية. يذكر أن مراكز الطوارئ القلبية بمستشفيات مجموعة د. سليمان الحبيب بها تجهيزات متقدمة وعالية يقوم عليها كفاءات طبية ذوو شهادات علمية عالية، وكذلك غرف لإنعاش الحالات القلبية الحرجة، وهو ما يمكّن الفريق الطبي من التعامل مع جميع الإصابات والحوادث وإجراء التدخلات الطبية العاجلة في المكان نفسه، إضافة إلى وجود أحدث الأجهزة لرصد للعلامات الحيوية، والإنعاش القلبي، والتنفس الاصطناعي، والتصوير الإشعاعي لإجراء الفحوصات التشخيصية كافة دون الحاجة لانتقال المريض لأقسام أخرى داخل المستشفى.