وقّع أكثر من ألف رئيس بلدية في إيطاليا عريضة الأحد لحضّ رئيس الوزراء ماريو دراغي على العودة عن استقالته ومواصلة قيادة البلاد في خضم حرب في أوكرانيا وتضخّم متسارع وورشة إصلاحات يطالب بها الاتحاد الأوروبي. وجاء في العريضة التي وقّعها رؤساء بلديات من فلورنسا إلى روما والبندقية "يجب أن تستمر الحكومة بعملها". وكان دراغي قد قدّم استقالته لرئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا الخميس، لكن الأخير رفضها وطلب منه درس ما إذا من الممكن الاستمرار بالحكومة الحالية حتى موعد الانتخابات العامة المقبلة التي من المقرر تنظيمها في العام 2023. ومن المتوقع أن يخاطب دراغي البرلمان الأربعاء في كلمة يعلن فيها إما خطة تبقي الحكومة قائمة وإما تمسّكه بالاستقالة من منصب رئيس وزراء ثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو. وندّدت عريضة رؤساء البلديات ب"سلوك غير مسؤول" لحركة خمس نجوم، العضو في الائتلاف الحكومي، والتي قاطعت تصويتا على الثقة الأسبوع الماضي في خطوة كان دراغي قد حذّر من أنها ستسقط الحكومة. والأحد، قال رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني وزعيم اليمين المتطرف ماتيو سالفيني إنه أصبح من المتعذّر الحكم بمشاركة "خمس نجوم"، واصفَين هذه الحركة بأنها "عديمة الكفاءة والموثوقية". وحزبا برلوسكوني وسالفيني منضويان في الائتلاف الحكومي برئاسة دراغي. وأعرب الزعيمان في بيانهما المشترك عن "استعدادهما" لخوض الانتخابات "حتى في أقصر المهل" إذا اقتضى الأمر. وأعرب رؤساء البلديات عن قلقهم إزاء مجرى الأحداث. وجاء في العريضة "مدننا... لا يمكنها اليوم أن تتحمل أزمة تنطوي على جمود في حين أنها تحتاج إلى العمل والمصداقية والجدية". وأشار موقّعو العريضة إلى أن التعافي في مرحلة ما بعد الجائحة والطوارئ الاجتماعية تعني "أننا بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار واليقين والاتساق من أجل مواصلة عملية تحوّل مدننا". وشدّدوا على أن إيطاليا من دون ذلك "لن تنبعث من جديد".