تكتسب الزيارة الرئاسية الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة زخماً كونها الزيارة الأولى له للمنطقة، وأيضاً كون المملكة هي الدولة العربية الأولى التي يزورها وتستضيف القمة العربية الأميركية الأولى من نوعها؟، والتي تأتي في ظرف دقيق يجب التعامل معه وفق رؤى توافقية. نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مقالاً للرئيس بايدن، حمل عنوان «لماذا سأذهب إلى السعودية؟» وذلك قبل أيام على الزيارة التي ستبدأ غداً. ذكر أن «المملكة إحدى الدول المؤثرة في العالم، لذا فإنه يستهدف من زيارته إليها تعزيز وتطوير شراكة استراتيجية تقوم على المصالح والمسؤوليات المشتركة بين البلدين». الهدف بحسب ما جاء في حديثه المعلن هو توجيه العلاقات مع المملكة، لذا تقود المعطيات إلى أن الرؤية السياسية الخارجية لبايدن تقوم على مرتكزات الرؤية السياسية الداخلية وردَ ذلك خلال خطابه في جامعة مدينة نيويورك في 2019، حيث قال بايدن: «السياسة الخارجية هي سياسة داخلية من وجهة نظري، والسياسة الداخلية هي السياسة الخارجية. إنهم مرتبطون بعمق». إن سلسلة اللقاءات المختلفة مع الأطراف السياسية على المستوى المحلي والإقليمي التي ينوي جو بايدن أن يقيمها لبحث ملفات مهمة أثناء زيارته إلى المملكة من أجل لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظهما الله» كشريك إستراتيجي منذ 8 عقود والذي وجه الدعوة بدوره لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي؛ لتعزيز الأمن والمصالح الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة. إن سياسة بايدن الخارجية مرتبطة بالأمن القومي الأميركي رغم المصاعب الاقتصادية والأزمات التي شهدتها الولاياتالمتحدة الأميركية، ولاشك بأن التحديات التي يشهدها الرئيس الأميركي تحتاج أسلوباً نافذاً ومختلفاً وقراءةً جديدةً للتداعيات الوشيكة والعلاقات التي أخذت ملامح متوترة خاصة في الصين على اعتبار تمثيلها في قوتها البشرية التي اكتسحت العالم كمركز للتصنيع العالمي حيث تحولت من سوق ناشئة إلى قوة اقتصادية عظمى وروسيا بقوتها العسكرية والسياسية كثاني قوة عسكرية في العالم تمتلك خبرات تكنولوجية في مجال التصنيع الحربي يبرز ذلك عبر الأنواع الحديثة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي لم يشهد مثلها العالم وكونها متطورة في مجال التكنولوجيا الحديثة في استخدامها للطاقة النووية ومن جانب آخر الملف النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي. يُطرح على طاولة المباحثات عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية خلال زيارة بايدن، كما ستناقش سبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني والإقليمي، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ، وضمان أمنيْ الطاقة والغذاء العالميين.