جاءت تأكيدات وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في حواره مع كبير مراسلي (سي إن إن) نك روبرتسون، أن السعودية هي المفتاح في ما يتعلق بالعالم الإسلامي وأن المملكة تعاملت مع جميع الإدارات الأمريكية بغض النظر عما إذا كانوا جمهوريين أو ديموقراطيين، كرسالة واضحة أن المملكة تتطلع للتعامل مع إدارة الرئيس جو بايدن؛ كونه رئيسا منتخبا ولديه خبرة سياسية كبيرة، حيث كان في مجلس الشيوخ طوال 35 عاما ثم نائبا للرئيس السابق. وبنى الجبير توقعاته عن عدم حدوث تغير كبير في السياسة الخارجية الأمريكية كون أمريكا دولة المؤسسات. وليس هناك رأيان أن كل حزب سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا له سياسات مختلفة، ولكن هذين الحزبين يتعاملان مع دولة القانون والمؤسسات صاحبة الثقل السياسي في المنطقة والصعيد الإسلامي والعالمي. وأعطى الجبير أمثلة حية يقولها المرشحون أثناء حملاتهم الانتخابية لا ينعكس على ما يفعلونه حين يصبحون في المنصب، مؤكدا أن المملكة تتعامل مع الرئيس فور وصوله للمنصب وليس قبله. وليس هناك رأيان أن هناك مصالح وشراكات كبيرة ومتعددة بين الرياضوواشنطن في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، كما أن هناك ملفات جيو استراتيجية ضخمة تتعلق بالمنطقة والعالم، خصوصا في ما يتعلق بالاقتصاد العالمي واستقرار سوق النفط وأمن الطاقة ومحاربة التطرف والإرهاب. من جهة أخرى، عندما أكدت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة المملكة في واشنطن، على قوة العلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة، وشددت أن العلاقات «أعمق بكثير من قائد سعودي واحد أو رئيس أمريكي واحد»، فإنها عكست العلاقات التاريخية الضاربة بين البلدين التي تعود لعقود ماضية. الأميرة ريما التي كانت تتحدث أخيرا في كلمة بمؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، قالت إن المملكة تشهد «تغييرا هائلا وغير مسبوق» وقيادتها تبذل جهودا «لإحداث هذا التغيير، ليس فقط على المستوى الداخلي، إنما أيضا من خلال سياستنا الخارجية»، مضيفة أنها «أجندة مصممة لكي تحقق السلام الدائم والأمن والازدهار للمنطقة وللعالم». لقد تعاملت المملكة مع جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بامتياز.. كون السعودية تضع المصالح الاستراتيجية للشعب السعودي فوق كل اعتبار، فضلاً عن حرصها على تعزيز الأمن والسلام في المنطقة وتقوية الأمن والسلم العالمي ولديها أدواتها السياسية والاقتصادية والنفطية وتتمتع بعلاقات مع الغرب والشرق على السواء. صحيح أن هناك تساؤلات حول رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لبايدن التي ستتسلم مهامها في يناير القادم، للملف النووي الإيراني، في ظل التباين الشديد لطريقة الإدارة الأمريكية لترمب المنتهية ولايته في اتباعها سياسة «الضغوط القصوى» عبر فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، والانسحاب من الاتفاق النووي، والتهديد دوماً بمواجهة عسكرية ضد النظام الإيراني، بمقابل توجهات الرئيس المنتخب بايدن، بإعادة التفاوض على الاتفاق النووي مرة أخرى، واستمرارية فرض نظام العقوبات.. إلا أن الأكثر صحة هو ثبات المواقف السعودية.. ورفضها المزايدة والمتاجرة.