يودع حجاج بيت الله الحرام المتعجلون اليوم الاثنين المشاعر المقدسة بعد أن أتموا مناسك حجهم بطواف الوداع شاكرين الله أن اصطفاهم واختارهم لأداء هذه الفريضة لهذا العام وسط إجراءات احترازية ووقائية وصحية عالية الدقة لضمان سلامتهم رافعين أكف الضراعة بأن يحفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها على ما وجدوه من كريم الرعاية وتوفر جميع الخدمات أثناء أدائهم المناسك، وقد ساهم التنظيم والتعاون المشترك بين مختلف القطاعات العاملة في المسجد الحرام في تحقيق السلامة الصحية لضيوف الرحمن. ويرمي الحاج المتعجل في هذا اليوم الجمرات الثلاث ويكبر مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلاً القبلة رافعاً يديه يدعو الله بما يشاء من الذكر والدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين، وعليه أن يتجنب المزاحمة والمضايقة لإخوانه حجاج بيت الله الحرام وأن لا يؤذيهم ويشوش عليهم، أما الجمرة الأولى وهي جمرة العقبة الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو بعدها، ومن خَطّطَ للمغادرة متعجلاً في يومين يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الاثنين - الثاني عشر- بسبع حصوات ويكبر مع كل حصاة، ثم يغادر مِنَى على الفور قبل غروب الشمس، وفي حالة غروبها وهو ما زال في مِنَى فيجب عليه البقاء للمبيت في منى ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر بسبع حصيات لكل جمرة ويكبر مع كل حصاة وإذا تهيأ للخروج ولم يتمكن لظروف الزحام أو بطء حركة المرور عند ذلك يستمر في سيره متعجلاً ولا يلزمه المبيت بمِنَى لكونه قد تهيأ للمغادرة متعجلاً. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج صوب المسجد الحرام في مكةالمكرمة للطواف حول البيت العتيق، بعد أن أكملت قوافل الحجاج أداء مناسكها بأركانها وواجباتها وفرائضها، وبذلك يكون طواف الوداع آخر أعمال الحج وآخر العهد بالبيت العتيق امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت)، وطواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائدًا إلى بلده، ولا يُعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء. واستقبل الحجاج أمس الأحد الحادي عشر من شهر ذي الحجة على صعيد منى أول أيام التشريق، وثاني أيام عيد الأضحى المبارك مستبشرين شاكرين الله تعالى على ما أنعم به عليهم من أداء مناسك الحج، ورمى ضيوف الرحمن أمس الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا أول أمس -السبت- جمرة العقبة تأسيًا واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام واتسمت انسيابية حركة الحجيج في منشأة جسر الجمرات بفضل الله ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى، وأضحت منشأة حضارية في المشاعر المقدسة وشاهداً على الاهتمام والرعاية اللتين توليهما حكومة المملكة بضيوف الرحمن، ويضاف إلى ذلك نظام السير نحو الجمرات الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج، وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بأجواء إيمانية وسكينة وأمان تشملهم بالرعاية والخدمة منظومة عمل تشاركية من مختلف الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج، وخصصت مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، قد تابعا حركة تفويج ضيوف الرحمن على منشأة الجمرات. المتعجلون يغادرون منى قبل غروب الشمس حجاج بيت الله الحرام يرمون جمرة العقبة وسط انسيابية في التنقل صحن المطاف يزدان بحجاج بيت الله أثناء طواف الإفاضة