أن تعلن بأن لديك دوري محترفين لكرة القدم ذلك يعني أن تكون لك "روزنامة" محددة ببداية ونهاية لكل بطولاتك المحلية خلال الموسم مع الأخذ في الاعتبار البطولات الخارجية للأندية والمنتخبات، وذلك من خلال تخطيط مسبق لهذه البطولات والتنسيق بينها بحيث لا يحدث تضارب وتداخل بين مواعيد هذه البطولات، وهذا التخطيط يضمن لك موسماً رياضياً ناجحاً بكل المقاييس، ويكون ذلك متماشياً مع ما يحدث في كل دَوريات العالم التي بها احتراف حقيقي غير قابل للاختراق من أي جهة كانت، بحيث يبدأ الموسم الرياضي وينتهي بتاريخ محدد مسبقاً يراعي كل البطولات المحلية والقارية والعالمية. بعكس ما يحدث لدينا في دوري المحترفين السعودي الذي أصبح "ظاهرة غريبة" بين دوريات العالم المحترفة من ناحية التأجيلات المستمرة والتوقفات المخجلة بين الحين والآخر، وهي أمور تدعو للدهشة، وأصبحت مصدراً "للنكات"، الدوري السعودي أطول دوري للمحترفين في العالم. فالرزنامة كالعادة ليست على ما يرام وتعيق مسيرة الدوري وبشكل "مخجل" لا يليق بدوري للمحترفين صرفت عليه الملايين ولكن يدار بعقلية "دورات رمضانية"، وفكر كهذا يعطل مصالح الأندية ويعرضها لخسائر مالية ضخمة خاصة من جانب التعاقدات مع اللاعبين والأجهزة الفنية، فبعض الأندية يصادف انتهاء بعض عقود منسوبيها تزامناً مع نهاية الرزنامة الرسمية ولكن "مطها وتطويلها" يؤثر على سريان مفعول هذه العقود. وعندما تتعرض هذه الرزنامة للاختراق ممن وضعها "فالمصيبة تكون أكبر"، حتى وإن كانت الحجة تداخلاً في المواعيد مع بطولة خارجية سواء لنادٍ سعودي أو مشاركة لأخضر الوطن، فذلك ليس مبرراً لهذه العشوائية في وضع خطة للموسم الرياضي، والذي أصبح كابوساً للأندية بسبب التأجيل المستمر لجولاته مما جعل الأندية تصبح ضحية لهذه التأجيلات والعك السنوي من" لجنة المسابقات"، وأصبحت الأندية تتعرض لمطالبات مادية إضافية من اللاعبين والمدربين، وقد تصل الأمور إلى قضايا ترفع على الأندية على خطأ لم ترتكبه بل كل ذلك نتيجة سوء تخطيط من لجنة المسابقات لاستحقاقات الموسم وعدم قدرة على إخراج موسم ناجح إدارياً من حيث أجندة البداية والنهاية لدوري أصبحت له بداية إنما نهايته فقد أصبحت "على كف عفريت من الأنس"، فهل من المعقول أن تنتهي دَوريات العالم ونحن ما زلنا نحلم بنهاية الموسم وليس ببطولة؟ فإلى متى استمرار هذه العشوائية في وضع برامج ومواعيد محددة لبداية ونهاية دوري المحترفين السعودي؟ في المقص: لصناعة مشهد احترافي متكامل العوامل المؤهلة لنجاح لا بد أن يدار المشهد الرياضي بعقليات تملك القدرة والجراءة على وضع آلية مرنة وناضجة تؤدي لعمل احترافي ناجح. إبراهيم عسيري إبراهيم عسيري - جدة